دي ميستورا في القاهرة.. ومصر ولبنان وتشيكيا تشدد على الحل السياسي للأزمة في سورية
بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة، أمس، مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا الأزمة في سورية والأوضاع الأمنية والسياسية والجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي يحافظ على وحدة سورية وسلامتها الإقليمية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي في تصريح له: إن دي ميستورا عرض على شكري محصلة اللقاءات والاتصالات التي أجراها في الفترة الأخيرة مع الأطراف السورية والإقليمية والدولية المعنية، ورؤيته لسبل التحرّك في الفترة القادمة في إطار جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية، والأفكار المطروحة في هذا الشأن، وأضاف: إن شكري عرض أيضاً الرؤية المصرية للتطورات الجارية على الساحة في سورية، والتشديد على الأهمية القصوى لإيجاد حل سياسي للأزمة، باعتباره السبيل الوحيد للخروج من المأزق الراهن، بما يضمن وحدة الأراضي السورية وسلامتها الإقليمية، وتحقيق التطلعات السياسية المشروعة للشعب السوري الشقيق.
وفي بيروت، بحث وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل مع نظيره التشيكي لوبومير زاوراليك العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطوير التعاون في شتى المجالات الاقتصادية والتجارية والعسكرية، ونوّه باسيل، في تصريح عقب اللقاء، بمساهمات الجمهورية التشيكية عبر مشاريع الاتحاد الأوروبي، والجهود الإنسانية في دعم جهود لبنان في تحمل تداعيات الأزمة في سورية عليه، وقال: شددنا على ضرورة اقتلاع التهديد المتمثل بالتنظيمات الإرهابية كـ “داعش” و”جبهة النصرة” من جذوره، وليس فقط احتواؤه، لئلا ينتشر في المنطقة وباقي دول العالم، لأن التهديدات التي تقف على عتبة بابنا ستدق باب أوروبا قريباً.
وأكد زاوراليك خلال اللقاء أن الحل الأمثل للأزمة في سورية هو الحل السياسي لها، معرباً عن دعمه مهمة دي ميستورا والجهود التي يبذلها لإيجاد حل سياسي دائم للأزمة في سورية.
أرسلان: الدفاع عن سورية واجب وطني
من جانبه، أكد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان أن الدفاع عن سورية واجب وطني، والمؤامرة التي تتعرض لها تعني المنطقة بأسرها، وأن سورية دولة وجيشاً وشعباً هي اليوم في موقع الدفاع عن سورية الوطن والهوية والعروبة، وشدد خلال مؤتمر صحفي على ضرورة التصدي لكل المشاريع المشبوهة التي تهدد المنطقة ووحدتها، وأنه لا مجال لزرع الفتن بين الموحدين وإخوانهم، وقال: لا نخضع للابتزاز والتهويل والأخبار الكاذبة.
ودعا أرسلان العرب إلى أخذ العبر من المواقف المشرفة لأهلنا في الجولان السوري المحتل، الصابرين الصامدين في وجه الاحتلال الإسرائيلي منذ ما يقارب النصف قرن من المظالم، حتى أصبحوا مضرب مثل بالصبر المقاوم والصمود والوطنية والتمسك بالهوية والدولة والثقافة العربية السورية وبعلم دولتهم، الذي يرفرف باستمرار على أسطح بيوتهم وفي ساحات قراهم، وبيّن أن كل هذه الدول التي تعمل على تدمير سورية لم تشأ يوماً أن تصغي إلى معاناة أهلنا الأبطال في الجولان العربي السوري المحتل، لذا أقول وأردد باستمرار إلى مسامع من يريد أن يسمع: إن أهلنا في الجولان السوري المحتل هم البوصلة التي تسمح بفهم مقاصد ووطنية أهلنا.
وكان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني استهل مؤتمره الصحفي بتقديم واجب التعزية بالشهداء الذين يرتقون في سبيل صمود سورية في مواجهة قوى الشر والعدوان المدعومة من الكيان الصهيوني والدول الاستعمارية والأنظمة التابعة لها.
وفي طهران، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن السبيل الوحيد لحل الأزمة في سورية هو الحل السياسي واحترام الديمقراطية وإرادة الشعب السوري في تقرير مستقبله والمساعدة على إعادة الأمن والاستقرار إلى سورية وتهيئة الأجواء لحوار شامل سوري-سوري، وشدد خلال كلمة له على أن الخطوة الأولى في هذا المسار هي إعادة الأمن ومنع دخول الإرهابيين الأجانب إلى سورية ووقف الدعم المالي والتسليحي للتنظيمات الإرهابية.
وأكد شمخاني أن الأزمة التي يمر بها كل من سورية والعراق ولبنان وفلسطين هي بهدف تأمين الأمن للكيان الصهيوني، وإضعاف إمكانيات وقدرات العالم الإسلامي، وقال: إن سياسات الإدارة الأمريكية وحلفائها الإقليميين أدت إلى إيجاد تنظيم “داعش” الإرهابي وبقية التنظيمات الإرهابية الأخرى، مؤكداً أن دعم وتقوية التنظيمات الإرهابية في المنطقة بهدف تحقيق أهداف ومصالح نظام السلطة العالمي ليس خافياً على أحد.
واعتبر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني استمرار اتخاذ سياسة ازدواجية المعايير في مقابل الإرهاب، وخاصة دعم ما يسمى “المعارضة المسلحة”، للتدخل في الشؤون السورية أدى إلى تعميق الأزمة، وعدم الفائدة من عقد المؤتمرات وتشكيل الائتلافات، وأضاف: إن ظهور الإرهاب في المنطقة ناجم عن محاولات الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، تنظيم “الهندسة السياسية” الجديدة في منطقة الشرق الأوسط، لكن النتيجة الوحيدة الحاصلة من سياسات الغرب الخاطئة لشعوب المنطقة هي عدم الأمن والاستقرار والقضاء على المصادر الاقتصادية والإنسانية فيها.