إرهاب التنقيب غير المشروع يحصد الحضارة توثيق أضرار ونهب المواقع الأثرية بصور الأقمار الصناعية
تتعرّض مواقع أثرية مهمة في دير الزور لأضرار كبيرة بسبب عمليات التنقيب غير المشروعة والتخريب الذي قامت به المجموعات الإرهابية القادمة من دول الجوار وبمساعدة لصوص الآثار المأجورين.
وفي اتصال هاتفي مع (البعث) لفت زياد فصيح النويجي مدير عام الآثار والمتاحف في المحافظة، إلى أنه تم توثيق الأضرار التي تعرضت لها المواقع بصور التقطتها الأقمار الصناعية منذ منتصف العام الحالي حتى الآن، مؤكداً أن الصور دليل جديد يضاف إلى الأدلة الكثيرة التي تثبت التخريب والضرر الكبيرين اللذين تتعرض لهما معالمنا الأثرية بسبب التنقيب غير المشروع الذي يدمّر إرثنا الحضاري ومعالمنا التاريخية، فمثلاً موقع (دورا أوروبوس) تأسس في القرن الثامن قبل الميلاد واكتشفت فيه واحدة من أقدم الكنائس في العالم، بالإضافة إلى الكنيس اليهودي الذي يعدّ من أقدم المعابد وتبلغ مساحته ما يقارب 150 هكتاراً بينما تبلغ مساحة المنطقة التي تضررت نتيجة التنقيبات غير المشروعة 60 هكتاراً.
وأشار مدير الآثار والمتاحف إلى أن أيدي التخريب لم تتوقف هنا، فما تبقّى من قصر زمري ليم الشهير الذي دمّره حمورابي في منتصف القرن الـ18 قبل الميلاد كانت له حصة كبيرة في التخريب، وكذا الأمر ينطبق على منطقة القلعة في تل الشيخ حمد (دور كاتليمو)، وفي تل طابوس الواقع ضمن قرية الشميطية على جبل البشري المطل على وادي الفرات وهو حصن روماني بيزنطي، تأسس في أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد وكان مركزاً إدارياً مهماً في الإمبراطورية الآشورية.
ولوحظ وجود تنقيبات جائرة ضمن الموقع إلى جانب قيام لصوص الآثار بسرقات فيه، كاشفاً عن مدى الجهل والتخلف الذي تتميز به عصابات الآثار، التي لا تزال حتى هذا الوقت تقوم بأعمال التنقيب والحفر السري والنهب والتخريب في بعض المواقع الأثرية المهمة في محافظة دير الزور بشكل يشهد تزايداً ملحوظاً عن الفترات السابقة، في المواقع والتلال الأثرية المنتشرة في المحافظة، مشيراً إلى أن العصابات الإرهابية لا تزال تقوم بأعمال التنقيب السري والتنقيبات العشوائية داخل المواقع، كما تظهر بعض الصور الملتقطة من الأقمار الصناعية حجم الأضرار التي اجتاحت الموقع، حيث يلاحظ الضرر الواسع النطاق الذي لحق بها والذي مارسته المجموعات الإرهابية من خلال التنقيب السري والنهب وتدمير السويات الأثرية التي تتمتع بأهمية بالغة في فهم التطورات التاريخية لهذه المواقع، وأظهر التقرير استمرار أعمال التخريب والتنقيب السري العشوائي في موقع تل البصيرة، إضافة إلى تعديات البناء في الجهة الشرقية (بناء محلات تجارية)، إضافة إلى استفحال أعمال التنقيب السري العشوائية، كما شهدت قلعة الرحبة عمليات تنقيب سري في المنطقة الواقعة إلى الغرب منها والمطلة على الصحراء في منطقة قبور الغساسنة، بالإضافة إلى تنقيبات سرية ضمن المدينة الأيوبية الواقعة أسفل القلعة.
دير الزور – عارف العلي