ثقافة "الجهاد" تتمدد في أوروبا.. مدينة "العدل الدولي" الأكثر تصديراً للإرهابيين إلى سورية عمليات مركّزة لبواسل جيشنا في ريفي القنيطرة وإدلب.. و176 مـطلـوبـاً يـسـلّمـون أنفـسـهم لتـسـوية أوضـاعــهـم
يوماً بعد آخر تتسع رقعة الإرهاب في أوروبا، ويتحوّل ما يُسمى بـ”الجهاد” إلى ثقافة تستقطب الأوروبيين جراء التسهيلات واللامبالاة التي تتبعها الحكومات الغربية في مكافحة الإرهاب، حيث كشفت تقارير صحفية أن مدينة لاهاي مقر محكمة العدل الدولية هي أكثر المدن الهولندية تصديراً للإرهابيين إلى سورية، في وقت تتوالى التقارير التي تكشف الدور الخفي الذي تلعبه مشيخة قطر بدعم وتمويل التنظيمات الإرهابية، حيث ظهرت مؤخراً معلومات تؤكد تورط الدويلة الخليجية بتسهيل عمليات اختطاف الأبرياء في سورية ولبنان ومن ثم ادعاء قيامها بدور الوسيط للإفراج عنهم فضلاً عن مسؤوليتها في إيصال أسلحة ومعدات حربية إلى الميليشيات المتطرفة الإرهابية في ليبيا، وهذا ما جعل الأصوات الأوروبية ترتفع للضغط على الحكومات الغربية وعلى المشيخة لوقف أعمالها العدوانية.
في هذه الأثناء واصلت وحدات من جيشنا الباسل مهمتها الوطنية في ملاحقة فلول عصابات الغدر والتكفير الوهابي ونفذت سلسلة عمليات أمس اتسمت بالسرعة والدقة وألحقت في صفوفها خسائر فادحة في العديد والعتاد.
ففي درعا وريفها أحبطت وحدات من الجيش والقوات المسلحة محاولة تسلل مجموعة إرهابية من غرب بلدة عتمان إلى داخل البلدة وقضت على جميع أفرادها، وقضت وحدات أخرى على العديد من الإرهابيين باستهداف تجمعاتهم شمال بلدة عتمان وفي بلدة الشيخ مسكين وعلى طريقي الصنمين/الشيخ مسكين وخربا /جمرين في الطرف الشرقي للمحافظة، فيما تم القضاء على العديد من الإرهابيين على طريق داعل / ابطع وقرب كازية أم الميادن وشمال معبر نصيب الحدودي.
وفي ريف القنيطرة قضت وحدات من الجيش على العديد من الإرهابيين في قرية الحميدية، كما دمرت عربة مزودة برشاش ثقيل بمن فيها من إرهابيين في بلدة الصمدانية الغربية.
وفي ريف إدلب أوقعت وحدات من بواسل جيشنا إرهابيين قتلى ومصابين في فيلون ومعرة مصرين وكنصفرة وقسطون وبنش ومحيط جبل الأربعين وجبل الزاوية ونحليا ودمرت أسلحتهم وأدوات إجرامهم، فيما قضت وحدة أخرى على العديد من الإرهابيين وأصابت آخرين في دير سنبل والبارة وجنوب أبو الظهور.
وفي ريف حمص قضت وحدات من الجيش والقوات المسلحة على أعداد من الإرهابيين وأصابت آخرين في الزعفرانة وفي وادي الكهف جنوب غرب حسياء.
من جهة ثانية استشهد مواطن وأصيب ثلاثة آخرون بجروح أمس في اعتداء إرهابي بقذيفة هاون على حي الكباس في ريف دمشق، كما أدى الاعتداء الإرهابي أيضاً إلى إلحاق أضرار مادية بالمكان.
في الأثناء سلّم 176 مطلوباً من دمشق وريفها ودرعا وحماة واللاذقية وحمص والرقة وإدلب وطرطوس ودير الزور أنفسهم للجهات المختصة لتسوية أوضاعهم.
