آخر الأكاذيب الأمريكية في محاربة الإرهاب: توسيع ضربات التحالف لتشمل "النصرة" روسيا: بلداننا هدف سهل للإرهابيين الدوليين.. والنرويج مهددة بتنفيذ عمل تخريبي خلال أشهر
كثيرة التصريحات الأمريكية المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وقليل فعلها على أرض الواقع، بمعنى أننا نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً.. آخر الأكاذيب الأمريكية ما كشف عنه أحد مسؤوليها بأن الإدارة الأمريكية قد توسع ضرباتها لتشمل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي.. للوهلة الأولى يستشعر المتلقي أن واشنطن جادة في محاربة الإرهاب، لكن عندما يعود قليلاً إلى الوراء ومن خلال ما قام به تحالفها ضد تنظيم داعش الإرهابي نجد أن التنظيم يتمدد لتصل مخاطره إلى دول بعيدة، آخرها ما حذرت منه بالأمس النروج وأستراليا من احتمال وقوع هجمات إرهابية على أرضها خلال أشهر.
وبالتالي فإن الولايات المتحدة التي تدّعي محاربة الإرهاب وأنشأت تحالفاً دولياً لمواجهته كان لها الدور الأبرز في إنشاء التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها في المنطقة وخاصة في سورية وقدمت كافة أشكال الدعم المالي والعسكري واللوجستي لها هي وحلفاؤها في المنطقة من ممالك ومشيخات الخليج ونظام رجب طيب أردوغان لتستخدمها كأدوات لخدمة مصالحها والمصالح الصهيونية.
إن استمرار أمريكا في مراوغتها ومماطلتها في محاربة الإرهاب ومحاولاتها الاستمرار فيه يعني تحول الفكر التكفيري الى ثقافة تغزو العالم خاصة مع الكشف اليومي عن تسلل إرهابيين من مختلف دول العالم إلى سورية وعودة آخرين إلى بلدانهم الأصلية، وبذلك ستكون دول كثيرة هدفاً سهلاً للتكفيريين.
وفي هذا الإطار أكد ألكسندر بورتنيكوف مدير وكالة الأمن الفيدرالية في روسيا أن الوضع في منطقة الشرق الأوسط خطر جداً بسبب تزايد جرائم تنظيم داعش الإرهابي هناك، موضحاً أن هذه المنطقة أصبحت جذابة للمضاربين في سوق النفط الموازية في الظل وأن اللاعبين فيها من تجار النفط يرعون الإرهاب في حقيقة الأمر بفعلهم هذا، وأشار إلى أنه نظراً لوجود مواطنين من بلدان رابطة الدول المستقلة والاتحاد الأوروبي التحقوا بهذه التنظيمات العالمية السرية، لذا تصبح بلداننا هدفاً سهلاً للإرهابيين الدوليين.
إلى ذلك كشف رئيس الوزراء النيوزيلندي جون كي أن الأجهزة الحكومية النيوزيلندية تراقب نحو 40 شخصاً سافر بعضهم إلى سورية من أجل القتال إلى جانب التنظيمات الإرهابية، فيما حاول آخرون السفر إلى هناك، لكن تم إلغاء جوازات سفرهم.
بدورها حذرت أجهزة الاستخبارات النرويجية من أن البلاد قد تكون مهددة بمحاولة تنفيذ عمل إرهابي فيها خلال الأشهر الـ12 المقبلة، ونقلت “أ. ب” عن المركز المشترك لمكافحة الإرهاب في النرويج، قوله: إن تنظيم داعش كان من بين عدد من التنظيمات الإرهابية الأخرى التي دعت إلى تنفيذ أعمال إرهابية ضد الدول التي تشارك في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، وأضاف: إن عناصر الجيش والشرطة وصانعي القرار السياسي في البلاد قد يكونون عرضة للخطر أيضاً.
وفي سياق متصل طلب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من أستراليا الإسهام بالعمل مع المجتمع الدولي لوقف دعم التنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح معولاً على دور أسترالي لوقف الحرب التي تُشن على دول بالشرق الأوسط، وشدد الراعي خلال لقائه رئيس الوزراء الأسترالي طوني ابوت على هامش زيارته الحالية لأستراليا على أن التنظيمات الإرهابية معادية لكل الأديان بما فيها الدين الإسلامي، قائلاً: إن ما يجري في المنطقة غريب عن الإسلام.
من جهة ثانية أعلنت أجهزة مكافحة الإرهاب المجرية أن الشرطة اعتقلت أواخر تشرين الأول الماضي هولندية في السادسة عشرة من عمرها كانت تسعى للالتحاق بتنظيم داعش في سورية، وأفادت أجهزة مكافحة الإرهاب في بيان نقلته الصحافة الفرنسية أن الهولندية المغربية الأصل استقلت قطاراً متوجهاً من بودابست إلى بلغراد عندما أخضعت للتفتيش وتبين أنها تحمل أوراقاً ثبوتية مزورة.
في الأثناء أفادت صحيفة ديلي ميل البريطانية بمقتل إرهابي بريطاني في سورية أثناء قتاله إلى جانب تنظيم داعش الإرهابي، ولفتت الصحيفة إلى أن تقارير جديدة كشفت عن مقتل وليام هاسمو كلينيك الملقب بأبو عبد الله البريطاني في شرق سورية أثناء قتاله في صفوف تنظيم داعش الإرهابي.
وأوضحت الصحيفة أن كلينيك وهو من مواليد لندن كان ناشطاً على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ له تغريدات على موقع تويتر الالكتروني يحرض فيها غيره من البريطانيين على الانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي.
من جهة أخرى كشف مسؤول أمريكي أن الولايات المتحدة تركت الباب مفتوحاً أمام توسيع الضربات الجوية التي تشنها إلى جانب شركائها ضد تنظيم داعش الإرهابي لتشمل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في سورية. وكان مسؤولون أمريكيون ومحللون أقروا بفشل الضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة إلى جانب شركائها في وقف تمدد تنظيم داعش الإرهابي أو الحد من هجماته الإرهابية، الأمر الذي يؤكد حتمية وضرورة التنسيق مع دول المنطقة وخاصة سورية والعراق لمكافحة الإرهاب والقضاء على هذا التنظيم الإرهابي.
إلى ذلك انتقد النائب السلوفاكي في البرلمان الأوروبي ريخارد سوليك السياسات الأمريكية التي تساهم في تعقيد الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وغيرها من مناطق العالم ونشر الفوضى فيها، وأوضح أن الولايات المتحدة جلبت الفوضى إلى كل مكان أرادت تصدير الديمقراطية إليه، مشيراً إلى أن هذا ما حدث في مصر وليبيا وأفغانستان والعراق وسورية، حيث عملت على إيجاد تنظيم داعش الإرهابي.