الهلال يلتقي نائب وزير الخارجية الإيطالي الأسبق: سورية تُحارب الإرهاب نيابة عن العالم كله
دمشق-بسام عمار:
ثمّن الأمين القطري المساعد للحزب الرفيق هلال الهلال الدور الذي قام به الكثير من الأصدقاء الإيطاليين، وما زالوا، في دعم الشعب العربي السوري في وجه الحرب التي تُشن ضده منذ حوالي الأربعة أعوام، والذي يدل عن عمق الوعي لديهم حول حقيقتها، وعن عمق علاقات الصداقة بين الشعبين المتشابهين في العادات والتقاليد.
وأضاف الرفيق الهلال خلال لقائه السيد ألفريدو مانتيكا نائب وزير الخارجية الإيطالية الأسبق، والمستشار السياسي لجمعية التطوع للخدمات الدولية، أمس في مقر القيادة: إن الحرب على سورية لم تكن حرب “حرية وديمقراطية”، وفق ادعاءات المخططين والمنفذين لها، بل كان الهدف منها النيل من مواقفها الوطنية ومن حريتها السياسية وضرب كل مقوّمات صمودها وإضعاف دورها السياسي في المنطقة، بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها والتطوّر والنمو الاقتصادي الذي شهدته، والأهم من ذلك ضرب النسيج الاجتماعي والتعددية الدينية التي تمتاز بها عن غيرها من دول العالم، وهذه التعددية هي أحد أهم عوامل قوة سورية وصمودها الأسطوري، والذي أذهل العالم.
وأضاف: إن هناك أكثر من 83 دولة اشتركت في هذه الحرب، منها دول عربية، وسخّرت لها أهم وسائل الإعلام العالمية، وصرف لأجلها مئات المليارات من الدولارات، وجنّد لها عشرات الآلاف من المرتزقة، عدد كبير منهم من أوروبا، واليوم سورية تُحارب الإرهاب نيابة عن العالم، فإما أن يقتل هؤلاء الإرهابيون أو يعودوا إلى بلدانهم، وهذا الأمر يفرض على الجميع أن يشاركوا في محاربته، لأن آثاره ستطالهم، وهذا ما نبّه إليه السيد الرئيس بشار الأسد منذ بداية الحرب علينا، وهو اليوم ما يعترف به الجميع، وأكد قدرة الشعب السوري على مكافحة الإرهاب واستئصاله من جذوره وبناء سورية المتجددة.
وحول الوضع الأمني أوضح الأمين القطري المساعد أن هذا الوضع يتحسن يومياً بسبب انتصارات الجيش العربي السوري، رغم الدعم الكبير الذي يقدّم للإرهابيين، ولاسيما من تركيا والسعودية وقطر، والذين طال إرهابهم كل مرافق الحياة، إلّا أنهم فشلوا في تحقيق ذلك، بسبب إرادة العيش لدى الشعب، والإجراءات التي تقوم بها الحكومة، والتي مازالت تقوم بكل واجباتها الاجتماعية، مبيناً أن سر صمود سورية يعود لقوة وحدتها الداخلية وجيشها الوطني، الذي ينتمي إلى كل مناطق القطر، وحكمة السيد الرئيس بشار الأسد، هذا القائد الاستثنائي الذي بادله الشعب المحبة من خلال إعادة انتخابه لولاية دستورية جديدة من خلال انتخابات ديمقراطية تعددية بمشاركة العديد من الوفود والشخصيات والصحفيين الأجانب، منوّهاً إلى أن منع الدول الشريكة في الحرب على سورية إجراء الانتخابات على أراضيها يعود لقناعتها بفوز سيادته، وهو ما حصل، في الوقت الذي تدعم فيه أمريكا، التي لم يرق لها هذا الفوز، أنظمة استبدادية عربية لا تعرف شيئاً اسمه ديمقراطية أو دولة مؤسسات.
وأكد الرفيق الهلال أن الكثير من الأخبار والأحداث التي تمّ بثها لم تكن موجودة، بدليل أن تركيا أقامت مخيمات للسوريين المهجرين قبل بدء الأحداث في سورية، وأقيمت لأسباب سياسية، وتم تهجير الأهالي من قبل المجموعات الإرهابية ظناً منهم أن سورية ستسقط كغيرها من الدول العربية، إلّا أنهم تفاجؤوا بقوة صمودها، واليوم الدول التي أقامت هذه المخيمات تجمع التبرعات على حساب المهجرين السوريين، علماً أن عدداً كبيراً منهم قد عاد، والدولة فتحت أبوابها أمام الجميع للعودة إلى أرض الوطن، وأمّنت لهم كل احتياجاتهم، وبالتوازي مع ذلك يتمّ العمل الآن على موضوع المصالحات الوطنية، والتي أثبتت نجاحها في المناطق التي تمّت فيها، وهناك مناطق جديدة ستشهد مصالحات خلال الفترات القادمة، وأعرب عن استعداد القيادة لتقديم كل الدعم والعون للجمعية في النشاطات التي ستقوم فيها مستقبلاً.
المستشار السياسي لجمعية التطوع للخدمات الدولية أعرب عن سعادته بزيارة سورية، التي يكن لها كل المحبة والتقدير لما تمتاز به من تعايش اجتماعي لا يتوفر لدى الآخرين، مضيفاً: إن الهدف من زيارته هو التعرف أكثر على حقيقة الأحداث في ظل التضليل الإعلامي الكبير الذي يمارس في أوروبا من قبل أهم وسائل الإعلام في العالم، ومنها قناتا الجزيرة والعربية و”المرصد السوري لحقوق الإنسان”، وبالتالي سيقوم بإيصال الصورة الحقيقية، إضافة إلى أن جمعيته تود العمل في سورية في مشاريع تتعلق بالمستشفيات والأطفال، من خلال التعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، حيث سيتمّ فتح مكتب خاص بالجمعية لتسهيل العمل، مؤكداً أن مصطلح “الربيع العربي” هو صناعة تركية عن موديل الديمقراطية الموجودة لديها، وهي ديمقراطية الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أن صمود سورية أذهل الجميع، والكل اليوم أصبح مقتنعاً أنه من الصعب إسقاطها، وأن الأمور فيها نحو الأفضل.