مجلس الأمن يدعو إلى تجفيف منابع تمويل الجماعات المتطرفة الجعفري: سورية تتطلع إلى دور فاعل للأمم المتحدة لوضع حد للدول الداعمة للإرهاب
عقد مجلس الأمن، أمس، جلسة حول تهديد الإرهاب للسلام والأمن الدوليين، وأكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري في كلمة له خلال الجلسة أن بعض الدول الراعية للإرهاب الدولي أحبطت أي جهد دولي مشترك لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي، وأشار إلى أن مجلس الأمن لم يتحرّك ضد الحكومات الداعمة للإرهاب بموجب قراريه الأخيرين، مؤكداً أن سورية تتطلع إلى دور فاعل للأمم المتحدة لوضع حد للدول الداعمة لتنظيم داعش الإرهابي.
من جانبه، قال مندوب روسيا في مجلس الأمن فيتالي تشوركين: إن الازدواجية في التعامل مع الإرهاب أمر غير مقبول، مؤكداً أن الأسلحة المرسلة إلى من تسمى بـ “المعارضة السورية المعتدلة” تقع بيد الإرهابيين، وأضاف: إن الخطر الإرهابي الذي يتهدد بلداناً عدة جاء بسبب التغاضي الذي كان موجوداً تجاه الجماعات الإرهابية، وأوضح أن تنظيمي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وغيرهما من الجماعات الإرهابية كانت تنشط في الشرق الأوسط منذ وقت طويل، وكانت تستمد قوتها أيضاً من الدعم والتمويل المقدّم من قبل أطراف خارجية.
كما حذّر تشوركين من مغبة وجود مخاطر من وصول الإرهابيين إلى مخزون ليبيا من الأسلحة الكيماوية، وأشار إلى أن عائدات بيع النفط من قبل المنظمات الإرهابية يصل إلى ثلاثة ملايين دولار يومياً.
وجاء في بيان رئاسي للمجلس، أمس، أن الإرهاب لن يهزم بالقوة العسكرية وتدابير تنفيذ القانون والعمليات الاستخباراتية وحدها، مشدداً على الحاجة لمعالجة الظروف المؤدية إلى انتشار الإرهاب، وأهمية إتباع نهج شامل يشمل تدابير وطنية وإقليمية ومتعددة الأطراف.
وحذّر المجلس من أن مساحة نيران الإرهاب أصبحت تزداد اتساعاً، مما يتطلب من الحكومات عدم التهاون في شن الحرب على الأيديولوجيات المتطرفة، وعلى رأسها “داعش”، وأعرب عن قلقه البالغ إزاء تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة”، وغيرهما من الكيانات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة، وآثار وجودها وأيديولوجيتها المتطرفة العنيفة، وأفعالها على استقرار العراق وسورية والمنطقة، ودعا الدول إلى تجفيف منابع تمويل تنظيم “داعش” وغيره من الجماعات المتطرفة، سيما مصادر المال المتعلقة ببيع النفط، ورفض دفع الفدية وتشديد عمليات التفتيش الأمنية وغيرها.
من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن هناك 15 ألف إرهابي من ثمانين دولة تدفقوا إلى سورية والعراق، وانضموا إلى تنظيمي “داعش” و”النصرة” الإرهابيين، لافتاً إلى أن التطرف العنيف هو تحد متعدد الأوجه، وتجب مواجهته على جميع الأصعدة، والتفكير في كيفية تعزيز القدرات لمكافحة الإرهاب، وخاصة للبعثات الخاصة وبعثات حفظ الأمن في الأمم المتحدة.