ثقافة

الطفولة تموت في “سرّ الناي العجيب”

“قال عابر السبيل: عليك بابنتك، اقتلها وادفنها في حقل القمح، وابنك، اقتله وادفنه في حقل الشعير، وسترى في العام القادم كيف يأتيك المحصول الوفير. “هذه الجملة التي تربط قتل الأبناء بالعطاء والخير، وتثير في النفس اشمئزازاً كبيراً مأخوذة من قصة للأطفال ضمن كتاب بعنوان “سر الناي العجيب وحكايات أخرى” حيث تضمن الكتاب مجموعة قصصية مترجمة عن كتاب باللغة الفارسية، لا تحاكي الخيال والفائدة المراد منها بقدر ما تعبث بمخيلة الأطفال، ولا أدري أهو ضعف متابعة من وزارة الثقافة الصادر عنها أم أنه سوء اختيار من المترجمة علياء الداية فنحن هنا بعيداً تماماً عن جو “كليلة ودمنة ” أو الحكايات العالمية التي نعرفها، ولم نلمس أي فائدة أو حكمة كما في قصص فونتان. ضمن هذه المجموعة القصصية قصة واحدة أثبتت تكامل عناصرها وفائدتها وهي قصة “الينابيع الأربعون” التي تحكي عن أهمية الأشخاص المعمرين في حياتنا فهم مناهل الحكمة وأصحاب الخبرة والتجربة والذين نعود إليهم في كل وقت. الطفل يملك تربة خصبة للخيال ويستطيع التحليق ببراءته إلى عوالم لا يمكن أن نصلها نحن الآن، وبحاجة دائماً لتغذية علومه ومعارفه بالأسلوب الذي يوافق مستواه وعمره العقلي، لذلك نتحمل وزر اختيارنا في زمن باتت فيه الخيارات مفتوحة على جميع الآفاق لنساعد على ترسيخ القيم الفعالة والبناءة لدى جيلنا الذي نرنو إليه بعين الخلاص.
وفي إصدارات أخرى لوزارة الثقافة من منشورات الطفل سلسلة من قصة “حكاية النجمة المضيئة” في أربعة كتيبات ملونة وذات رسوم وألوان تجذب الطفل لقراءتها فضلاً عن أنها تقدم المعرفة العلمية بأسلوب أدبي جميل وبسيط وهم: الشمس، الأرض، القمر، النجمة، من تأليف ياسمين عياشي ورسوم ضحى الخطيب ورزان عبود، يمكن لهذه القصص أن تحاكي خيال الطفل وتقدم له المعلومة فمثلاً نجد في قصة الشمس حكاية عن ظاهرة الكسوف تتجلى بشكل حوار بين الشمس والقمر والنجمة المضيئة والتي هي بطلة الأجزاء الأربعة. نحن مسؤولون تماماً عما يقدم لطفلنا اليوم فهو يرسخ قيمه من خلال محيطه وما يقدم له ويطرح الأسئلة التي تودي بنا إلى متاهات الحيرة عن مدى اتساع أفقه ومقدرته على الذهاب أبعد مما نتصور.
خضر مجر