قائمة المتهمين تطال كل المحميين في "زمن الترويكا" رئيس حكومة النهضة أمام القضاء التونسي في قضية اغتيال بلعيد
يشهد ملف اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد تطورات جديدة، بعد إعلان أرملته بسمة الخلفاوي أن الاتهامات السابقة التي طالت رموزاً من المسؤولين في الدولة تعززت بعد قرار النيابة العامة التحقيق مع شخصيات رسمية ومسؤولين أمنيين في حكومة الترويكا السابقة بقيادة النهضة، وقالت: إن ملف قضية الاغتيال سجل تحوّلاً إيجابياً يتمثل في تقدم دائرة الاتهام بطلب لدى حاكم التحقيق قصد توجيه تهم لشخصيات ومسؤولين وعناصر أمنية كانت محمية زمن حكم الترويكا.
وأفادت الخلفاوي، خلال الوقفة الاحتجاجية الأسبوعية للجبهة الشعبية أمام المسرح البلدي بالعاصمة للمطالبة بالكشف عن الحقيقة في قضية اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البرهمي، بأن توجيه الاتهام إلى هذه الأطراف سيغيّر حتماً مسار القضية، باعتبار أن التحقيق معهم سيضيف مستجدات هامة، وصرحت أنه من بين المسؤولين الذين سيشملهم التحقيق رئيس الحكومة السابق علي العريض والمدير العام السابق للأمن الوطني وحيد التوجاني، الذي قالت: إنه قام بإخفاء نتائج الاختبار البالستي في القضية، وفق تعبيرها.
واتهم الطيب العقيلي عضو لجنة الدفاع بقضية اغتيال المعارضين السياسيين حركة النهضة بالضلوع في اغتيال المعارض شكري بلعيد، مستنداً إلى ما اعتبرها وثيقة مسربة تؤكد أن الداخلية على علم بمخطط الاغتيال.
ووجه الأمين العام المساعد لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد محمد جمّور، في وقت سابق، اتهاماً لدولة قطر بأنها تقف وراء اغتيال بلعيد، وقال: إن قطر دبرت لعملية اغتياله بالتعاون مع جهات تونسية قريبة من حركة النهضة الإسلاموية التي تقود الائتلاف الحاكم مع حزبي المؤتمر والتكتل ومستقلين.
ولم تعرف قضية بلعيد تقدماً في مجراها زمن حكومة الترويكا، رغم الضغوطات المتزايدة من قبل المعارضة، وخصوصاً من قبل الجبهة الشعبية.
وكانت حركة النهضة تبرأت سابقاً من دمه ووجهت التهمة إلى أطراف خارجية، وهددت بمقاضاة كل من يوجه لها التهمة بالوقوف وراء اغتياله دون أي دليل.
وذكرت الخلفاوي بأن مؤسسة شكري بلعيد لمناهضة العنف بصدد إعداد ملف لمقاضاة قناة الجزيرة القطرية دولياً على خلفية بثها برنامج الصندوق الأسود، بعد أن كانت قد رفعت منذ حوالي أسبوع قضية بالمنتجين والشهود الذين ظهروا بالبرنامج بالمحكمة التونسية، ومن بينهم الطالب المبتدىء في عالم الصحافة حمدة الخشتالي نجل إحدى القيادات البارزة في حركة النهضة.
وعمل حمدة الخشتالي كصحفي بقناة الزيتونة وكان له لقاء شهير مع الداعية نبيل العوضي المعروف عنه أنه من المقربين من “الإخوان” ومموّل رئيسي لـ”داعش”، كما يملك شركة إنتاج إعلامي، وهو لم يتجاوز بعد الـ25 عاماً، حيث كان في بداية حكم النهضة يعتزم بث قناة فضائية بشراكة وضاح خنفر المدير العام السابق لقناة الجزيرة من 2003 إلى 2011 ولكن المشروع لم ير النور.
وسرعان ما تنقّل هذا المنتج الصغير من 2011 بين عدة وظائف منها وكالة الأناضول وقناة الزيتونة إلى أن أسس شركة إنتاج، وهو لا يملك شهادة علمية جامعية، حيث لم يحصل سوى على شهادة “البكالوريا” ليفتح له ولاؤه لحركة النهضة الأبواب على مصراعيها للدخول إلى عالم الإعلام.
من جهته أكد المحامي نزار السنوسي أن هذا التحقيق موجه ويفتقد لقواعد العمل الاستقصائي، وهو عمل منحط، وقد أرادت الجزيرة تحويل الشبهة عن تنظيم أنصار الشريعة.