خلافاً لما تتشدق به حكومة كاميرون.. العائدون من "الجهاد" يعيشون حياة طبيعية في بريطانيا جيشنا الباسل يدمّر أوكار متزعمي "النصرة" و"داعش" في حمص ودير الزور..ومصرع عشرات الإرهابيين في ريف حماة
خلافاً لما تتشدق به بريطانيا بشأن قوانينها الصارمة في معاملة الإرهابيين العائدين إليها بعد ارتكابهم جرائم مروعة أو دعمهم التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق وتعهداتها بمعاقبتهم بأحكام قضائية متشددة، كشفت صحيفة بريطانية أن العائدين من القتال في سورية يعيشون الآن ظروف حياة طبيعية حيث قدمت السلطات البريطانية للعديد منهم أماكن من شأنها إعادة تأهيلهم في إطار برنامج حكومي لمكافحة التطرف على الرغم من تأكيدات الحكومة البريطانية بمعاقبة المتعاطفين مع الإرهاب والمتورطين فيه، وهذا ما يؤكد أن كل من تسلل إلى سورية تحت مسمى “الجهاد” كان بموافقة ضمنية من الحكومات الغربية لتنفيذ أجنداتها في المنطقة، في وقت يتوالى فيه الكشف عن قتلى أوروبيين كانوا يقاتلون إلى جانب التنظيمات الإرهابية في سورية.
في هذه الأثناء جددت روسيا وإيران وقوفهما إلى جانب سورية في حربها ضد الإرهاب وعلى ضرورة حل الأزمة سياسياً بعيداً عن التدخلات الخارجية. في وقت واصلت وحدات من الجيش والقوات المسلحة أمس عملياتها في ملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة ونفذت سلسلة عمليات اتسمت بالسرعة والدقة كبدت خلالها الإرهابيين خسائر فادحة في العديد والعتاد.
فقد أوقعت وحدات من الجيش عشرات الإرهابيين قتلى ومصابين ودمرت آلياتهم في اللطامنة والقسطل الوسطاني وشرق عقيربات وسوحا وتل سلمة بريف حماة.
وفي ريف إدلب دمرت وحدات من بواسل جيشنا معسكراً للإرهابيين في خان السبل وعدة أوكار في معر دبسة وخان شيخون بمن فيها وآلية في التمانعة وقضت على العديد منهم في الهبيط، وأوقعت وحدات أخرى العديد من إرهابيي تنظيم جبهة النصرة قتلى ومصابين غرب خان السبل أغلبهم من جنسيات غير سورية بينهم 9 متزعمين من الجنسية السعودية ودمرت لهم عدة عربات مزودة برشاشات ثقيلة.
وفي دير الزور اشتبكت وحدة من الجيش والقوات المسلحة مع إرهابيين تابعين لتنظيم داعش الإرهابي وأوقعت بينهم ثلاثة قتلى وأكثر من عشرين مصاباً في حويجة صكر وتم تدمير مدفع هاون وآلية للإرهابيين.
وفي ريف درعا دمرت وحدات من الجيش والقوات المسلحة تجمعاً للإرهابيين في بلدة داعل ووكراً لتنظيم “لواء عباد الرحمن” الإرهابي في مدينة طفس وأوقعت بينهم قتلى ومصابين.
وفي ريف حمص دمرت وحدات من الجيش وكراً لمتزعمي تنظيم جبهة النصرة الإرهابي و4 آليات مزودة برشاشات بالعامرية ومستودعاًللذخيرة في دير فول وأوقعت العديد من الإرهابيين قتلى ومصابين، وقضت وحدات أخرى على أعداد كبيرة من الإرهابيين ودمرت عدة آليات لهم في محيط حقل شاعر وجزل وفي الطيبة والمجبل والكدير والقباب وجباب حمد ومقلع المشيرفة والقبلية.
إلى ذلك أوقعت وحدة من الجيش إرهابيين قتلى بالقرب من المركز الثقافي بالرستن وفي قرية السلطانية بريف حمص الشرقي فيما دمرت وحدة أخرى وكراً للإرهابيين في حوش الظواهرة بمن فيه، كما قضت على العديد من الإرهابيين في كفرلاها وتلدو.
