طهران تدعو دي ميستورا لتقديم حلول واقعية مبنية على توجهات الشعب السوري نصر الله: ما يجري في المنطقة صراع سياسي بامتياز
أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله شخصياً من مجمع سيد الشهداء في الرويس بالضاحية الجنوبية لبيروت، إحياء لليلة العاشر من محرم، ليؤكد أن الصراع في المنطقة ليس صراعاً دينياً طائفياً، والجميع معني به، لأنه سيرسم مصير ومستقبل شعوب المنطقة، وقال في كلمة له: إن ما يجري في المنطقة هو صراع سياسي بامتياز بين دول وقوى سياسية وشعبية لديها رؤية خاصة تناضل من أجلها سواء، كانت على حق أو باطل، وأضاف: إن معركتنا هي مع الهيمنة الأمريكية والمشروع الإسرائيلي ومع التكفيريين، الذين يريدون سحق الجميع.
وأوضح نصر الله أن ما يجري اليوم في ليبيا ومصر والعراق وسورية هو صراع بين قوى مدعومة من محاور سياسية، وليس صراعاً دينياً، مشيراً إلى أن التحالف الدولي الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة ليس سببه صراعاً طائفياً بل لأن تنظيم داعش هدد حلفاءها في الخليج والمنطقة، وشدد على ضرورة التشخيص الصحيح لما يجري في بلدان المنطقة.
واعتبر أن توصيف الصراع بالطائفي هو خطأ كبير يرتكب بحق المنطقة وشعوبها ويعطل المعالجة ويطيل الأزمة.
وأضاف نصر الله: إن الجميع معني بما يجري في المنطقة لأنه سيرسم مستقبلها، وعليهم العمل على عدم القبول بتحويل الصراع فيها إلى طائفي ومذهبي، لأن ذلك يعني خسارة الجميع.
في الأثناء، جدد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان دعم بلاده لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، وأوضح في حديث لموقع العهد الإخباري اللبناني أنه لا يمكن حل الأزمات في سورية والعراق عبر الإجراءات العسكرية وإنما عبر الحلول السياسية الجذرية، مشدداً على أن اعتماد الحل العسكري والمقاومة يكون فقط في مواجهة الكيان الصهيوني.
وذكر عبد اللهيان بأن إيران قدّمت مشروعاً من أربعة بنود لمبعوث الأمم المتحدة السابق إلى سورية الأخضر الإبراهيمي يركز على ضرورة الحل السلمي في سورية، موضحاً أن طهران وخلال اللقاءات الأخيرة مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا في طهران أكدت على تطبيق مشروع إيران السلمي، ولفت إلى أن دي ميستورا قدم بعض المقترحات السياسية لحل الأزمة لكنها لم تكن واضحة، مضيفاً: نحن قدّمنا توصيات إلى دي ميستورا من بينها أنه إذا أراد النجاح في مهمته عليه تقديم حلول سياسية واقعية مبنية على آراء وتوجهات الشعب السوري.
وشدد عبد اللهيان على أن الموساد الإسرائيلي لعب دوراً في تأسيس تنظيم داعش الإرهابي ودعمه، مبيناً أن متزعمي وأعضاء هذا التنظيم الإرهابي يرتبطون بأيديولوجية متطرفة تظهر نفسها باسم الإسلام فيما هي تتعارض تماماً مع الدين الإسلامي الحنيف وتشوّه سمعته، ولفت إلى أن علاقة تنظيم داعش الإرهابي مع الكيان الصهيوني مفضوحة وهناك تعاون وتنسيق مستمر بينهما في عدة مناطق وهم يتسلمون المساعدات العسكرية والمالية من إسرائيل ولديهم زيارات مستمرة إلى داخل الأراضي المحتلة.
ورأى مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية أن الأجهزة الأمنية التي تدعم تنظيم داعش الإرهابي هي نفسها من تسعى جاهدة من خلال داعش لإسقاط الدولة في سورية والعراق وتخريب الأوضاع في لبنان والمنطقة وتسعى إلى تشويه صورة المقاومة وحزب الله، وقال: نحن نعتبر سورية ولبنان وفلسطين والعراق أركاناً أساسية في جبهة المقاومة في المنطقة، مضيفاً: إن تنظيم داعش الإرهابي ومنذ نشأته يريد تفكيك محور المقاومة، ولذلك رأينا إجراءات هؤلاء في سورية والعراق، وهم الآن يستغلون أي فرصة لاستهداف لبنان ولكن وعي حزب الله والجيش اللبناني والقوى السياسية والدينية في لبنان فوّت حتى الآن هذه الفرص.