بتوجيه من الرئيس الأسد.. تكريم 800 أسرة من ذوي الشهداء والجرحى في اللاذقية الحلقي: الحكومة ملتزمة بتأمين متطلبات الصمود وإعادة بناء مؤسسات الدولة
اللاذقية – مروان حويجة:
بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد قام الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء أمس بتكريم 800 أسرة من ذوي الشهداء والجرحى على مدرج دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية وذلك بحضور شعبي ورسمي حاشد تعبيراً عن الوفاء لتضحيات الشهداء دفاعاً عن عزة وكرامة وسيادة سورية.
وألقى الحلقي كلمة نقل في مستهلها تحية قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد لأسر وذوي الشهداء والجرحى ولأبناء محافظة اللاذقية وتوجه بتحية الإجلال والإكبار الى شهداء الوطن الذين بذلوا أغلى مايملكون من أجل أن يحيا الوطن لأنه لا بقاء للوطن دون تضحية الشهداء فبدمائهم الزكية يسوّر الوطن ويبقى صامداً حراً كريماً كما توجه بالتحية والتمنيات بالشفاء العاجل للجرحى الذين تحملوا وعانوا عذابات الألم من أجل تعزيز صمود الوطن مؤكداً أن قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد يسجل لأبنائه جهودهم وتفانيهم وتضحياتهم وعطاءاتهم المستمرة من أجل الحفاظ على الوطن وسيادته.
وأشار الحلقي الى التحولات الكبرى التي أحدثتها الحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد التاريخي حافظ الأسد، مبيناً أن الحركة التصحيحية شكلت اللبنة الأولى لحالة الاستقرار التي عاشتها سورية لأنها وضعت حداً للفوضى السياسية التي عاشها الوطن عقوداً من الزمن فبدأت مرحلة التطور والتقدم والازدهار فأعادت الحياة البرلمانية الى سورية من خلال مجلس الشعب والحياة السياسية الحرة في إنشاء الجبهة الوطنية التقدمية وكانت دولة المؤسسات التي ساهمت في عملية البناء الوطني على كافة الصعد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية وتحولت سورية من بلد هامشي الى قوة إقليمية قادرة على الدفاع عن قضايا الأمة العربية وفي مقدمتها مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي الظلامي فكان الانتصار في حرب تشرين التحريرية وتتعزز اليوم هذه الإنجازات بالتكامل مع حزمة الإصلاحات الشاملة في المجال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
وقال الحلقي: تمر ذكرى التصحيح المجيد اليوم والحرب على سورية تدخل عامها الرابع بمزيد من الصمود ومزيد من الإنجازات والانتصارات والتضحيات من قبل الشعب والجيش العربي السوري الذي بات أكثر صلابة وأكثر تمسكاً بثوابته الوطنية والقومية ومازال الجيش العربي السوري يسطر أروع ملاحم البطولة والفخار فلم تفتر عزيمته ولم يضعف إيمانه وإن من حطم أسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر قادر اليوم بإرادته وثباته وعقيدته على دحر الإرهاب والإرهابيين على امتداد الجغرافيا السورية مهما غلت التضحيات حتى إسقاط المؤامرة وإعادة الأمن والاستقرار الى كامل التراب السوري لتبقى راية سورية العروبة خفاقة في سماء وطن شامخ.
وأضاف الدكتور الحلقي: لقاؤنا اليوم يكتسب أهمية كبيرة كونه يتزامن مع ذكرى التصحيح ومع وضع حجر الأساس وتدشين الكثير من المشاريع الحيوية والتنموية والخدمية لمحافظة اللاذقية لنقول للجميع داخل الوطن وخارجه بأن سورية بخير، سورية تعيش حالة من التعافي، بل حالة من الإعمار والبناء المستمرين في ظل قيادة الرئيس الأسد.
وأكد الدكتور الحلقي أنه بعد أربع سنوات من عمر الأزمة واشتداد الحرب الإرهابية ضدها التي تشنها دول الغرب الاستعمارية وأدواتها من بعض الدول العربية والإقليمية يزداد التحدي الذي تواجهه الدولة السورية على كل المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية نظراً لحجم الأضرار الجسام في الموارد البشرية والمادية والذي يشكل استنزافاً لموارد الدولة والمجتمع وأكد الدكتور الحلقي المضي في تجديد الأفكار وابتكار الأساليب وابتداع الحلول الممكنة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.
وأكد الحلقي أن الحكومة بتوجيه من قائد الوطن تمضي بتأمين متطلبات استمرارية الصمود وتعزيزها بشكل مستمر وذلك من خلال تأمين المستلزمات الحياتية الضرورية للإخوة المواطنين من مواد تموينية ودوائية ومشتقات نفطية ومتطلبات خدمية أساسية وكذلك من خلال دعم وتأمين مستلزمات صمود قواتنا المسلحة وقوى الأمن الداخلي والدفاع الوطني والعمل على إعادة بناء دور مؤسسات الدولة الاقتصادية بما يعزز التعافي وإعادة الإعمار ويدفع عجلة الاقتصاد ويسهم في زيادة معدلات التشغيل وإعادة الاستقرار الاقتصادي وتوجيهه باتجاه النمو وكبح جماح التضخم وعجز الموازنة والوصول الى استقرار في مستوى الأسعار وتحسين صرف الليرة السورية والعمل على تحسين كفاءة الموازنة العامة والإنفاق، وأكد الحلقي أن الحكومة ستعطي الأولوية لتعزيز قدرات الإنتاج والمنتجين في القطاع الزراعي كونه القطاع الأهم في الأمن الوطني بما يحققه من أمن غذائي وكذلك بتفعيل العملية الإنتاجية ولاسيما في المدن والمناطق الصناعية والاستمرار بتقديم الدعم الممكن للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمحافظة على قطاع عام فاعل واستراتيجي يركز على تعميق البنية الارتكازية التنموية للإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي والاستمرار بتقديم الدعم للسلع والخدمات الأساسية وحوامل الطاقة والعمل على ترشيد هذا الدعم وعقلنة وتوجيه الدعم نحو الفئات الأكثر تضرراً والشرائح المستحقة، ولفت الى أن الحكومة ستمضي في دعمها لحركة الإبداع الثقافي وتعميم ثقافة الحوار والمصالحة الوطنية وتعزيز الخطاب الديني المعتدل المستمد من القيم الثابتة ومن مصادره الصحيحة في مواجهة الفكر الظلامي التكفيري وتوظيف هذا الخطاب وتوجيهه باتجاه التنمية وإعادة بناء الإنسان.
