التجارة الداخلية متمسّكة بالتسعيرة والسائقون يلوّحون بالتوقّف؟!
منذ الإعلان عن رفع سعر مادة المازوت رسمياً والجدل وربما التشاجر بين المواطن وسائقي السرافيس العاملة على الخطوط ضمن المدينة وبين مدينة طرطوس وريفها مازال سيّد الموقف، فلا السائقون التزموا بالتسعيرة الجديدة وبالتالي قاموا بتعليقها كما هي العادة والعرف إشهاراً منهم بالعمل بها، ولا حتى مديرية التجارة الداخلية عملت على معالجة الأمر في ضوء الاعتراضات المقدّمة من السائقين، كذلك حالة الصمت والتردّد من النقابة لأن الأخيرة معنية وملتزمة بالدفاع عن مصالحهم بالدرجة الأولى، ولاسيما أن التبريرات المقدّمة من النقابة تستند إلى ارتفاع أسعار كل ما تحتاج إليه السيارة بدءاً من “البوجية” وصولاً إلى الدولاب وأجور التصليح والتصويج وكل ما يعترض السائق من مشكلات في السيارة، ليأتي همّ المازوت الطارئ الذي لم يجرِ الإعداد له جيداً سواء بالنسبة للمواطن أم السائق ونصل في نهاية المطاف إلى ما وصلنا إليه من فوضى وأزمة ومعاناة؟.
عاطف أحمد مدير تموين طرطوس قال: إنه تم تنظيم 59 ضبطاً و16 ضبطاً قيد الإنجاز في مركز انطلاق السرافيس بالإضافة إلى تسيير دوريات لمراقبة وتنظيم الضبوط بحق السيارات المخالفة وغير المعلنة عن التسعيرة الجديدة، وما يتم طرحه من السائقين لكون التعرفة الجديدة غير مناسبة ولا تكفي، هذا من اختصاص جهات وصائية وتنفيذية على مستوى المحافظة، وهي تحتاج إلى قرار لإصدارها وليس من اختصاص مديرية التجارة الداخلية.
ومع ذلك نقول وبغض النظر عن تلويح السائقين بالتوقف عن العمل وقد حصل ذلك في وقت سابق ما سبّب أزمة ضمن مدينة طرطوس وشاهدنا طوابير من المواطنين علّهم يظفرون بسيارة تقلهم إلى مراكز عملهم، فإن الأمر يستدعي اجتماعاً يضم كل الجهات المعنية بالإضافة إلى نقابة السائقين بغية الوصول إلى نتائج ترضي في الحدود الدنيا مصالح الجميع، وأما التمترس وراء تنظيم الضبوط بعيداً عن معالجة المشكلة انطلاقاً من مراعاة مصلحة السائقين والمواطن معاً، فهذا يجعلنا كأننا نضع مئات وربما الآلاف من هؤلاء على قارعة الطريق ينتظرون رحمة من يقلّهم ويؤمّن وصولهم إلى مراكز عملهم ومنازلهم.
طرطوس – لؤي تفاحة