إنجاز استحقاق لقاحات 2014 بتحصين انتصر في حرب الشائعات
لأنها بالمختزل حملات تحصين للطفولة وتأمين عافيتها من الجوائح والأمراض المعدية والخطرة صحياً، لم تسلم جولات اللقاح الحكومية من حملات مضادة لم يوفر صانعوها سلاحاً إعلامياً وميدانياً لإظهار الدولة ومؤسساتها الصحية في موقف المقصّر والفاشل في إدارة شؤون الناس ولاسيما الطبية منها، لتظهر الوقائع أن الإنجاز الذي تسجّله كل حملة يتجاوز المتوقع في ظل الإقبال على الثقة المضمونة أكثر من فقاعات الشائعات التي تهدف إلى التشكيك بسلامة اللقاح وبث الرعب والخوف في قلوب الأهالي منعاً لتحصين الأطفال ضد الفيروسات والأمراض ولاسيما الشلل.
لم يدّخر المروجون وقاتلو البراءة أي جهد أو وسيلة ممكنة في الترويج لادعاءاتهم الكاذبة من مواقع التواصل الاجتماعي، مروراً بالشارع وليس انتهاءً بالرسائل الموجّهة عبر “الووتس أب” من أرقام مجهولة المصدر ومحاولة المتاجرة بجريمة ريف إدلب التي تسببت بوفاة أكثر من 20 طفلاً على أيدي “داسي السم التركي”، وكان المجتمع الدولي كله شاهداً على مجزرة اللقاحات القاتلة؟.
ولأن ثمة ممتنعين أو متخوّفين من انعكاسات اللقاح على المصابين بالرشح وما شابه ذلك، راحت وزارة الصحة تؤكد مراراً وتكراراً أن اللقاح لا يؤثر سلباً في الأطفال المصابين بتلك الأعراض عبر تكثيف الجهود قبل الانطلاق بأي حملة لطمأنة المواطنين بصحة وسلامة اللقاح ونفي أي شائعة أو ترّهة من خلال الإعلانات الطرقية والتلفزيونية بالتزامن مع توجيه 400 مليون رسالة موجهة إلى الهواتف النقالة تحث من خلالها على مراجعة المراكز الصحية أو الفرق الجوالة، وتمكنت بالتعاون الفعّال مع كل الجهات المعنية من تحقيق الغاية المرجوّة وهي الوصول إلى أكثر من مليون ونصف مليون طفل، كما قامت بحملتها “تحت الوطنية” التي لا يكون فيها أي تغطية إعلامية ويتم اختيار المناطق المستهدفة ضد الشلل وفق معايير معينة بالإضافة للوصول إلى المناطق الساخنة وإلى كل بقعة ممتدة على مساحة الجغرافيا السورية مهما صغرت أو كبرت وقطع الطريق أمام من يدّعون حماية الشعب السوري وطفولته، لتحقق بذلك نجاحاً في مهمتها الإنسانية أولاً وواجبها المهني ثانياً، وتقضي على أي فيروس قد يؤدي إلى انتشار وباء الشلل.
فاللقاح حسب الوثائق مستخدم في 110 دول من دول المنشأ ويتم توريده من وزارة الصحة ضمن شروط الجودة وحائز على شهادة الصحة العالمية، ما يؤكد سلامته وفعاليته، فنقطتان فقط في الفم كفيلتان بالقضاء على الإعاقة الدائمة أو الموت، وفي الوقت نفسه الامتناع عنهما يعني تدمير جيل بأكمله.
دمشق – نجوى عيدة