بريطانيا تتحوّل إلى "دولة بوليسية".. وفرنسا إلى بؤرة لتجنيد الإرهابيين
الإرهــــاب يــرتــد عــلــى داعــمـيـه..
“الدواعش” يصلون الأراضي الأمريكية
أبو بكر البغدادي، متزعم ما يُسمى تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي المعروفة بـ “داعش”، ما هو إلا أداة تستخدمها الإدارة الأمريكية لتحقيق مآربها في المنطقة، هذا ما لم تخفيه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، حين كتبت مذكراتها، قائلة: إن البغدادي وتنظيمه الإرهابي المموّل من نظام آل سعود الداعم الأول للإرهاب العالمي هو صنيعة الإدارة الأمريكية.
وتتكشف كل اليوم المزيد من المعلومات عن دور الاستخبارات الأمريكية في خلق هذا التنظيم الإرهابي، الذي ينفذ المجازر والجرائم الوحشية ضد شعوب المنطقة، ويقوم بالكثير من الأعمال الإرهابية التي تساعده في جمع المال من خطف واغتصاب وغسيل أموال، ليدفع توسّع إجرام هذا التنظيم إلى إطلاق التحذيرات، حتى من الداخل الأمريكي، بأنه أصبح يشكل خطراً كبيراً حتى على صانعيه ومموليه، وبات لا يهدد المنطقة فحسب وإنما العالم بأسره.
تيم ماكليلان المحلل السياسي الأميركي كشف أن “الدواعش” الذين اخترعتهم ودربتهم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي أي إيه” للقتال في سورية والعراق، وصلوا إلى الأراضي الأميركية، وقال: إن عناصر من التنظيم الإرهابي موجودون حالياً على الأراضي الأميركية بعد أن تمّ اعتقالهم خلال محاولتهم عبور الحدود الأميركية المكسيكية.
وفي السياق، اعتقلت السلطات الأمريكية هيذر اليزابيث كوفمان، البالغة من العمر 29 عاماً، من ولاية فيرجينيا بتهمة مساعدة تنظيم “داعش”، وتجنيد عناصر جدد ومساعدتهم على الوصول إلى سورية.
وفي باريس، أعلن المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولينز أن أعداد المنخرطين بمنظمات إرهابية داخل فرنسا وخارجها يبلغ 1132 شخصاً، مشيراً إلى أن هذه الأرقام كبيرة جداً وغير معهودة، وقال: إن من بين هذه الأعداد 376 شخصاً خارج البلاد منهم 88 امرأة وعشرة أطفال، معتبراً أن إدارة مكافحة الإرهاب في البلاد لم تشهد مسبقاً أعداداً بمثل هذا الحجم.
إلى ذلك، أعلنت دائرة الأمن القومي في مدينة أوش القرغيزية وضواحيها أنها تمكنت خلال العام الحالي من اعتقال أكثر من 30 قرغيزياً في مطاري بشكيك وأوش، من الذين تم إرسالهم إلى سورية للالتحاق بصفوف التنظيمات الإرهابية، إضافة إلى عدد من مواطني الدول المجاورة، وأوضح مسؤول أمني أن معظم المجندين هم من الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 21 عاماً، مقدّراً عدد مواطني بلاده الذين التحقوا بصفوف التنظيمات الإرهابية المتطرفة بين 100 و300، مشيراً إلى أن عدد الفتيات الشابات اللواتي سافرن إلى سورية ازداد هذا العام.
وكشف تقرير لمجلس الأمن الدولي، أعدته لجنة تابعة للمجلس معنية بمراقبة تحركات تنظيم القاعدة، أن الإرهابيين الأجانب يتدفقون إلى سورية والعراق على نطاق غير مسبوق، مع سفر نحو 15 ألف مقاتل أجنبي للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي وتنظيمات متطرفة أخرى، وقد وفدوا من أكثر من ثمانين دولة، بينها مجموعة من الدول التي لم تواجه في السابق تحديات مرتبطة بتنظيم القاعدة.
ويشكل تقرير لجنة الأمم المتحدة الاعتراف الدولي الأحدث للظاهرة الخطيرة التي يمثلها إرهابيو داعش ليس فقط على سورية والعراق وإنما على العالم كله، ولاسيما بعد أن بات تشرب الآلاف من المواطنين الغربيين لأفكاره الإرهابية وإيديولوجيته المتطرفة أمراً لا يمكن إنكاره.
أما بريطانيا، فقد باتت تتحوّل بسبب خوفها من “الدواعش” البريطاني الجنسية إلى دولة بوليسية، بحسب ما وصفتها صحيفة الغارديان، وقالت، في مقال حمل عنوان “قانون الجهاد يقربنا أكثر من الدولة البوليسية”، إن الاقتراحات الجديدة التي قدمتها الحكومة البريطانية لقوانين التعامل مع الأشخاص الذين يسافرون إلى سورية والعراق لمنعهم من العودة إلى بلدهم ستتسبب بتحويل بريطانيا إلى دولة بوليسية.
ومع تزايد المخاوف الدولية من ارتداد خطر الإرهابيين الذين قامت بتصديرهم إلى سورية عدد من الدول الغربية وعودتهم إلى بلادهم الأصلية بدأت الدول الأوروبية والأجنبية باتخاذ خطوات وإجراءات في محاولة لمنع تدفق هؤلاء الإرهابيين إلى سورية أو عودتهم منها بعد اكتسابهم خبرة قتالية وأفكاراً وإيديولوجيات متطرفة.