إيران تدعو ميستورا للاستقلال في عمله
سياسياً، أكد مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي ضرورة أن يكون مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا مستقلاً في عمله إذا أراد ألا يكون مصيره كمصير سلفه الأخضر الإبراهيمي، وشدد في تصريح له أمس رداً على سؤال حول تصريحات دي ميستورا الأخيرة على ضرورة ألا يتأثر بتمنيات بعض مسؤولي دول المنطقة، مؤكداً أن هذه الأمنيات تعبّر عن رغبات الكيان الصهيوني ولن تتحقق أبداً.
وطالب وزير الدفاع البلغاري فيليزار شالامانوف بانعقاد المجلس الأمني التابع لمجلس الوزراء بعد ورود معلومات عن انضمام بلغاريين إلى جانب تنظيم داعش الإرهابي وتحليل حجم تهديد الأمن القومي لبلغاريا، وقال شالامانوف: إن التهديد الأكبر هو إذا كنا لا نتذكر التاريخ ولا نحافظ على جيشنا بالشكل الذي يمكنه من الدفاع عنا بشكل دائم، كما إنني آمل أن يكون لدى الحكومة القدرة الكافية على تحليل أي خطر وتهديد محتمل والرد عليه.
من جهته حذر رئيس حزب الأحرار النمساوي المعارض هاينز كريستيان شتراخه من المخاطر المترتبة عن عودة عشرات الإرهابيين النمساويين الذين التحقوا بصفوف التنظيمات الإرهابية في سورية، معتبراً أن ذلك يشكل تهديداً للأمن الوطني للبلاد واستقرارها، وأوضح أن العشرات ممن منحتهم النمسا جنسيتها وحق اللجوء على أراضيها استغلوا تلك الامتيازات بشكل مخالف للدستور والقوانين وتم تجنيدهم للقتال في سورية إلى جانب التنظيمات الإرهابية، في إشارة إلى أعداد كبيرة من الشيشان ودول البلقان الذين توجهوا إلى سورية للمشاركة في عمليات إرهابية.
في هذه الأثناء كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن مدينة لاهاي الهولندية التي يصادف أنها مقر محكمة العدل الدولية تعد أكثر مدن هولندا تصديراً للإرهابيين إلى سورية، مبينة أن في هذه المدينة جيلاً جديداً من المتطرفين المحليين، حيث إن ربع الإرهابيين الهولنديين والبالغ عددهم 140 وفق أرقام الحكومة الهولندية تم تجنيدهم في مدينة لاهاي للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي ما يجعل منها أرضاً خصبة لهذا التنظيم المتطرف.
وأشارت الصحيفة إلى أن لاهاي تروّج لنفسها على أنها مدينة السلام والعدالة، خصوصاً أن محكمة العدل الدولية تتخذ منها مقراً ولكن بالمقابل ينطلق منها المتطرفون للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية حتى إن بعضهم يطلق عليها اسم مدينة الجهاد، وأوضحت الصحيفة أنه رغم الحملة الأخيرة التي شنتها السلطات الهولندية فإن الكثير من العائلات الهولندية تشعر بالرعب من احتمال تجنيد أبنائها في التنظيمات الإرهابية لدرجة أنها تقوم في بعض الحالات بإخفاء جوازات سفرهم لمنعهم من ركوب الطائرة والتوجه إلى منطقة الشرق الأوسط.
في غضون ذلك أطلقت لجنة الجمعيات الخيرية في بريطانيا سلسلة من التحقيقات الرسمية بشأن عمل المنظمات الخيرية البريطانية واحتمال ارتباط بعضها بتمويل تنظيمات إرهابية في سورية والعراق، ولفت رئيس اللجنة ويليام شوكروس في مقابلة خاصة أجراها مع صحيفة ديلي تلغراف إلى مخاوف تتعلق بقيام المنظمات والجمعيات الخيرية التي تشرف على توزيع الأموال والإمدادات التي تبرع بها البريطانيون باستغلال الوضع وتحويل هذه الأموال إلى تنظيمات إرهابية في سورية والعراق .