متى يتثاءب وزراؤنا..؟!
يقول الفصيح من أمثالنا: “تثاءب عمر إذ تثاءب خالد”، وهنا ليس القصد عملية التثاؤب بحدّ ذاتها، بل العدوى والدلالة عليها بالرجة الأولى، ومن بعد عملية التثاؤب بوصفها -وفق ما هو ملاحظ– صفة متلازمة لنسبة من وزراء حكومتنا.
ولعلنا لسنا متجاوزين الحدّ، إذا ما أردنا إجراء نوع من التقييم لأداء وزرائنا عامة وبعضهم خاصة، على قاعدة العبرة في النتائج لكل ما اتخذوه ويتخذونه من إجراءات وقرارات خلال الأربع سنوات الأخيرة وحتى ما قبلها، فهذا من صلب عملنا الرقابي الذي كلّفتنا حمله مهنة المتاعب المعروفة بكونها السلطة الرابعة.
وربما لا نموت همّاً من المراقبة، لكن حقاً قد نعاني مرضاً عضالاً اسمه عدم العدوى الإيجابية، فعدد من وزرائنا لا يزالون دون المأمول منهم وخاصة لناحية اختيار الأكفاء من الكوادر القادرين على أن يكونوا أذرعاً فاعلة في ترجمة أفكارهم وتجسيدها بشكل عملاني يرتقى إلى مستوى المعالجة في كثير من الملفات الشائكة المستعصية المزمنة، التي لو أردنا سردها هنا لما اتسعت هذه الصفحة.
كوادر من رتبة مديرين عامين لمؤسسات وشركات ومركزيين بحاجة اليوم إلى إعادة النظر في وجودهم على إدارة دفة منشآتهم، لكن على ما يبدو هناك وزراء لا يقدرون على فعل ذلك لأسباب غير موضوعية، وهنا تكمن المصيبة.
لمعالي هذا النوع نبيّن أن لا شيء يمنع، فما اتخذه مؤخراً وزير النقل -على سبيل المثال– من إجراءات أدّت إلى إعفاء عدد من المديرين من مناصبهم، وما عاقب به وزير الزراعة عدداً من مديري وزارته لإسرافهم في استهلاك الكهرباء، ورغم أنها في رأينا بمنزلة تثاؤبات إيجابية ستنعكس إيجاباً على مفاصل العمل، إلاَّ أننا نأمل أن تنتشر عدواها لتشمل كل جهاتنا العامة وأذرعها التنفيذية.
وهنا نستذكر كلام وزير الكهرباء للمديرين في قطاع الطاقة “من لا يستطيع تحمّل المسؤولية فليتنحَّ لمن هو أهل”، وبأهليتنا التي منحتنا إياها سلطتنا نقول بدورنا: فلتكن النتائج ميزان كل وزير للتخلص من زكام المديرين الذين لا يحسنون سوى العدوى السلبية، وذلك أنه حتى حالة التثاؤب في هذه المرحلة المصيرية لن تشفي.
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com