"داعش" ألعوبة بيد واشنطن لتحقيق مصالحها.. والحملة الجوية "فانتازيا" 50 % من الأمريكيين يرفضون استراتيجية أوباما في محاربة الإرهاب
أظهر استطلاع للرأي، أجرته شبكة “سي. إن. إن” الإخبارية الأمريكية، أن نحو نصف الأمريكيين يعارضون طريقة تعامل الرئيس باراك أوباما مع الإرهاب، وأن أغلبيتهم يوافقون على أن تنظيم “داعش” الإرهابي يشكل تهديداً مباشراً على بلادهم، وأن 55 بالمئة عارضوا فكرة إرسال قوات برية إلى العراق وسورية لقتال التنظيم، فيما أكد نائب الرئيس العراقي نوري المالكي عدم جدية الولايات المتحدة والدول الأوروبية في محاربة إرهاب تنظيمي “داعش” و”القاعدة” لأنهم اتخذوا موقف المتفرج أثناء تمدد الإرهاب، كاشفاً عن طلب العراق من الولايات المتحدة، وعلى مدار سنة كاملة، قصف معسكرات للإرهابيين بطائرات دون طيار، إلا أن واشنطن لم تلب طلب العراق ولم تضرب هذه المعسكرات ولو بطلقة واحدة.
إلى ذلك، أكد نائب عميد كلية العلوم السياسية في جامعة موسكو أندريه مانويلو أن الإدارة الأمريكية توجه تنظيم “داعش” بطرق غير مباشرة وبما يتناسب مع استراتيجيتها السياسية في الشرق الأوسط، وأوضح في حديث صحفي نشر أمس أن واشنطن اعتمدت في مخططاتها ضد سورية على السيناريو الأفغاني، الذي نفذّته في ثمانينيات القرن الماضي، والقائم على تقديم الدعم لتنظيم “القاعدة” الإرهابي لمحاربة الوجود السوفييتي، إلا أنها حوّلت رهانها إلى تنظيم “داعش” بعدما سقط رهانها على ميليشيا ما يُسمى “الجيش الحر” لتنفيذ مخططاتها على الأراضي السورية.
ولفت الخبير الروسي إلى أن الأنظمة التابعة للولايات المتحدة في المنطقة تتولى تقديم التمويل وإمدادات الأسلحة والعتاد والذخائر إلى عشرات آلاف الإرهابيين في صفوف تنظيم “داعش”، الذين تؤكد التقارير الاستخبارية الدولية وجودهم في المنطقة، معتبراً أن الإدارة الأمريكية تدرك ذلك، لكنها تغض الطرف لأنها تشكل بوصلة لسياسة الدول التي توفر الدعم لذلك التنظيم الإرهابي، ما يعني أنها توجه “داعش” وفقاً لمصالحها في المنطقة.
وكان الموظف السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودن كشف في وثائق جديدة مسربة نشرها موقع ذي انترسيبت مؤخراً عن أن تنظيم “داعش” هو صنيعة الاستخبارات الصهيونية الموساد والأمريكية والبريطانية.
وفي السياق، أكد الكاتب الفرنسي لوك ماتيو أن الضربات الجوية التي تقوم بها طائرات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، ضد التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق، لم تحدث أي تأثير عليها، بل على العكس أسهمت نوعاً ما في تقويتها، مشيراً إلى أن ما يُسمى “المعارضة المعتدلة”، التي يدعمها الغرب في سورية، باتت في طريقها للزوال.
وقال الكاتب، في مقال له نشرته صحيفة ليبراسيون الفرنسية: إن الحملة الجوية التي بدأت ليلة الـ 22 من أيلول الماضي، والتي استهدفت مواقع تنظيمي “داعش” و”النصرة” في شمال وشرق سورية لم تغيّر شيئاً من الناحية العسكرية، ولم يكن لها أي تأثير، في حين كانت حصيلتها على الصعيد السياسي كارثية، وأضاف: إنه تمّ استخدام الضربات الأمريكية كحجة مثالية لتجنيد أعداد جديدة من الشبان ضمن صفوف التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى أن التأثير الأكبر لضربات التحالف كان على من تسميها الولايات المتحدة بـ “المعارضة المعتدلة”، التي غادر الكثير من أعضائها صفوفها والتحقوا بتلك التنظيمات.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما روّج بالتزامن مع حملته لتشكيل تحالف دولي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في أيلول الماضي بإعلانه عن خطة لدعم وتمويل من صنفهم ضمن ما يُسمى “معارضة معتدلة”، في تأكيد من إدارته على مضيها بخططها التآمرية باستهداف سورية وسيادتها ووحدتها.
في الأثناء، كشف تقرير أن التنظيمات الإرهابية تدير أكثر من 46 معسكراً مخصصاً لتدريب وتجنيد الإرهابيين في سورية والعراق، وبحسب التقرير فإن “داعش” يدير 25 معسكراً، و”جبهة النصرة” تدير تسعة معسكرات، وتنظيمات إرهابية أخرى أصغر، بينها ما يُسمى “أنصار الإسلام” و”جيش المهاجرين والأنصار” و”جنود الشام” تدير 12 معسكراً، وانتشار هذه المعسكرات الإرهابية يشكل قلقاً متزايداً لأجهزة الاستخبارات الغربية، التي تخشى احتمال استخدام الإرهابيين لهذه المعسكرات لتحديد عناصر يتمّ تجنيدهم وتكليفهم بشن هجمات في أمريكا وأوروبا.
وتحدّثت مراسلة ديلي تلغراف روث شيرلوك عن أن إرهابيي “داعش” عمدوا مؤخراً إلى تخفيف إجراءات التدقيق في خلفيات الأجانب الذين يرغبون في الانضمام إلى التنظيم، ووسعوا من معسكرات التدريب، في محاولة منهم لتنفيذ هدفهم بإنشاء ما يدعونه “بدولة الخلافة”، ويشير من أجرت الصحيفة مقابلات معهم بأن حملة القصف التي تنفذها الطائرات الأمريكية على مواقع التنظيم لم تعد بفائدة تذكر في الحد من توسعه أو قدراته.