العدو يستبيح الأقصى.. و"عرب الاعتدال" يصمتون عن الإرهاب الإسرائيلي عملية استشهادية تسفر عن مقتل وإصابة 15 صهيونياً.. والفلسطينيون يهبّون لنجدة المقدسات
اقتحمت قوات الاحتلال، صباح أمس، باحات المسجد الأقصى المبارك، واعتدت على المصلين الفلسطينيين، ومعظمهم من كبار السن، بقنابل الصوت الحارقة والغازات السامة والمسيلة للدموع والرصاص الحي والمطاطي، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات، وصفت حالة أحدهم بالخطيرة، ومنعوا المسعفين من علاجهم، كما اقتحم العشرات من وحدات القناصة والخاصة والمخابرات والشرطة المسجد القبلي، وتمركزوا داخله، فيما شنت قوات العدو الصهيوني حملة دهم واسعة للمنازل في مدينة القدس المحتلة، اعتقلت خلالها عدداً من الفلسطينيين في بلدة أبو ديس، بينهم رائد ربيع نائب مجلس محلي أبو ديس، والأسير المحرر محمد صالح محسن.
وذكرت وكالة وفا أن جنود الاحتلال خلّفوا وراءهم دماراً واسعاً متعمداً، شمل مرافق الجامع القبلي، لافتة إلى أن المصلين وحراس البوابات أغلقوا بوابات الأقصى بالكامل، وأشارت إلى أن قوات الاحتلال المدججة بالسلاح انسحبت من باحات المسجد الاقصى، بعد اعتدائها على المصلين الفلسطينيين، وأبقت تعزيزات داخله وعلى بواباته، في حين ترافق مجموعة من جنود القوات الخاصة المستوطنين خلال اقتحاماتهم وجولاتهم في المسجد المبارك.
واعتدت قوات الاحتلال أيضاً على عدد من قيادات الأوقاف الإسلامية والشخصيات الفلسطينية خلال منعها لهم من دخول الجامع القبلي لتفقد المصابين والوقوف على حجم الدمار الذي أحدثته قوات الاحتلال بالمسجد، كما اعتدت على المتظاهرين الفلسطينيين في مخيم شعفاط وحي الشيخ جراح، الذين خرجوا تنديداً بانتهاكات الاحتلال، تلبية لدعوة “الحراك الشبابي المقدسي”، والذي دعا إلى النفير العام إلى الأقصى للتصدي للمستوطنين والدفاع عن الأقصى.
في الأثناء، صادقت ما تسمى بلجنة التخطيط والبناء ببلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة على بناء 278 وحدة استيطانية جديدة في المدينة.
واستكمالاً لمخططها العدواني بحق الشعب الفلسطيني هدمت قوات الاحتلال الاسرائيلى خياماً ومساكن و”بركسات” بمنطقة بردلة في الأغوار الشمالية بالضفة الغربية.
ورداً على هذه الاعتداءات، استشهد الشاب الفلسطيني إبراهيم العكري، أمس، في عملية دهس بالقدس نفذّها، إذ اقتحم موقف القطار الخفيف في شارع شمعون قبيل استشهاده برصاص قوات الاحتلال، وأشارت المواقع الصهيونية إلى مقتل شرطي من حرس الحدود، وإصابة 14 مستوطناً آخرين بجروح، حالة بعضهم خطيرة، في عملية الدهس، فيما سادت حالة من الهلع في صفوف الصهاينة.
وأمام الاعتداءات الصهيونية المتكررة توعّدت المقاومة الفلسطينية بالرد، وقالت: “إن العدو سيدفع ثمناً باهظاً لممارساته الإجرامية التهويدية في المسجد الأقصى والقدس”، مضيفة: إن المقاومة تعد وتجهز لانتصار أكبر من انتصار “العصف المأكول” من خلال معركة مقبلة ستكون الأقسى في تاريخ العدو”، وأكدت أن “معركة الدفاع عن القدس مفتوحة ومستمرة”، مؤكدة “ان العدوان المستمر بحق الأقصى سيواجه بكل عزيمة”.
سياسياً، أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن القيادة الفلسطينية قررت التوجه إلى مجلس الأمن الدولي فوراً ضد التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك، وبدأت الاتصالات السريعة بهذا الشأن، وقال في تصريح صحفي: إن “الحكومة الإسرائيلية، وبسابق إصرار، وضمن خطة ممنهجة، تواصل انتهاكاتها لحرمة المسجد الأقصى المبارك، وتدفع بالمستوطنين لاقتحام المسجد، منتهكة كل الأعراف والشرعية الدولية والإجماع الدولي”، وأكد “أن الحكومة الإسرائيلية تريد تصعيد الأمور من أجل تقسيم المسجد الأقصى، الأمر الذي حذّرنا منه مراراً بأن ذلك خط أحمر سيؤدي إلى أوضاع لا يمكن السكوت عنها داخلياً وإقليمياً، وسيدفع بالأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى اتخاذ مواقف وقرارات خطيرة”.
إمام وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أكد أن الحرم القدسي الشريف خط أحمر، محذّراً من تجاوزه، واعتبر أن إغلاق الاحتلال للمسجد الأقصى دليل على إصراره على تدنيس المسجد وانتهاك حرمته بشكل غير مسبوق، وحمّل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عمّا يحصل من توتر وصدام في رحاب الأقصى والقدس، مشيراً إلى أن “زعم الاحتلال بضرورة التهدئة هو وهمي فيه الخداع والتضليل وكسب الوقت”، وأضاف: انشغال الدول العربية واستثناؤهم لإرهاب إسرائيل يساعد الاحتلال على الانقضاض على المسجد الأقصى.
في الأثناء، اكتفى الاتحاد الأوروبي بالإعراب عن “أسفه” إزاء تجاهل سلطات الاحتلال دعوات المجموعة الدولية إلى وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة، منتقدة الاستمرار بإقامة مستوطنات جديدة في مدينة القدس المحتلة.