حموضة وسوء الخميرة تنتج خبزاً برائحة “غير شهية” تبريرات فقدت مصداقيتها وخلاف على تكاليف تحليل العينات وأفران تلوح بالإقفال
لأكثر من ثلاث سنوات ثمّة شكاوى من الرائحة غير المقبولة التي تفوح لحظة خروج الخبز من الكوة المخصصة للبيع في بعض الأفران، ولطالما كانت التبريرات المقدمة من أصحاب الأفران الخاصة ومستثمري الأفران الاحتياطية وحتى الأفران الآلية أن السبب يعود بالدرجة الأولى لمجمل ظروف منها كون معمل تصنيع الخميرة الموجود في محافظة حمص وما كانت تشهده هذه المحافظة من أعمال إرهابية كانت تمنع وصول الخميرة بالوقت المناسب إلى أفران طرطوس، الأمر الذي كان يؤدي في محصلة الأمر إلى تصنيع سيئ للخبز ومنها هذه الرائحة المرافقة.
اليوم ورغم عودة الأمن والأمان إلى المنطقة المحيطة بمعمل الخميرة في حمص مازالت الرائحة ولكن من دون تقديم التبريرات السابقة التي لم تعد قائمة بالأصل، ما دفع بمدير مخابز طرطوس المهندس علي مصطفى لتشخيص المشكلة الحقيقية لهذه الظاهرة بالقول إنه سبق أن تمّت مخاطبة وزارة الصناعة عن طريق وزارة التجارة الداخلية بضرورة الاهتمام أكثر بتصنيع هذه المادة والاهتمام أكثر بتأمين المادة الرئيسية والفاعلة التي تدخل في تصنيع الخميرة.
ويشير مصطفى إلى أن عملية نقل الخميرة إلى أفران طرطوس خلال تتم يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع حصراً، في وقت تمّ الطلب من مديرية التجارة الداخلية فحص وتحليل العينات بشكل دوري ومنتظم وقبل استلامها، وهذا ما اعتبره عاطف أحمد مدير التجارة صعباً بسبب الكلفة والمصاريف والإجراءات، إذ تقوم المديرية بأخذ عينات عشوائية وبشكل غير منتظم أو بناء على شكوى، وبالتالي لا توجد مشكلة بعد القيام بأكثر من تحليل في نوعية المادة الفاعلة وتاريخ إنتاجها، ولكن المشكلة تكمن في عملية النقل والتبريد والتخزين قبل وصولها إلى الفرن، وهنا تتجلى مسؤولية جمعية الخبازين عن إيصال الخميرة بشكل آمن ومطابق للمواصفات سواء ما يتعلق بعملية النقل والتبريد وحتى التخزين بعد خروجها من المعمل.
أصحاب ومستثمرو الأفران من جهتهم لوّحوا بالتوقف عن العمل إذا لم تتم معالجة هذا الخلل في ظل تساؤل البعض عن مصير إقامة معمل لتصنيع الخميرة في طرطوس الذي تقول المصادر بتعذر إقامته لاشتراطه أساساً على وجود أو قرب مزارع الشوندر السكري أو معمل للسكر، كونه يعتمد على توفير السكر في عملية تصنيع الخميرة، علماً أنه توجد دراسة لإقامة معمل آخر في منطقة سلحب، ولكن لا جديد بعد ذلك تحت ضوء الشمس حتى الآن، وإلى أن تتم معالجة الحموضة فما على الموطن سوى وضع كمامة على أنفه وتقبل الأمر والمضي قدماً في تناول هذه النعمة كون معدته معدّة لطحن كل شيء!!.
طرطوس- لؤي تفاحة