يوم ثانٍ من المباحثات النووية في مسقط أجواء إيجابية.. وإيران تذكّر بالخطوط الحمراء
استؤنفت جولة المفاوضات الثلاثية في يومها الثاني بشأن الملف النووي الإيراني في العاصمة العمانية مسقط، واستمرت الأجواء الإيجابية في الاجتماع، الذي ضمّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الأميركي جون كيري والأوروبية كاثرين آشتون، رغم عدم حصول أي تسريبات، حيث يبدو أن الأطراف الثلاثة اتفقوا على إجراء المحادثات وسط سرية تامة، خوفاً من أن يكون لأي معلومة مسربة انعكاسات بما يضع عراقيل أمام أي تسوية محتملة.
وحول تخصيب اليورانيوم، أكثر البنود خلافية بين الطرفين الأميركي والإيراني، يتركز البحث حول عدد أجهزة الطرد المركزي، حيث اقترح الأميركيون أن يكون لدى إيران خمسة آلاف جهاز طرد مركزي، فيما يريد الإيرانيون أن يصل العدد إلى 10 آلاف، أما النقطة الثانية فتتعلق بكمية اليورانيوم، التي يمكن لإيران تخصيبها من أجل استخدامها في برنامجها النووي.
وحول مهلة تنفيذ الاتفاق النهائي، يجري الحديث عن ثماني سنوات، تلتزم خلالها إيران بما تمّ الاتفاق عليه، وبعد هذه السنوات بإمكان إيران إعادة النظر بما لديها من تطورات من أجل تطوير برنامجها النووي.
وتصر إيران على أن يكون رفع الحظر متلازماً مع أي توقيع للاتفاق مباشرة وبشكل كامل، أي من قبل الأميركيين والأوروبيين ومجلس الأمن الدولي، لاسيما وأن مجلس الأمن أصدر في السنوات الأخيرة قرارات تحظر على إيران تصدير النفط، المادة الأساسية التي يقوم عليها الاقتصاد الإيراني.
وعلى الرغم من الوعود الأميركية لإيران برفع الحظر المفروض عليها من قبل واشنطن بمجرد التوقيع على الاتفاق، إلا أن طهران تصرّ على أن يرفع الحظر من الأطراف الثلاثة مرة واحدة، بما فيها قرارات مجلس الأمن، رافضة الشرط الأميركي بأن توقّع على البروتوكول الإضافي لوكالة الطاقة الذرية قبل رفع الحظر، مؤكدة أن هذا البروتوكول ستتمّ مناقشته من قبل مجلس الشورى الإيراني بعد توقيع الاتفاق النهائي.
وشهدت مسقط الأحد جولتين من المباحثات استغرقتا نحو خمس ساعات ونصف الساعة، وأبدى وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي تفاؤلاً كبيراً في نجاح سير المحادثات النووية، وأكد في تصريحات لوسائل الإعلام أن الأطراف قد وصلت في مفاوضات اليوم الأول إلى نقطة متقدّمة جداً، معتقداً أنه من الصعب التراجع عنها، وذلك لإصرار أطراف المحادثات على التوصل إلى اتفاق، وهي الرغبة التي لمسناها منهم.
في سياق متصل أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أن القنبلة النووية لا مكانة لها في استراتيجية إيران الدفاعية، مضيفاً: أن التقارير الأمنية والاستخباراتية الشاملة، التي أعدتها أمريكا، تؤكد أن إيران لم تتخذ خطوة في هذا المجال، وقال في تصريح للتلفزيون الإيراني: إن المطالب الغربية المبالغ فيها بقيادة أمريكا من أهم التحديات التي تواجه إيران، مشدداً على أن المفاوضات النووية ستثمر عن نتيجة خلال فترة قصيرة في حال كانت المطالب الأمريكية معقولة، لافتاً إلى أن مبدأ التخصيب وحجمه من الخطوط الحمراء لإيران في الملف النووي.