الجيش اللبناني يخوض حرب استنزاف مع الإرهابيين التكفيريين القوى الوطنية: التنسيق مع الجيش السوري ضرورة حتمية
عزز الجيش اللبناني مواقعه المشرفة على جرود بلدة رأس بعلبك، حيث استهدف إرهابيون الثلاثاء دورية له ما أدى إلى استشهاد 6 عسكريين وإصابة آخر، ويبعد الإرهابيون نحو 5 كيلومترات عن موقع الجيش وهو يرصد تحركاتهم، بحسب مصدر عسكري لبناني، وأضاف أيضاً: إن “أي هجوم من قبل المسلحين سيكون بمثابة انتحار لهم”، فيما استشهد أمس عسكري لبناني وأصيب اثنان بجروح غير خطرة لدى محاولتهم تفكيك عبوة ناسفة في جرود عرسال.
وأدان رئيس مجلس النواب نبيه بري ما يتعرض له الجيش اللبناني من اعتداءات من التنظيمات الإرهابية، داعياً إلى الالتفاف حول الجيش في المعركة ضد الإرهاب والإرهابيين، مؤكداً أن ما يقوم به الجيش اليوم يشكل حلقة مهمة في حماية لبنان وتأمين استقراره ومناعته، وشدد خلال لقائه عدداً من النواب اللبنانيين على وجوب دعم المؤسسة العسكرية بكل ما يلزم وتزويدها بالسلاح والعتاد.
وشدد النائب طلال أرسلان رئيس الحزب الديمقراطي بعد زيارته بري على ضرورة التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري في أدق التفاصيل لحماية الحدود ومكافحة التهريب عبر الحدود وضبطها، وقال: من الجهة السورية الأمور مضبوطة إلى حد ما، ولكن من الجهة اللبنانية نجد بعض الثغرات التي تعرض سلامة اللبنانيين وسلامة الوطن والجيش اللبناني لكثير من الأخطار، أنا مؤمن بضرورة التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري، ومع المقاومة، وهذا يحتاج إلى قرار جريء من الحكومة اللبنانية، وإذا توصلنا إلى ذلك نخفف الكثير من الأعباء الأمنية التي يمكن أن تعرّض ساحتنا الوطنية الداخلية لأي انفجار، وكفانا ما تحملناه، وكفى الجيش والقوى الأمنية ما تحملته، وإذا أبقينا الحماية الأمنية للبلد خاضعة لابتزازات سياسية، ومن خلفيات سياسية معينة نكون نساهم في تفخيخ البلد أمنياً، وليس فقط في انقسامه سياسياً، وطالب بوجوب أن يُحاط الجيش اللبناني بكل دعم دون قيود أو شروط من أي كان من اللبنانيين لأنه حامي الوحدة الوطنية وأمن لبنان بالتنسيق مع المقاومة والقوى اللبنانية عموماً.
من جانبها دعت الهيئة التنفيذية في الحزب الديمقراطي بعد اجتماعها برئاسة الأمين العام للحزب وليد بركات إلى حسم المعركة مع الإرهابيين التكفيريين، وطالبت الحكومة اللبنانية بالعمل الحثيث والجدي واتخاذ القرار الحاسم البعيد عن كل الاعتبارات السياسية من أجل محاربة الإرهاب وضربه بيد من حديد لكي لا نفقد كل يوم شهيداً للجيش اللبناني في حرب استنزاف مع التنظيمات الإرهابية، مؤكدة ضرورة وأهمية التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري من أجل زيادة الفعالية في مواجهة الإرهاب لأن المناطق التي توجد فيها هذه التنظيمات الإرهابية متداخلة حدودياً مع الأراضي السورية، ومن المهم التعاون والتنسيق لإحكام القبضة على الإرهابيين.
إلى ذلك دعا الرئيس اللبناني السابق إميل لحود إلى وقف استنزاف الجيش اللبناني بالشكل الذي يحصل في جرود عرسال بالعبوات الناسفة والكمائن المسلحة، ما يؤدي إلى سقوط جنوده غدراً على يد إرهاب تكفيري لا يعرف إلّا القتل، فيما لايزال اختطاف العسكريين مستمراً يحوطه الإرباك، مؤكداً ضرورة تحرير العسكريين المخطوفين بكل الوسائل المتاحة من منطلق أوراق القوة التي نملك، ورأى أن الجيش يستدرج إلى كمائن والدولة تتفرج وتسطر بيانات الاستنكار والترحم، في غياب أي قرار موحد ومتماسك يقضي على الآفة من جذورها، بإعطاء الجيش اللبناني أمراً لا لبس فيه ولا يحتمل التأويل بضرب أوكار الإرهاب في جرود عرسال.
وحذّرت أمانة الإعلام في حزب التوحيد العربي من المواقف التي يتوسّلها بعض اللبنانيين لترهيب الجيش، والتي تشكل أرضية خصبة للاعتداءات الوحشية المتكررة على المؤسسة العسكرية ولكل الراغبين في العبث بأمن لبنان، فيما دعا رئيس حركة الإصلاح والوحدة الشيخ ماهر عبد الرزاق إلى اتخاذ الخطوات اللازمة للضغط على الإرهابيين ورفع الغطاء الكامل عنهم، وعدم عرقلة الجيش في ملاحقتهم والقضاء عليهم.
وفي السياق نفسه دعا المطارنة الموارنة كل القوى السياسية اللبنانية إلى الوقوف وراء الجيش وتأمين ما يحتاج إليه من دعم مادي ومعنوي، فيما اعتبر أمين عام التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد أن سياسة محاباة الجماعات الإرهابية من قبل بعض الأطراف اللبنانية هي المسؤولة عن الأوضاع الخطيرة التي وصلنا إليها، ولاسيما فيما يتصل بتمركز الجماعات الإرهابية على الأراضي اللبنانية والنفق المظلم الذي زجت داخله قضية العسكريين اللبنانيين المخطوفين.
من جانبه رأى تجمع العلماء المسلمين في لبنان أن الكمين الذي نصبه الإرهابيون التكفيريون للجيش اللبناني، إضافة إلى العبوة الناسفة، يضعنا أمام موقف مصيري يدعونا إلى اتخاذ قرارات صعبة، إذ لا يمكن مواجهة هؤلاء الإرهابيين من جهة واحدة، بل لابد من الإطباق عليهم من جميع الجهات للتخلص من شره، وأضاف: إن هذا يفرض على الدولة اللبنانية أن تبادر لاتخاذ قرار نهائي باستئصال هذه الجماعات التكفيرية من أراضينا والقضاء عليها، ولا يكون ذلك إلّا باتخاذ قرار بتكليف الجيش اللبناني الاتصال بقيادة الجيش السوري لإعداد خطة محكمة لإنهاء الوجود الإرهابي التكفيري في كل المناطق الجردية الموجودين فيها، خاصة أننا بحاجة إلى مساندة جوية في هكذا عملية ولا يتوفر ذلك إلّا بالاستعانة بالطيران السوري.