من جهة ثانية لحقت أضرار مادية بالممتلكات جراء اعتداءات إرهابية بقذائف الهاون على ضاحية حرستا وبلدة صيدنايا بريف دمشق. وذكر مصدر في قيادة الشرطة إن قذيفة أطلقها إرهابيون سقطت على نزلة ظريف بالجزيرة “ب2” في ضاحية حرستا ما أدى إلى وقوع أضرار مادية في المكان، وأشار إلى سقوط قذيفتين في بلدة صيدنايا إحداها أصابت بناء سكنياً ما أدى إلى إحداث أضرار مادية دون وقوع إصابات بين المواطنين.
بوغدانوف يبحث مع حداد سبل حل الأزمة
سياسياً، بحث ميخائيل بوغدانوف الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع الدكتور رياض حداد سفير سورية لدى روسيا سبل حل الأزمة في سورية إضافة إلى التعاون بين البلدين.
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها إن النقاش تركز على بحث القضايا الراهنة الخاصة بالتسوية السياسية في سورية وضرورة مواصلة عملية جنيف والحوار السوري السوري الشامل، وأضاف البيان إنه تم التطرق خلال اللقاء أيضاً إلى عدد من جوانب التعاون الثنائي الروسي السوري.
وفي طهران جدد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني وقوف بلاده إلى جانب سورية والعراق في تصديهما للتنظيمات الإرهابية المدعومة بالمال والسلاح من قبل الدول الكبرى وبعض دول المنطقة، مؤكداً أن الكيان الصهيوني استفاد من الأوضاع الراهنة في المنطقة لتحقيق أهدافه معرباً عن أسفه من إثارة بعض الدول للمشاكل في العالم الإسلامي وقال إن بعض دول المنطقة قامت بتشكيل تيار إرهابي وقدمت له 5 مليارات دولار.
وأشار لاريجاني إلى أن المؤامرة التي تتعرض لها المنطقة هي لعبة دولية لها عدة وجوه منها سعي الكيان الصهيوني إلى إيجاد تيار إرهابي تكفيري في المنطقة بهدف تشويه صورة الإسلام وإثارة الاختلافات بين المسلمين، وأوضح أن بعض الدول كانت تدعي أن إيران تساند حكومة غير ديمقراطية في سورية في حين أن بعض حلفاء أمريكا في المنطقة تفتقد للمبادئ الأولية للديمقراطية ولذلك القضية لا تتعلق بالديمقراطية.
وكانت صحيفة جمهوري إسلامي الإيرانية أكدت في عددها الصادر أمس أن أنظمة السعودية وقطر وتركيا ومعها الكيان الصهيوني والقوى الاستعمارية من المؤسسين الرئيسيين لتنظيم داعش الإرهابي بهدف التآمر على أمن واستقرار المنطقة ونشر الفوضى فيها.
في الأثناء نشرت صحيفة لاديبيش الفرنسية خبراً عن طفلين فرنسيين لا يتعدى عمر كل منهما عقداً من الزمان غرر بهما تحت مسمى الجهاد وقطعا مسافة تزيد على 4000 كيلومتر من موطنهما الأصلي وصولاً إلى الرقة للالتحاق في صفوف التنظيمات الإرهابية المسلحة.
واستنكرت الصحيفة التلاعب القذر بالقيم حيث يدور الخبر حول فيديو يصور الطفلين الفرنسيين وهما يحملان رشاشات ثقيلة معربين عن سعادتهما الغامرة لنجاحهما في الوصول إلى سورية بقصد الجهاد، ووصفت الصحيفة المشهد بمسلسل مرعب يعيشه الواقع حيث يظهر فيه أحد البالغين يحادث طفلين أحدهما من تولوز والآخر من ستراسبورغ مستهجنة اللهجة المتطرفة الواضحة لدى الطفلين اللذين أكدا بشراسة أن “الجهاد” دفعهما إلى القدوم إلى سورية متجاهلين رغبة الوالدين.
بدورها كشفت صحيفة إكسبرسن السويدية عن مقتل ثلاثة إرهابيين سويديين أثناء قتالهم إلى جانب تنظيم داعش الإرهابي في سورية. وأشارت الصحيفة إلى أن الإرهابيين الثلاثة قدموا من مدينتي استوكهولم وغوتينبرغ وقد قتل اثنان منهم خلال قتالهما إلى جانب إرهابيي التنظيم في مدينة عين العرب السورية بينما قتل الإرهابي الثالث في هجوم آخر منفصل لم تحدد مكانه.
