واشنطن توسّع دور استخباراتها في تدريب "المعارضة المعتدلة" مسؤول أممي يحمّل الغرب مسؤولية تسلل التكفيريين إلى سورية.. إيـــران: الأنـظـمـة الـمـلـكـيـة أســسـت تـنـظـيـم داعــش
فيما حمّل مسؤول أممي أمس الغرب ودولاً في الشرق الأوسط مسؤولية تسلل الإرهابيين الأجانب إلى سورية للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي، أكدت إيران أن الأنظمة الملكية أسست تنظيم داعش لمواجهة الحكومات ذات السيادة الشعبية في المنطقة. في وقت تصر واشنطن على دعم الإرهاب في سورية تدريباً وتسليحاً تحت يافطة مسمى “المعارضة المعتدلة”.. رغم أن المؤشرات تدل على أن هذه المجموعات لن يكون لها أي تأثير فيما يتعلق بادعاءات إدارة اوباما حول تصدي إرهابيي هذه المعارضة لتنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية الموجودة في سورية، وقد أثبتت الحقائق والوقائع الميدانية أن التنظيمات الإرهابية التي تحظى بدعم الولايات المتحدة وحلفائها لا تختلف عن التنظيمات الأخرى التي تزعم محاربتها فهي وجهان لعملة واحدة لكن الإدارة الأمريكية تلجأ إلى استخدام مصطلح “المعارضة المعتدلة” لإخفاء حقيقة الإرهابيين الذين تمولهم. وهذا يكشف زيف الادعاءات الأميركية بخصوص السعي لمكافحة الإرهاب واستمرار السياسة التي طالما انتهجتها الإدارات الأميركية المتعاقبة وخاصة الحالية في تفريخ ودعم التنظيمات الإرهابية واستخدامها كأدوات لتنفيذ أجندتها ومشاريعها في العالم.
باولو سيرجيو بنييرو رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سورية حمل الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية ودولاً في الشرق الأوسط مسؤولية تسلل الإرهابيين الأجانب إلى سورية للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي. وأكد في تصريح لقناة الميادين على هامش جلسة خاصة للجنة في نيويورك أن عدم مراقبة الحدود ساهم في أعمال الإرهاب وقال عندما تترك الدول حدودها مفتوحة من دون مراقبة جدية يستطيع المقاتلون الأجانب الانتقال إلى سورية وأنا لا أتحدث عن دول الشرق الأوسط بل أيضا وتحديداً عن دول أوروبية والولايات المتحدة الأمريكية فمن هذه الدول ينتقل الكثير من المقاتلين للانضمام إلى تنظيم داعش في سورية.
وكشف بنييرو عن حصول التنظيم الإرهابي على تحويلات مالية عبر مصارف أوروبية وإقليمية وقال إن “التحويلات المصرفية والتمويل لهذه المجموعات يمر عبر مصارف أوروبية وإقليمية وقد حصرنا تقريرنا هذه المرة بتنظيم داعش الإرهابي بعدما فاق إرهابه كل الحدود فهو يستخدم الترهيب لترويع المواطنين والجريمة باتت عادية في الأراضي السورية التي يسيطر عليها التنظيم، داعياً الدول المؤثرة إلى وقف التمويل والتجارة مع تنظيم داعش الإرهابي والأفراد المنتسبين إليه مؤكداً أن التنظيم الإرهابي يرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وكانت الأمم المتحدة أكدت أول أمس أن تنظيم داعش الإرهابي يتحمل مسؤولية ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية واسعة النطاق في سورية.
إلى ذلك أكد حسين شيخ الإسلام مستشار الشؤون الدولية لرئيس مجلس الشورى الإيراني أن أميركا وحلفاءها لا يسعون للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي بل يستغلون وجوده ضد العالم الإسلامي لإثارة التفرقة فيه، وقال إن حماة تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة سعوا عبر إيجاد أيديولوجية جديدة لحث الشباب المتطرف على قتل الشعب السوري والعراقي، مشيراً إلى أن الأنظمة الملكية أسست تنظيم داعش الإرهابي لمواجهة الحكومات ذات السيادة الشعبية في المنطقة.
في الأثناء كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الإدارة الأمريكية تدرس خططاً جديدة لتعزيز وتوسيع الدور الذي تلعبه وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي إيه في تسليح وتدريب الإرهابيين الموالين لواشنطن في سورية ممن يطلق عليهم مسمى “المعارضة المعتدلة” في الوقت الذي تستعد فيه وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” لإنشاء قواعد خاصة بها لتدريب هؤلاء الإرهابيين.
وأوضح مسؤولون أمريكيون في تصريحات نقلتها الصحيفة أن الخطط الجديدة من شأنها أن توسع المهمة السرية التي تضطلع بها وكالة الاستخبارات الأمريكية لتدريب عناصر ما يسمى “المعارضة المعتدلة” وهي مهمة تطورت على نحو مطرد خلال العام الماضي مع العلم أن وكالة الـ سي آي إيه تدرب حالياً نحو 400 إرهابي بشكل شهري ومن المتوقع أن يقوم البنتاغون بتدريب عدد مماثل بعد أن يكتمل إعداد برنامجه التدريبي بحلول نهاية العام المقبل.
من جهة ثانية، أبدى بعض المسؤولين الأمريكيين بمن فيهم السيناتور الجمهوري ادام بي شيف تحفظه إزاء البرنامج الأمريكي لتدريب عناصر جديدة مما يسمى “المعارضة المعتدلة” نظراً للصعوبات التي يمكن لوكالة الاستخبارات الأمريكية أن تواجهها في هذا المجال بسبب ما وصفه بـضعف عناصر هذه المجموعات الإرهابية وتفككهم أو هربهم من القتال أو انضمامهم إلى تنظيم جبهة النصرة الإرهابي.
ملاحقة شبكات تجنيد الإرهابيين في المغرب وتونس وألبانيا
وفي إطار ملاحقة شبكات تجنيد الإرهابيين أوقفت السلطات الألبانية في شيجاك شرق العاصمة تيرانا ثمانية أشخاص بتهمة تهريب أسلحة إلى التنظيمات الإرهابية في سورية، وقال قائد شرطة تيرانا ارديان سيبا إن الشرطة تلاحق أربعة آخرين على الأقل ضالعين في تهريب أسلحة إلى سورية.
وفي السياق ذاته أعلنت وزارة الداخلية المغربية اعتقال خمسة أشخاص بمدينة مراكش جنوب المغرب كانوا يعتزمون السفر إلى سورية والعراق للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي، مضيفة إن ثلاثة منهم كانوا على أهبة الالتحاق بصفوف التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق وخاصة تنظيم داعش ولم يدخروا جهداً للدعاية لهذه المجموعات المتطرفة.
وفي تونس ألقت الفرقة المختصة التابعة لمنطقة الحرس الوطني بمدينة باجة القبض على أربعة أشخاص كانوا يستعدون للسفر إلى سورية للانضمام إلى صفوف تنظيم داعش الإرهابي.
وفي استراليا كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن أربعة أشقاء من مدينة سيدني انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي عقب تسللهم إلى سورية عبر الأراضي التركية الأسبوع الماضي ، وأوضحت إن عائلة الاستراليين الأربعة أبلغت السلطات في سيدني عن مخاوف بشأن اختفاء الأشقاء المفاجئ، فيما أكد متحدث باسم وزير الهجرة الاسترالي سكوت موريسون أن الأخير تلقى تنبيهاً من السلطات الاسترالية بشأن سفر هؤلاء الشبان.