حلولنا طمأنات إسعافية والبديل الطاقي “ذهب مع الريح” لماذا تأخرنا في شراء أو استئجار أو استثمار البواخر المولّدة للكهرباء؟!
لا نظلم أحداً ولا نتّهم قطاعاً إذا قلنا صراحة إن حال الكهرباء وصل إلى وضع متردٍّ ومؤرّق يشهد عليه التزايد المخيف في ساعات التقنين على حساب ساعات الإنارة في تطوّر لم يسلم منه أحد!؟.
والمؤسف أن النغمة الرسمية لم تتغير منذ أن بدأنا نفقد ونخسر مكتسباتنا الكهربائية الواحدة تلو الأخرى، حتى وصل إنتاجنا الطاقوي إلى ما بين 1200 إلى 1500ميغاواط في أحسن الأحوال بعد أن تجاوزنا 7000 إلى 8000 ميغا واط!؟.
نحن ندرك جيداً أننا نعيش حالة حرب، لكننا لم نتعامل بحكمة مع حجم الحالة، فكانت حلولنا في معظمها عبارة عن طمأنات ارتجالية تلعب على حبال الأمل والرجاء ولا تستند إلى أرضية استراتيجية مدروسة!.
ونتساءل لماذا أضعنا كل هذا الوقت؟ وأين الطاقات البديلة الريحية والشمسية وغيرها التي طبّلنا وزمّرنا وأقمنا لها المؤتمرات والندوات الكثيرة والطويلة؟.
ولماذا لم نخطط لتنفيذ محطات التوليد في الأماكن الآمنة منذ بداية الأزمة، وبالتحديد بعد أول اعتداء تعرّضت له محطاتنا؟ ولماذا لم نعمل مع الأصدقاء الروس والصينيين والإيرانيين أو دول “بريكس” والقطاع الخاص الوطني لتفادي ما وصلنا إليه من خلال شراء أو استئجار أو استثمار البواخر المولّدة للكهرباء ليتم وصلها مع الشبكة العامة كبديل عن المحطات، وهو حل نعتقد أنه مثالي ويوفر الكثير من الوقت والأكلاف المادية الباهظة ثمناً للفيول المستورد والنفط الخام والغاز وغيره وصعوبة تأمينه، وهذا دون شك سيزيد من منعتنا الداخلية ويقوّي صمودنا في وجه الظلاميين القتلة والسفاحين؟!.
ها هو المواطن الذي فقد الأمل في الحصول على كهرباء معقولة ومقبولة يلجأ إلى البدائل المتاحة ليبدّد عتمته عن طريق الليدات “الرخيصة” نسبياً مع بطارية صغيرة لدراجة نارية أو سيارة مع شاحن ورافع جهد، وفي حالات أخرى عاد المجد فيها لفوانيس الكاز فقط لأن الحاجة أم الاختراع؟.
وكما هو معلوم فإن غياب الكهرباء له ما له من تأثيرات لا تغيب عن بال أحد على كل مرافقنا ويومياتنا بكل تفاصيلها وجزئياتها، فلا يجوز أبداً الركون إلى هذا الغياب المدمّر بعد الآن، فأن نشعل شمعة أفضل ألف مرة من أن نلعن الظلام أو نغرق في الظلمات.
طرطوس – وائل علي