رقعة الاعتقالات في أوروبا تتسع.. و"إرهابيون" يهددون باغتيال شخصيات بريطانية بارزة مصرع عمر الشيشاني أخطر متزعمي داعش في سورية.. إيران: مكافحة الإرهاب بحاجة إلى إرادة دولية جادة
عندما تتسع رقعة الاعتقالات في أوروبا، يعني أن الفكر الوهابي التكفيري في طريقه لضرب دولها وخروجه عن السيطرة وهذه نتيجة طبيعية للسياسات الغربية الخاطئة لجهة تسهيل تجنيد ما يسمى بـ “الجهاديين” وإرسالهم للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية وهذا ما جعل هؤلاء يؤسسون لثقافة تكفيرية في بلدانهم الأصلية باتت تهدد أمنها واستقرارها.. بالأمس اعتقلت السلطات في البوسنة وبريطانيا وألمانيا عدداً من الأشخاص بجرم الانتماء أو التخطيط لتنفيذ عمليات تخريبية. وفيما أعلن الرئيس الشيشاني مصرع المدعو عمر الشيشاني أخطر متزعمي تنظيم داعش الإرهابي في سورية، انتقدت إيران المواقف الخاطئة للاعبين السياسيين من القوى الخارجية، معتبرة أن مكافحة الإرهاب بحاجة إلى إرادة جادة، وأكدت أنه بات ممكناً التحدث اليوم عن تقارب في وجهات النظر بين إيران ودول المنطقة لجهة الاعتقاد بالحل السياسي للأزمة في سورية.
وفي هذا الإطار جدد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان دعم بلاده الكامل والقوي لسورية ولبنان والعراق وكل الدول التي تتعرض للإرهاب، مشدداً على أن إيران ترفض تدخل القوى الأجنبية في شؤون دول المنطقة.
وانتقد عبد اللهيان خلال لقائه أمس في طهران مدير شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الفرنسية فرانسوا جيرو بعض المواقف الخاطئة للاعبين السياسيين من القوى الخارجية تجاه التطورات في المنطقة.
معتبراً أن مكافحة الإرهاب بحاجة إلى إرادة جادة والأخذ بعين الاعتبار التداعيات السلبية لأي تغيير بالمنطقة، وقال من المؤسف أن بعض الدول ما زالت تدق طبول الحرب وتقوم بدور غير بناء في مسار الحل السياسي للأزمات في المنطقة ولا سيما في سورية، ولفت إلى المشاورات المتواصلة بين إيران ودول المنطقة حول الأوضاع فيها بحيث بات ممكناً التحدث اليوم عن تقارب في وجهات النظر بين إيران وهذه الدول لجهة الاعتقاد بالحل السياسي للأزمة في سورية وضرورة التعاون والتناغم فيما بينها بهذا الشأن، مؤكداً أن المحاولات والتدخلات الخارجية الهادفة لتسليح ما يسمى “المعارضة المعتدلة” تشكل خطأ جديداً في الموضوع السوري.
من جانبه قال جيرو إن إيران شريك أساسي في قضايا المنطقة، مؤكداً ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين لدعم تسوية هذه القضايا.
من جهة أخرى جدد وزير الأمن الإيراني محمود علوي التأكيد على أن تنظيم داعش الإرهابي صنيعة أجهزة الاستخبارات الغربية، داعياً إلى ضرورة مواجهة تهديدات هذا التنظيم والتنظيمات الإرهابية الأخرى في المنطقة، وقال إن القصف الجوي من قبل ما يسمى التحالف الدولي لمواقع تنظيم داعش الإرهابي ليس الحل الأساسي لمواجهة هذا التنظيم رغم تحقيقه بعض النتائج.
وكان الرئيسان الإيراني حسن روحاني والأذربيجاني الهام علييف أكدا في بيان مشترك للتعاون والصداقة صدر أمس في ختام زيارة الرئيس الإيراني إلى أذربيجان ضرورة التعاون الدولي في مجال مكافحة ظاهرة الإرهاب واستخدام طاقات الأمم المتحدة لمواجهة التهديدات الجديدة ضد القوانين الدولية.
وفي سياق آخر أعلن الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف مقتل الإرهابي عمر الشيشاني أحد أخطر متزعمي تنظيم داعش الإرهابي في سورية، وقال إن عدو الإسلام طرخان باترشفيلي الذي يسمي نفسه عمر الشيشاني قتل في سورية. وكان الإرهابي المدعو عمر الشيشاني واحداً من أبرز متزعمي تنظيم داعش الإرهابي الذي استقطب المئات من الإرهابيين الشيشان ممن شاركوا في الإجرام الدموي للتنظيم في سورية والعراق.
إلى ذلك أعلنت مصادر أمنية وقضائية بوسنية اعتقال 11 شخصاً أمس لتورطهم بأعمال إرهابية بينها المشاركة بالقتال في صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق. ويشكل التحرك الحالي للسلطات البوسنية الشق الثاني من عملية بدأتها في أيلول الماضي وتم خلالها اعتقال 16 شخصاً لتمويلهم وتنظيمهم رحلات لإرسال إرهابيين إلى سورية للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي.
وفي سياق متصل اعتقلت الشرطة البريطانية شخصاً في 27 من عمره في منطقة سلاو في ضواحي لندن لضلوعه بتمويل أعمال إرهابية خارج بريطانيا.
وفي السياق ذاته أدانت محكمة ألمانية أربعة أشخاص بتهم مختلفة هي الانضمام إلى تنظيم القاعدة أو تأييده والتخطيط لهجوم خطير محتمل على أراضي ألمانيا وحكمت عليهم بالسجن لمدة تصل إلى تسع سنوات. واعتقل أعضاء المجموعة التي أطلقت عليها وسائل الإعلام الألمانية اسم خلية دوسلدورف في عام 2011 بمدينتي دوسلدورف وبوخوم الغربيتين قبل أيام من مقتل أسامة بن لادن الزعيم السابق لتنظيم القاعدة الإرهابي .
وقال ممثلو الادعاء في المحاكمة التي استمرت عامين إن المتهمين الأربعة كانوا يتلقون الأوامر المباشرة من القاعدة وخططوا لتفجير قنبلة عنقودية في حشد من الناس ثم تفجير قنبلة ثانية بمجرد وصول أجهزة الطوارئ إلى المكان لعلاج الجرحى.
في الأثناء، كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية عن دعوة إرهابيين بريطانيين من تنظيم داعش لجهاديين مقيمين في بريطانيا إلى شن حملة اغتيالات ضد شخصيات بريطانية بارزة حيث تضمنت رسائل نشروها على موقع تويتر أسماء وعناوين أهداف لمثل هذه الاغتيالات.
وقالت الصحيفة إن هذه القضية برزت إلى العموم لدى تقديم طالب بريطاني متهم باستهداف رئيس الوزراء العمالي السابق توني بلير للمحاكمة مرة ثانية بعد أن تم إطلاق سراحه من قبل هيئة المحلفين في المحاكمة الأولى. وأوضحت الصحيفة أن الإرهابيين البريطانيين الذين يقاتلون في سورية لديهم قائمة بأسماء وعناوين لشخصيات يطلقون عليهم “غير المؤمنين” وقاموا بإرسالها للمتطرفين في بريطانيا.
من جهة ثانية دعا رئيس اللجنة الحكومية لشؤون الأديان في قرغيزيا أوروزبيك مولداليف المفتين المسلمين في بلاده إلى تكثيف الجهود وتوجيه انتباههم ودراسة أوضاع المناطق التي ينطلق منها أبناؤها للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية.