تدمير ممنهج للمواقع الأثرية
تستمر العصابات الارهابية في اعتداءاتها اليومية المتكررة على المواقع الأثرية والتاريخية، حيث انتشرت حفريات التنقيب السري في هذه المواقع.. يخربون نسيجها الحضاري وقيمها التاريخية.. ينهبون ما تقع عليه أيديهم.. يحملون ما يستطيعون ويحطمون ما لا يستطيعون حمله، في تدمير مدروس وممنهج لمقدراتنا الحضارية..
الأخبار اليومية تنقل ما تشهده المواقع الأثرية في العديد من المناطق، وخاصة الشمالية والشرقية، من انتهاك وعمليات تخريب على يد عصابات ولصوص امتشقوا سيوف الغدر لتدمير حضارة سورية الممتدة لآلاف السنين.
هي حال تقتضي أن يستنفر الجميع للإسهام في حماية إرثنا الثقافي والحضاري، وذاكرتنا التي تختزن شواهد إنسانية علّمت الدنيا الأبجدية.. الأمر الذي يوجب التعاون مع الجهات المعنية لتوفير كل ما يلزم من عوامل الحماية اللازمة للمواقع الأثرية التي تعرضت ولا تزال لعمليات النهب والاعتداء من قبل عصابات التخريب والتدمير، من عمليات التنقيب والحفر السري، إلى الاعتداءات والسرقة التي طالت أوابدنا التاريخية ومعالمنا الحضارية، وتهريبها إلى الدول المجاورة.
وهي قضية استفحلت خلال سنوات الأزمة، ولا بد من مواجهة جميع محاولات العبث والسرقة والتدمير الذي تسببه ممارسات عصابات آثار منظمة ومسلحة لهذه المواقع.. وهنا لا بد من التركيز على تفعيل دور المنظمات والفعاليات الأهلية بالتنسيق مع جهود الجهات الحكومية المعنية، لتأطير المواجهة اللازمة، وتوفير الحماية لتراثنا الخالد، وتعميق جدوى مجمل الإجراءات المتخذة حتى الآن، والتي استطاعت تجنيب العديد من المواقع والأماكن الاثرية تبعات هذه الأعمال التخريبية..
وأولاً وأخيراً لا بد من إعادة التأكيد أن واجبنا الوطني والإنساني يحتّم علينا جميعاً تحمّل مسؤولية إدارة الحماية المطلوبة لآثارنا والحفاظ عليها من أي اعتداء، وهذا يقتضي تكثيف حملات التوعية الوطنية، والحثّ على التشاركية والمتابعة الميدانية لأي إجراءات تستهدف إنقاذ تراثنا الإنساني. و…
محمد الآغا