.. نعم تأخرنا كثيراً في إحياء مشروع إعادة الإعمار.. والاهتمام بإعمار القرار..
“البعث” وأثناء المؤتمر كان لها عدد من اللقاءات مع عدد من المشاركين في المؤتمر لاستطلاع رأيهم ورؤيتهم في موضوع المؤتمر والمأمول منه.
المدير العام للهيئة العامة للبحث العلمي الدكتور غسان عاصي ردّ في معرض حديثه على ما يتناوله الشارع الذي يستهجن كيف يمكن لمؤتمرات إعادة الإعمار أن تعقد والأزمة مازالت في أوجها بالقول: لقد تأخرنا كثيراً في إحياء مشروع إعادة الإعمار، مضيفاً: إنه يجب رصد الواقع وحصر الخسائر والأضرار في جميع القطاعات الاقتصادية والخدمية والاجتماعية والثقافية وغيرها، وبشكل منهجي ودقيق، فضلاً عن وضع رؤية وسياسة وخطط لمرحلة إعادة الإعمار ورسم معالم سورية الغد، مبيّناً ضرورة تحديد متطلبات هذا المشروع الضخم والمعقد من الموارد البشرية والمادية والمالية والأعداد لتأمينها.
وعن ما يمكن أن تقدمه المؤسسات العلمية والبحثية في إعادة الإعمار أشار عاصي إلى ما يمكن أن يقدمه أهل المعرفة والتقانة من فكرهم وخبراتهم، منوّها بالأهمية الكبرى للبنى التشريعية التي تحكم المرحلة القادمة من صياغة جديدة للقوانين والتشريعات الناظمة لعمل المشروع والحاجة إلى الخبراء في إدارة المشاريع والتمويل، ومختصين في المعلومات والاتصالات لإدارة وتوثيق المعلومات وتبادلها، مضيفاً: إنه يمكن للجامعات ومراكز البحث وضع كل إمكاناتها من مخابر وبنى تحتية ودراسات وأبحاث في خدمة هذا المشروع الوطني الهام.
ويهدف المؤتمر بحسب عاصي إلى تبادل الأفكار والخبرات بين الباحثين والمختصين من مختلف المؤسسات العلمية والبحثية الوطنية لتحديد سبل مساهمة المؤسسات العلمية والبحثية في مشروع إعادة الإعمار على المستوى الوطني وفي جميع القطاعات الدولة ومناطقها ومن ثم العمل على اقتراح رؤى وأفكار علمية وثقافية بحيث تكون قابلة للتطبيق في خدمة مشروع إعادة الإعمار بمفهومه العريض، لتساعد أصحاب القرار وتوسع خياراتهم في وضع أفضل السياسات والبرامج لإعادة الإعمار.
مليارات
نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون البحث العلمي الدكتور جمال عباس أشار إلى التقارير الصادرة بخصوص الأضرار والأعطال التي أصابت معظم القطاعات الصناعية وغيرها من القطاعات الأخرى ودون أدنى شك هي بحاجة إلى مليارات الليرات لإعادة الإعمار وفي ظل ما تعرضت له القطاعات كان لابدّ للمؤسسات العلمية والبحثية أن تقوم بدورها، وتتصدى لواجباتها ومسؤولياتها بالمشاركة في إعادة تأهيل تلك المرافق كونها الأقدر على القيام ببحوث حيادية مستقلة لتطوير مشروعات التنمية في شتى جوانبها.
إعمار القرار
مدير مديرية دعم القرار في الأمانة العامة لرئاسة الوزراء الدكتور حسين إبراهيم أوضح أن متطلبات الإعمار وأعباءه تتطلب أكثر من أي وقت مضى الاهتمام بصناعة القرار والارتقاء به لتصبح عملية منهجية علمية متكاملة الأركان، مضيفاً في تصريح خاص لـ”البعث”: إنه عندما نتحدث عن إعادة الإعمار والقرارات التي ستتخذ خاصة الكبرى منها، فليس بالضرورة أن يكون مرحب بها بالكامل من قبل شرائح المجتمع، فهذه عملية معقدة وليست سهلة، وتستوجب أن يكون المواطن بصورة كل التطورات المتعلقة بها السلبية والإيجابية، ولهذا فإن المطلوب من جميع الجهات الرسمية أن تعمل بكل جهد وشفافية، كما أن أساس ما نحتاجه في المرحلة القادمة هو العمل على مرحلة ما بعد اتخاذ القرار والعمل على تقييم منهجي علمي، ومتابعة عمليات التنفيذ على أرض الواقع بما يضمن السير بالاتجاه الصحيح في عملية تنفيذ الخطط الاستراتيجية والقرارات الكبرى المتعلقة بالإعمار.
دمشق- البعث