آثار العراق تشهد تدميراً ونهباً لم تشهده منذ غزو التتار "داعش" يعدم بدم بارد 96 من أبناء عشائر الأنبار بينهم نساء وأطفال
أعدم تنظيم “داعش” الإرهابي خلال الأيام الماضية أكثر من 200 شخص من عشيرة البونمر في محافظة الأنبار، فيما أعلن الشيخ نعيم الكعود أحد شيوخ البونمر: إن التنظيم الإرهابي أقدم على إعدام خمسين عراقياً، بينهم ست نساء وأربعة أطفال، رمياً بالرصاص في أحد شوارع قرية رأس الماء شمال مدينة الرمادي، مشيراً إلى أن التنظيم اختطف 17 شخصاً آخرين.
إلى ذلك، دانت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونيسكو” ايرينا بوكوفا، أمس، التدمير الهمجي الذي يتعرض له التراث العراقي على يد تنظيم “داعش”، وذلك في تصريحات أدلت بها في بغداد.
ولم تشهد آثار العراق تدميراً ونهباً على هذا المستوى منذ غزو التتار لعاصمة الخلافة بقيادة هولاكو، حيث خلف مسلحو تنظيم “داعش” المتطرف خسائر لا يمكن تعويضها في الآثار العراقية، ولم تسلم من حملتهم حتى الآثار الإسلامية، فدمروا مساجد ومراقد على غرار مقام النبي يونس والعديد من التماثيل في الموصل، إضافة إلى قصور أشورية في مناطق سيطرة التنظيم المتطرف نسفت بالديناميت أو تمّ تدميرها.
وناشدت بوكوفا، في مؤتمر صحافي عقدته في المتحف الوطني العراقي، مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي بأكمله بالتحرك الفوري لإيقاف تدمير التراث الحضاري العراقي، وحماية الشعب العراقي الذي ساهم من خلال تراثه الحضاري القديم في إنعاش التراث الإنساني.
وسبق للمنظمة الدولية أن قالت، في تقرير لها في أيلول، إن تنظيم “داعش” يعمد إلى تدمير المعالم التاريخية في العراق ويبيع آثاراً وتحفاً ليموّل أنشطته، واضعة ذلك في إطار التطهير الثقافي.
وأعرب قيس حسين رشيد، مدير المتاحف بالعراق، عن قلقه إزاء تدمير التنظيم الإرهابي داعش للآثار المتواجدة بالمتاحف والتي لا تقدر بثمن.
وأكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم أن الجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش بحق العراقيين وتدمير ممتلكاتهم الثقافية وهدم المراقد الدينية ودور العبادة تعد جريمة بحق التراث الإنساني برمته، وقال خلال بوكوفا: إن العراق بحاجة إلى جهد ثقافي داعم يتوازى مع الجهد العسكري، وإلى العون في الجوانب الفكرية والتربوية من أجل التصدي للأفكار الظلامية، التي يبثها التنظيم الإرهابي في عقول الكثيرين، بمن فيهم طلبة المدارس.
إلا أن المجازر التي يرتكبها “داعش” بحق الأطياف العراقية كافة، أسقطت مشاريع التفرقة ووحدت العراقيين، الأمر الذي انعكس على المعارك في الميدان، والتي بدأت تقترب من تحقيق نصر مرتقب على الجماعات الإرهابية، حيث أعلن مصدر أمني عراقي عن تمكن قوة من فرقة التدخل السريع الأولى من تحرير طريق فلوجة- رمادي- سامراء من سيطرة ” داعش”، وتأتي هذه التطورات في وقت تمكن فيه الجيش العراقي من دخول أطراف بيجي شمال تكريت في عملية ترمي إلى تحريرها من قبضة “داعش”.
الإنجاز الأمني تحقق بعد سيطرة الجيش على قريتي التأميم والقادسية، ومصفاة الصينية جنوب بيجي شمال مركز محافظة صلاح الدين، التقدم في بيجي يهدف لتحريرها بالكامل من يد “داعش”.
وقال محمد المسعودي عضو التحالف الوطني: إن هذه الانتصارات هي بداية لتحرير كامل الأراضي العراقية التي تقع تحت سيطرة داعش الإرهابي، لافتاً إلى أن المرحلة الثانية ستكون الموصل لتحريرها أيضاً.
في حين يحاول ” داعش ” نقل المعركة بشنّ هجمات على خطوط إمداد الأمن العراقي، والحشد الشعبي في سامراء في محاولة لعرقلة تقدمها. البطء في التقدم الأمني سببه أسلوب داعش المتمثل بزرع العبوات، وتفخيخ الطرقات، وتفجير جسور العبور ومنها جسر القطارات ومحطتها.
الخبير الاستراتيجي رياض كريم رأى أن القوات العراقية بدأت في الكشف عن قدرتها ومعرفة أسلوب “داعش” القتالي الذي بدأ يتغير بموجب هذه الانتصارات، وبحسب قادة أمنيين فإن القوات العراقية والحشد الشعبي اعتمدا أسلوب المهاجمة على أكثر من محور لدخول المدن التي يسيطر عليها “داعش”.
هذا وتمكنت القوات الأمنية من دخول بيجي شمال تكريت، وتحرير جسر الرادار جنوب المدينة، هدف مجمل العمليات تحرير صلاح الدين، وجعلها نقطة انطلاق للقوات البرية والجوية نحو نينوى لتحريرها.