أضرار متوالية والحرائق أولها وأخطرها “البحوث الزراعية” يكشف عن دراسة نوعية لغطائنا الحراجي محذراً من تدهور موارده
اللاذقية- مروان حويجة
كشف مركز البحوث العلمية الزراعية في اللاذقية عن دراسة نوعية بحثية جديدة، تناولت واقع الغابات والثروة الحراجية وأهم عوامل ومسبّبات تضررها وتراجع مواردها الطبيعية والبيولوجية.
وخلصت الدراسة التي قام بها فريق بحثي متخصّص في دائرة الموارد الطبيعية في مركز البحوث العلمية الزراعية إلى أن الحرائق هي المسبّب الرئيسي للضرر الذي لحق بغابات المحافظة خلال العامين الأخيرين، إضافة إلى الممارسات الخاطئة للسكان والمتمثلة بقطع الأشجار لأغراض التدفئة والاحتياجات المنزلية الأخرى.
وذكرت الدراسة أن مساحة الغابات المتضررة في العامين الأخيرين معظمها ناجم عن الحرائق، وتوزعت على غابات خربة الجوز ونبع المر ومعظم الغابات بمنطقة كسب، مشيرة إلى أن محمية الفرنلق كانت الأقل ضرراً بفعل الحرائق، وأن الممارسات الخاطئة في المساحات المشغولة بالسياحة ومنازل المزارعين أدت بشكل أو بآخر إلى تدهور الغطاء النباتي الغابي كالأشجار المعمرة بفعل القطع الجائر وخاصة في السنوات الأخيرة لاستخدامها في عمليات التدفئة والاحتياجات المنزلية الأخرى.
وحذّرت الدراسة التي نفّذت في مختلف مناطق الحراج باللاذقية من أن تدهور بيئة الغابة ينعكس سلباً على نمو ووجود بعض النباتات العطرية والطبية في أماكن وجودها الطبيعية في الساحل السوري الذي يعدّ موطناً أصلياً لمعظم الأنواع مثل الزوفا وغيرها وحتى وجود بعض أنواع الطيور.
وأوضحت رئيسة دائرة الموارد الطبيعية في مركز البحوث العلمية الزراعية الدكتورة سمر حسن أن فريق العمل المتخصّص بالدائرة أعدّ الدراسة بناء على الملاحظات التي تمّت مشاهدتها خلال الجولات الميدانية التي نفذت في أماكن الحراج والغابات في الساحل السوري، وقد قُدمت نسخة منها إلى الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية بدمشق، تضمنت مجموعة من الأفكار والمقترحات التي تتركز على إعادة تأهيل الغابات المتضررة بفعل الحرائق وعوامل التدهور الأخرى من أجل المحافظة على التنوع الحيوي في بيئة الغابة.
وتهدف الدراسة حسب الدكتورة إلى إعادة تأهيل الغطاء الشجري في الغابة وزراعته بالأنواع ذات الأوراق العريضة المقاومة للجفاف والحرائق والتي تعدّ من الأشجار الموجودة أصلاً في المنطقة، وإعادة تأهيل الغطاء النباتي تحت الغابة، عن طريق زراعته بالأنواع الشجيرية العشبية التي كانت موجودة بصورتها البرية الطبيعية في المكان، وتحديد خصائص التربة الهيدروليكية ومتغيراتها والتركيز على التنوع الحيوي النباتي والحيواني.
الجدير ذكره أن الغابات في محافظة اللاذقية تغطي نحو 31% من إجمالي مساحة الغابات في المحافظة التي تبلغ مساحتها الإجمالية 85257 هكتاراً، فيها أشجار الصنوبر البروتي أو الثمري والقيقب والسنديان والخرنوب وكثير من الأنواع الحراجية الأخرى.