موسكو تنتقد بشدة التحالف الدولي ضد "داعش" وتشكك في أهدافه أوماخانوف: سورية في الخطوط الأمامية في الحرب ضد الإرهاب الدولي
انتقد الممثل الخاص للرئيس الروسي نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أعمال التحالف الدولي، الذي أنشأته الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، مؤكداً أنها لا تتطابق مع القانون الدولي، والممارسة المعترف بها للتصدي للإرهاب، وتثير الشكوك بالأهداف النهائية المتوخاة منها.
وشدد بوغدانوف في تصريحات لوكالة انترفاكس الروسية للأنباء، نشرتها أمس، على أن مكافحة الإرهابيين في بلد ما دون موافقة سلطاته أمر مرفوض وغير قانوني بالمطلق، من وجهة نظر القانون الدولي، وغير فعال، من حيث تنفيذ تلك الأهداف المطروحة، مشيراً إلى أن كلام الأمريكيين بأنهم يتفقون مع الحكومة العراقية ولكنهم لن يتفقوا مع الحكومة السورية لأنهم يزعمون أنها غير شرعية فهذا موقف هدام، ولفت إلى أن الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي غير مكثفة، ولا تكفي للانتصار على إرهابيي تنظيمي داعش والنصرة، معتبراً أنه يجب تعزيزها بأعمال على الأرض.
واستهجن بوغدانوف امتناع التحالف عن التعاون مع الحكومة السورية حتى على جبهة النضال ضد العدو المشترك المتمثل بالإرهاب، وانتقد الأحاديث عن إقامة قوة على قاعدة من اسموهم “المعتدلين” في صفوف “المعارضة المسلحة”، مذكّراً بأن الأسلحة بما فيها الأمريكية التي أعطيت سابقاً لمن وصفوهم بـالمعتدلين وقعت في أيدي الإرهابيين، مؤكداً أن هذا أمر غير مقبول، وأكد ضرورة إعادة طرح مسألة محاربة تنظيم داعش الإرهابي إلى أطر مجلس الأمن الدولي.
لافتاً إلى أن بلاده تقترح طيلة الوقت إعادة طرح الموضوع وإمكانية الاتفاق استناداً إلى قرارات مجلس الأمن المناهضة للإرهاب، مشدداً على ضرورة أن تجري جهود مكافحة الإرهاب مع التقيد الصارم بأحكام القانون الدولي القائم.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن في وقت سابق أن روسيا لم تنضم إلى التحالف الدولي ضد داعش لأنه يعمل من دون تفويض مجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى أن واشنطن لم تقدم بعد توضيحات بشأن عمليتها في سورية.
وفي بيروت، أكد نائب رئيس مجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية الروسية إلياس أوماخانوف أن سورية التي تدافع عن استقلالها تقف اليوم على الخطوط الأمامية في الحرب مع الإرهاب الدولي، وهي بحاجة إلى الدعم، مشيراً إلى أن موسكو ستساهم في إقامة الحوار السوري الداخلي بشتى الوسائل، وقال خلال لقاء مع صحفيين روس: كان من المهم بالنسبة إلينا أن نجتمع مع الرئيس بشار الأسد لكي ندرك مدى تناسب دينامية تطور علاقاتنا اليوم مع الوقائع الجيوسياسية الجديدة، مضيفاً: إن الرئيس الأسد اعتبر أن روسيا استعادت مواقعها في العالم العربي وأصبحت لاعباً مستقلاً في الشرق الأوسط.
وأشار أوماخانوف إلى أن الرئيس الأسد شدد خلال اللقاء مع الوفد البرلماني الروسي على أن مكافحة الإرهاب ستتواصل بإصرار، وأن الحكومة على أهبة الاستعداد للحوار من أجل مصالح الشعب السوري، مضيفاً: شعرنا بالثقة التي يعتمد عليها كلام الرئيس الأسد وبرغبته القوية في الانتقال إلى إعمار سورية ما بعد الحرب، وقال: إن الرئيس الأسد يحب بلاده وهو مستعد للنضال من أجلها.
وأوضح أوماخانوف أن المحادثات بين الرئيس الأسد والوفد البرلماني الروسي تناولت أيضاً آفاق تعزيز التعاون الثنائي ومواجهة إرهاب تنظيم داعش والحوار بين الحضارات والعمل على التصدي للنزعات المتطرفة الراديكالية، وأضاف: كنا مسرورين لنحصل خلال اللقاء مع الرئيس الأسد على تأييده للمبادرات المشتركة الرامية إلى تطوير التعاون الثنائي، وجرى الحديث عن إشراك الأقاليم الروسية في هذا التعاون بقدر أكبر،ولاسيما جمهوريات شمال القوقاز وحوض الفولغا، مشيراً إلى أن الجانب السوري يتطرق اليوم إلى مسألة إطلاق رحلات جوية مباشرة إلى تلك الجمهوريات وإقامة الاتصال بمرافق النقل الأخرى، معتبراً أن تطبيق هذه المشاريع يتطلب استعادة السلام في سورية أولاً، وتابع: طبعاً يكتسب التعاون العسكري التقني والمساعدات الإنسانية أهمية أكبر بالنسبة لسورية.