وقال الحلقي: بكل حزم ستمضي سورية بحربها ضد الإرهاب بكل أشكاله معلنة وقوفها الى جانب أي جهد دولي صادق يصب في مكافحة الإرهاب ومحاربته على أن يتم في إطار المحافظة على حياة المدنيين الأبرياء واحترام السيادة الوطنية ووفقاً للمواثيق الدولية وخاصة قراري مجلس الأمن 2170 و2178 بشأن تجفيف منابع الإرهاب ووقف دعمه وتمويله ومنع تدفق الإرهابيين الأجانب الى سورية.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أنه انطلاقاً من أهمية الشهداء والشهادة ومايمثله الشهيد كرمز للعزة والتضحية والفداء ستستمر الحكومة بالالتزام باستحقاقات الشهداء وتقديم المساعدة لذويهم ولن تنسى الحكومة جرحى الحرب وخاصة المصابين بالعجز التام بمعاملتهم معاملة الشهداء وتشميلهم بالمنح الإنتاجية المولدة للدخل وتأمين كل متطلبات علاجهم واستكمال إعادة تأهيلهم حركياً ونفسياً وصولاً الى إعادة اندماجهم بالمجتمع مؤكداً أن أسر الشهداء ستبقى موضع الرعاية والاهتمام الدائم من قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد وسيبقى أبناء وبنات الشهداء رمزاً للشجاعة والعطاء المستمر فكما أعطى آباؤهم الوطن أغلى مايملكون هم سيعطون الوطن محبتهم وسيكونون رافداً أساسياً لمسيرة البناء والإعمار.
وألقى محافظ اللاذقية ابراهيم خضر السالم كلمة تحدث فيها عن معاني ودلالات تكريم الشهداء الأبرار الذين سطروا أروع ملاحم البطولة والعزة والكرامة للحفاظ على سياج الوطن وللذود عن ترابه لتبقى رايته خفاقة شامخة.
ثم قام الدكتور الحلقي وصحبه بتكريم أسر الشهداء والجرحى. بدورهم عبر ذوو الشهداء والجرحى عن تقديرهم واعتزازهم برعاية واهتمام قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد بأسر وذوي الشهداء والجرحى وجددوا عهد الوفاء على المضي قدماً في درب الشهادة حتى تحقيق النصر المؤزر على قوى الشر والتكفير والظلام ولبناء سورية المتجددة الشامخة بقيادة الرئيس الأسد.
وبتوجيه من الرئيس الأسد تابع الدكتور الحلقي جولته الاطلاعية على واقع أداء كافة القطاعات الخدمية والتنموية في محافظة اللاذقية بهدف تصويب الأداء ورفع القدرات الكامنة في كل قطاع من أجل تحقيق تنمية اقتصادية شاملة ومتوازنة تعزز إمكانيات الشعب السوري على الصمود والعيش الكريم والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة له حيث قام بزيارة الى المنطقة الصناعية والحرفية لمدينة اللاذقية التي أحدثت في العام 1976 بمساحة أكثر من 350 هكتاراً ويتجاوز عدد الحرفيين والصناعيين الموجودين داخل الحدود الإدارية لمدينة اللاذقية أكثر من 4500 حرفي وصناعي يمارسون كافة الصناعات الحرفية بأشكالها المختلفة كما التقى الدكتور الحلقي أعضاء المكتب التنفيذي لمجلس محافظة اللاذقية مؤكداً أهمية ارتقاء أداء مجلس المحافظة الى مستوى التحديات والعمل بروح الفريق الواحد من أجل تقديم أفضل الخدمات للمواطنين مشدداً على أهمية تفعيل أداء كافة القطاعات الحكومية الاقتصادية والخدمية والمعيشية والتنموية والاهتمام بذوي الشهداء ومتابعة أوضاعهم المعيشية وتقديم كافة التسهيلات وكذلك إقامة مشاريع لمياه الشرب تغطي كافة مناطق المحافظة.
ووجه الدكتور الحلقي بأهمية توزيع المشتقات النفطية وخاصة مادة المازوت بشكل يحقق عدالة التوزيع واستمع من أعضاء المجلس لعرض عن واقع المحافظة الخدمي والاقتصادي والتنموي والأسس الكفيلة بتنمية كافة القطاعات.
شارك في الجولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الإدارة المحلية المهندس عمر غلاونجي ووزراء الصناعة والموارد المائية والنقل والأشغال العامة والتجارة الداخلية وحماية المستهلك وأمين فرع الحزب في اللاذقية ومحافظ اللاذقية.