وفي سياق متصل ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أنه وبالنسبة لحكومة ديفيد كاميرون فإن دعم التنظيمات الإرهابية المتعطشة للدماء في سورية والعراق يقابل بمنح مرتكبيه القدرة على الدخول في برامج تأهيل ووظائف بما يسمح لهم بالعيش حياة طبيعية وكأن شيئاً لم يكن .
وكشفت الصحيفة أن الأغلبية العظمى من 300 إرهابي بريطاني عادوا إلى بلادهم بعدما كانوا يقاتلون إلى جانب التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق ويعيشون الآن ظروف حياة طبيعية حيث قدمت السلطات البريطانية للعديد منهم أماكن من شأنها إعادة تأهيلهم في إطار برنامج حكومي لمكافحة التطرف أطلق عليه اسم “برنامج القناة”. وذكرت الصحيفة أن بريطانيا تسلك نهجاً متساهلاً في موقفها بشأن الإرهابيين العائدين على الرغم من تأكيدات وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي وتعهداتها بمعاقبة المتعاطفين مع الإرهاب والمتورطين فيه .
أمريكا تتحمل مسؤولية الأزمة في سورية
إلى ذلك أكد المحلل السياسي دانيال فارتشيي مدير مؤسسة غراس روتس الأميركية للاستشارات السياسية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتحمل مسؤولية استمرار الأزمة الراهنة في سورية حيث قامت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي آي ايه بضخ مرتزقة إرهابيين تابعين لها في أنحاء سورية بهدف زعزعة استقرار سورية والمنطقة برمتها، لافتاً إلى أن استراتيجية الولايات المتحدة بشأن التصدي لتنظيم داعش الإرهابي مفككة وغير واضحة.
كتاب مصريون يدعون العرب إلى اليقظة لمحاربة الإرهاب
في غضون ذلك أكد عدد من الإعلاميين والكتاب المصريين أن البلدان العربية تتعرض لمؤامرة أمريكية صهيونية عالمية عبر إرهابيين إجراميين من أجل تفتيتها وإسقاطها وتدميرها داعين العرب الى اليقظة والوقفة الجادة والى تعاون أمني عسكري لمحاربة الإرهاب وتنظيماته وعدم التعويل على التحالف الدولي لإنقاذ بلداننا لأنه هو الذي صنع الإرهاب والفوضى لتحقيق مصالحه ومخططاته.
وفى هذا الصدد دعت الإعلامية سناء السعيد في مقال بصحيفة الأسبوع المصرية العرب إلى تبني نهج جديد لمواجهة الإرهاب يرتكز على الإنجاز عبر الأعمال وبعيداً عن الخطابات والأقوال والشعارات وعبر التنسيق العسكري والأمني والتواصل مع سورية، وقالت: إن أكبر إنجاز يمكن للعرب تحقيقه وسط التطورات الحادثة هو وحدة الموقف والتضافر كي يتمكنوا من مجابهة السيناريوهات الخارجية التي تتربص بهم والمؤامرات التي تستهدفهم فالتكاتف هنا سيساعد في تكثيف الجهود لمواجهة داعش والقضاء عليه وعدم التعويل على التحالف الدولي الذي لم يحقق شيئاً.
بدوره قال الكاتب السيد نعيم في مقال بصحيفة الجمهورية إن إرهابيي داعش الذين يقتلون ويذبحون البشر ويهدمون البيوت ويدمرون المدن ويأخذون النساء سبايا للبيع في سوق النخاسة لا دين ولا أخلاق ولا حياء لهؤلاء المجرمين الذين هجموا على البلاد العربية في غفلة من الزمن وضمن مؤامرة أمريكية صهيونية عالمية تسعى لتدمير البلدان العربية والاستيلاء على ثرواتها وخيراتها.
وفي مقال آخر بصحيفة الجمهورية قال الكاتب عبد المنعم كاطو إن ما يجري في مصر وليبيا واليمن وسورية والعراق ليس إرهاباً بالمعنى العلمي ولكنه حرب غير نظامية تشنها قوى بعينها دولية وإقليمية وعربية من أجل إفشال النظام العربي وتفتيت دول المنطقة حتى تسيطر “اسرائيل” كقوة متفردة تمثل الذراع الطويلة للولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً أن الولايات المتحدة تستغل الجماعات الفاشية الخارجة عن الإسلام والقانون في الحرب بالوكالة عنها.