وبين أوماخانوف: إن زيارة الوفد البرلماني الروسي إلى سورية جاءت في إطار الاتصالات المتواصلة مع القيادة السورية.
وكان الوفد الروسي جدد خلال لقائه الرئيس الأسد التأكيد على استمرار وقوف روسيا إلى جانب الشعب السوري وتعزيز صموده في مواجهة الحرب الإرهابية التي يتعرض لها، وخصوصاً أن سورية تشكل الجبهة الأساسية في محاربة الإرهاب العالمي والفكر المتطرف، الذي بات يهدد ليس سورية فحسب بل روسيا وغيرها من الدول التي تمتاز بالإرث الحضاري والتنوع والعيش المشترك.
من جانبه، أكد رئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل محمد نصر الله أن لبنان ودول المنطقة تواجه اليوم خطرين بارزين هما الخطر الإرهابي التكفيري والخطر الإسرائيلي الدائم والمستمر، فيما أكد عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل خليل حمدان أن الحرب التي تشن على دول المنطقة، وفي مقدمها سورية، هدفها حماية مصالح الكيان الإسرائيلي ونسيان القضية المركزية للأمة العربية فلسطين، وأضاف: إن الجيوش العربية الممانعة لإسرائيل هي قيد الاستهداف، حيث يستهدف الجيش السوري لأنه في عقيدته وسلوكه ممانع ويحمل عقيدة قتالية بوجه إسرائيل، كما أن الجيش اللبناني مستهدف لأنه يمتلك عقيدة وطنية قتالية واضحة تناهض العدو الإسرائيلي، والجيش المصري أيضاً مستهدف لأنه أيضاً جيش يحمل فكراً مناهضاً للعدو الإسرائيلي، وأشار إلى أن هناك إرهابيين مسلحين ممن يدعون “الثورة” يقفون على بعد متر أو أقل من جنود العدو الصهيوني ولا يبدون العداء لهم، وإسرائيل التي تشعر باطمئنان أمام هذا الذي يحدث لأنها هي التي صنعتهم وقدّمت الدعم والسلاح لهم.
من جهته اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي أن مواجهة الإرهابيين التكفيريين واجب وطني لحماية لبنان والدفاع عن بقائه في مواجهة أصحاب المخططات التقسيمية ممن يريدون تقسيم سورية والعراق ولبنان، ونبه إلى أهمية ألا يسمح للتكفيريين الإرهابيين تغيير حقيقة الصراع القائم معهم أنه صراع الإنسانية كلها ضد التوحش بأبشع أشكاله الذي يتجلى في أفعال التكفيريين الشنيعة.
تابع موسكو تنتقد ص1
وحول قيام تنظيم داعش الإرهابي ببيع النفط من المناطق التي يوجد فيها بأسعار زهيدة قال نائب وزير الخارجية الروسي: إن مثل هذه المعلومات موجود وليس لدينا فقط وإننا نبحث هذا الوضع في مجلس الأمن الدولي على مختلف المستويات معلنين أنه ينبغي محاربة هذه الظاهرة بشكل جماعي، وخاصة أن حديثاً محدداً في هذا الصدد جرى بما يخص ليبيا، حيث تمت مناقشة مسألة الاتجار بالنفط والثروات الطبيعية المهربة بأسعار بخسة عبر وسطاء من مختلف الجنسيات ومحتالين ومنظمات إجرامية، وهذا في غاية الخطورة لأنه يشكل مصدراً حقيقياً لتمويل الإرهاب، ودعا المجتمع الدولي إلى صياغة نهج شامل على أساس احترام القانون الدولي وسيادة الدول والعمل من أجل سد منابع التمويل بشكل محكم لتنظيم داعش الإرهابي، بما في ذلك منع تهريب النفط والاتجار بالمخدرات، مشيراً إلى أن السلطة الأكثر فعالية في هذا الصدد والكفيلة بتحمل المسؤولية الرئيسية عن السلام والأمن الدوليين هي مجلس الأمن الدولي.
وعن احتمال قيام عملية عسكرية برية لمنع تنظيم داعش الإرهابي من الوصول إلى حقول النفط ومدى مشاركة روسيا فيها قال بوغدانوف: ننطلق من أنه ينبغي تقديم مختلف أشكال الدعم للدول كاملة السيادة، وفي هذه الحالة هي العراق وسورية، كي يكون لديها جيوش أكثر قوة وهياكل عسكرية وشرطة مدربة ومسلحة بشكل جيد قادرة على تطبيق القانون، وعلى القوات المسلحة لهذه الدول أن تقوم بتنفيذ جميع العمليات على الأرض في مكافحة الإرهابيين في حين ينبغي على المجتمع الدولي أن يقوم بتقديم المساعدة لهذه الدول.