في محاولة لفك الحصار عن "متطرفي" بنغازي تفجيرات إرهابية متنقلة تستهدف المدن الليبية
وقع انفجاران قرب السفارتين المصرية والإماراتية في العاصمة الليبية طرابلس، وذكرت وكالة الأنباء الليبية نقلاً عن سكان في المنطقة، قولهم: إن سيارة مفخخة انفجرت قرب السفارة المصرية في طرابلس، ولم تسفر عن إصابات بشرية، فيما أدى الانفجار إلى تحطم عدد كبير من السيارات القريبة من السفارة وإلحاق أضرار بالسور الخارجي للسفارة.
وفي مدينة سرت شمال ليبيا سمع دوي خمسة انفجارات قوية، فيما حلقت طائرات حربية فوق المدينة.
وجاءت هذه التفجيرات عقب سلسلة انفجارات بسيارات ملغومة الأربعاء في مدن معظمهما تخضع لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً في مدينة طبرق بشرق البلاد، والتي تواجه تحدياً من حكومة منافسة في طرابلس.
ووفقاً لمراقبين فإن هذه التفجيرات جاءت كردود أفعال تعبّر عن يأس المجموعات الإرهابية المتطرفة المتمركزة بشكل واسع في المنطقة الشرقية، وسعياً منها لفك الخناق الذي فرضه الجيش الليبي مدعوماً بوحدات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في مدينة بنغازي على الميليشيات التي توشك أن تفقد سيطرتها على المدينة.
وقال مسؤول إماراتي: إن الانفجارين يؤكدان انتشار “حالة الفوضى”، محذّراً من عواقب استمرار سيطرة الميليشيات الإسلاموية على العاصمة الليبية، واعتبر أن هذا التطوّر في ليبيا يظهر “ضرورة التوصل إلى حل سياسي يدعم المؤسسات الشرعية في ليبيا ولاسيما البرلمان”، المعترف به من قبل المجتمع الدولي.
وسقطت ليبيا بعد مرور ثلاث سنوات من عدوان الناتو في براثن اضطرابات متصاعدة مع اقتتال الفصائل المسلحة على السلطة والثروات النفطية للدولة العضو في منظمة أوبك، ولم تنجح الجهود الدولية، التي تقودها الأمم المتحدة للوساطة بين الفصائل المتناحرة، في التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو دفع الفصائل المسلحة الرئيسية إلى مائدة التفاوض.
وأدانت الخارجية المصرية التفجيرين، وشدد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية على أن التفجير الإرهابي الآثم الذي استهدف محيط السفارة المصرية في طرابلس يعد انتهاكاً سافراً للقوانين والأعراف الدولية، ويسيء للعلاقات التاريخية وروابط الدم التي تجمع بين مصر وليبيا وشعبيهما الشقيقين، كما أدان سلسلة التفجيرات الأخيرة التي استهدفت سفارات أخرى ومنشآت ليبية عامة، سواء في طرابلس أو طبرق أو البيضا على مدار اليومين الماضيين، مؤكداً أن هذه الأعمال الإرهابية والإجرامية الخسيسة تمس تطلعات الشعب الليبي في الحرية والاستقرار والأمن وتقوّض عملية بناء مؤسسات الدولة في ليبيا، مضيفاً: إن هذه التفجيرات الإرهابية تثير الشكوك حول دعاوى البعض من جدوى الحوار السياسي والوطني مع جماعات ظلامية إرهابية ترفض تسليم السلاح ونبذ العنف والإرهاب، لضمان خروج هذا الحوار بالنتائج المرجوة، كما أن هذه التفجيرات تؤكد سلامة الطرح المصري بضرورة الالتزام بالضوابط المنصوص عليها في مبادرة دول الجوار الجغرافي لليبيا والتي تم تبنيها في القاهرة.