مشروع تطوير الثروة الحيوانية سيضاعف الإنتاج ويزيد عدد القطيع مدير المشروع: التوسع بالمحاصيل العلفية المروية بمياه الصرف ومنها يزرع للمرة الأولى
تعمل إدارة مشروع تطوير الثروة الحيوانية في سهل الغاب على كسب الرهان وشد مربي الأغنام والأبقار إلى جانبها من خلال ورشات العمل التي تقيمها بين الحين والآخر وتدريب المربين وافتتاح العديد من المدارس الحقلية، وفوق هذا زيارات مدير المشروع لبيوت المربين إن لم يأتوا هم إليه.
عدد كبير من المربين أكدوا أن ما سيقدمه المشروع من خدمات جيدة جداً في العديد من أهدافه، باستثناء مسألة الترقيم البلاستيكي والبيع والتنازل عن الأغنام والأبقار المباعة والمشتريات، مبيّنين أن هذه النقطة كانت مثار تساؤلات، لأنه من سابع المستحيلات تنفيذ هذه النقطة.
لكن بالمحصلة لا أظن أن أحداً ممن مروا على إدارة زراعة الغاب نجح في تقديم صورة ناصعة الوجه بالإنتاج والحضور كما هو الآن.
المشروع منحة من ايفاد
المهندس نسيم منصور مدير المشروع في منطقة الغاب قال لـ”البعث” وفي جلسة حوار طويلة: إن المشروع هو بمثابة منحه من عدة جهات عالمية للحكومة السورية بقصد تطوير الثروة الحيوانية وتنميتها منها ايفاد، حيث يجري العمل فيه الآن على عدة محاور منها: تربية القطيع والعمل على زيادة إنتاجه من خلال تأمين الأعلاف اللازمة عن طريق زراعة المحاصيل العلفية بعد تأمين البذار اللازم وفي أراض غير خصبة قليلة الجدوى الاقتصادية وبمياه مالحة ناتج الصرف الصحي.
وأضاف منصور: إن المشروع يهدف أيضاً إلى تقديم المزيد من التقنيات لجهة تصنيع المادة العلفية من مخلفات المحاصيل التي كانت تحرق وتتلف في الأرض مثل بقايا الشوندر والفستق وناتج تقليم الزيتون، من خلال تأمين فرامات لكل مجموعة من هؤلاء المربين.
حقول علفية جديدة
وأشار المهندس منصور إلى أنه وبالتعاون مع البحوث العلمية الزراعية، قد تم إدخال حقول إكثار لمحاصيل علفية جديدة متحملة للملوحة، وستزرع لأول مرة في مجال منطقة الغاب ومروية بمياه مالحة كناتج الصرف الصحي، حيث كانت بذار هذه النباتات العلفية تزرع في دير الزور والحسكة، فتم نقل بعضاً من وحداتها البذرية بما لا يتعدى الكيلو غرام مثل نبات الدخن اللؤلؤي، حيث تمت زراعة 600 غرام فقط منه في عدة حقول موزعة على عدة مواقع في سهل الغاب كحقول إكثارية تكون نواة لتأمين البذار اللازم بعد توزيعها على الإخوة المربين في المناطق التي تعاني من منسوب مياه عال لتروى بمياه الصرف الصحي، وأكد أنهم في مرحلة حصاده حالياً، وهذا فضلاً عن زراعة الذرة البيضاء العلفية والتي تروى هي الأخرى بالمياه المالحة.
ستزرع لأول مرة
المهندس غازي العزي مدير عام الهيئة العامة لتطوير الغاب دخل على خط الحوار مبدياً ارتياحه للمشروع قائلاً: إن العديد من النباتات العلفية التي ستزرع لأول مرة في سهل الغاب ستكون بعد موسم حصاد القمح والشعير المليء بالشوفان، ومنها السيبسان وهو شجيرة يبلغ طولها من 3-5 أمتار خلال أربعة أشهر وهو متحمل للعطش بشكل طبيعي ولافت ولا يحتاج طيلة هذه المدة لأكثر من ريتين فقط، ما يوفر المياه العذبة.
إلى ذلك فقد عاد المهندس منصور ليؤكد بأنه قد تمت إقامة العديد من الدورات التدريبية للمربين بالتعاون مع البحوث حول كيفية التعامل مع هذه الزراعات العلفية الوليدة الجديدة.
زراعات على جميع الجبهات
وقد أدرجت الخطة الشتوية للمشروع زراعة محاصيل اللبيقة والشعير كتجارب إكثارية مبدئياً وحال توافر كميات بذرية منها سيتم توزيعها على المربين تباعاً للإكثار منها لحين اللزوم، ما يعني زراعات على جميع الجبهات، وفق ما أكد منصور الذي كشف عن أنهم بصدد افتتاح مدرسة حقلية لمربي الأبقار في قرية الخندق، تُعنى بمشاكل المربين ويشارك فيها العديد من الأطباء البيطريين والفنيين لمدة عام كامل ولمن يرغب ويشاء ومن دون مقابل، فضلاً عن الخدمات للمرأة الريفية المستهدفة بالمشروع وعدد من القرى البالغة 21 قرية يجري العمل الآن في نصفها.
برنامج الترقيم غير ضابط
عدد كبير من المربين الذين التقتهم “البعث” استهجنوا ما يتم طرحه من ترقيم للأغنام والأبقار والماعز بواسطة حلقات بلاستكية أو معدنية لأنها معقدة وغير ضابطة، ولاسيما لجهة بيع هذه القطعان والتنازل عنها لمشتريها في الوحدات الإرشادية الزراعية، وأقل ما يقال عن هذه الخطوة أنها مضحكة وفق وصفهم.
بقي أن نشير إلى أن عدد الأبقار في منطقة الغاب هو 46 ألف رأس، ومن الأغنام 142 ألف رأس و42 ألف من الماعز و1100 من الجاموس، إذا صدقت هذه الإحصائيات كما قال مدير المشروع.
ليبقى السؤال الكبير والمهم: هل سينجح هذا المشروع أم لا، وهل سيعيد للثروة الحيوانية ما افتقدته؟ وحدها القادمات من الأيام ستجيب على كل هذه التساؤلات.
حماة– محمد فرحة