1000 غارة خلبية على "داعش".. وكيري يحوّل الأوهام إلى إنجازات
دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العمل لتوحيد العالم الإسلامي في مواجهة التطرف والعنف، مؤكداً أن التنظيمات الإرهابية التكفيرية في سورية والعراق ولبنان تعمل على بث الكراهية، وتظهر أسوأ صورة عن الإسلام، الذي يتعامل بمنطق الرحمة حتى تجاه أكثر الأفراد فساداً، وأضاف: إن أسوأ حقبة يمر بها الإسلام حينما يقوم أفراد لا صلة لهم بالله بقطع الرؤوس تحت لواء التكفير والسلفية.
من جهته أكد نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، خلال كلمة له أمام الاجتماع العاشر لوزراء إعلام الدول الاسلامية، أن الحل السياسي المبني على الحوار بين السوريين هو الطريق الوحيد لحل الأزمة في سورية، مشدداً على أن مسيرة التطوّرات في المنطقة تدل على أن هذه الأزمة ليس لها حل عسكري، وشدد على أن ظواهر الإرهاب والتطرف والعنف تعتبر إحدى التحديات المهمة التي تواجهها الأمة الإسلامية، مضيفاً: إن طبيعة السياسة الدولية وآلياتها لم تستطع حتى الآن أن تبعد العالم والمنطقة عن أمواج العنف والتطرف والإرهاب، وأضاف: إن العالم الإسلامي يعاني اليوم من الأعمال الوحشية والعنيفة التي ترتكبها تنظيمات إرهابية مثل “داعش” وغيره ضد المسلمين جميعاً وأتباع سائر الأديان والقوميات، مشيراً إلى أن الجميع مسؤول أمام هذا الوضع حتى لا تصبح صورة الإسلام السمحة ضحية جديدة للتطرف باسم الدين.
في سياق متصل أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن حل الأزمة في سورية ينبغي أن يكون مبنياً على إرادة الشعب السوري والحوار بين السوريين، مضيفة: إن عدم الالتفات إلى جذور الأزمة في سورية لا يمكن أن يوصل إلى الحل.
روسيا تؤيد اقتراح دي ميستورا حول سورية
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تدعم اقتراح المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا بشأن الوضع في سورية، وقال خلال اجتماع للمنتدى العربي الروسي في الخرطوم: ندعم إطلاق حوار وطني شامل بمشاركة الحكومة والمعارضة.
وأكد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس خلال زيارته مقر بعثة الجمهورية العربية السورية بمنظمة الأمم المتحدة في نيويورك أن سورية تُستهدف بسبب مواقفها المبدئية من القضية الفلسطينية، موضحاً أن الأعداء يريدون تدمير هذا البلد العربي خدمة للمشاريع الاستعمارية والعنصرية في منطقتنا، وشدد خلال لقائه الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة على التضامن مع سورية التي تتعرض لهذا الاستهداف إمعاناً في إضعافها وتفكيكها، وقال: إننا مع سورية قلباً وقالباً، ونرفض كل المخططات الرامية لاستهداف هذا البلد، وأضاف: إننا متضامنون مع سورية رئيساً وحكومة وجيشاً وشعباً، ونتمنى أن تزول هذه المحنة وأن يعود إلى سورية أمنها وسلامها.
وبيّن المطران حنا أن من واجب كل إنسان حر وشريف أن يتضامن مع سورية، وأن يرفض المؤامرة التي تتعرض لها، موضحاً أن حل الأزمة في سورية يجب أن يتمّ من خلال تحاور السوريين وتفاهمهم، أما أعداء سورية الذين هم أعداء فلسطين، فهم الذين يسعون لتأجيج الصراع وإرسال المال والسلاح من أجل الخراب والدمار.
ونقل الجعفري للمطران حنا تحية القيادة السورية، التي تثمّن مواقفه نحو سورية ودوره في فلسطين، مشيراً إلى احترام وتقدير الشعب السوري للمطران حنا الذي وقف إلى جانب سورية رافضاً المؤامرة التي تتعرض لها وإلى عدد كبير من أحرار الشعب الفلسطيني القوميين العروبيين، ووجه الجعفري التحية إلى الشعب الفلسطيني المناضل الرازح تحت الاحتلال والرافض للعنصرية والذي يناضل من أجل الحرية والكرامة.
وفي الخرطوم، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري وجوب السعي لحل سياسي للأزمة في سورية يأخذ في الاعتبار رغبة الشعب السوري في الحفاظ على وحدة بلاده، ما يجعل المجتمع الدولي مطالباً بتحمل مسؤولياته إزاء حالة جمود مسار الحل السياسي في سورية، ودعا في كلمة أمام الدورة الثانية للمنتدى العربي الروسي في الخرطوم إلى العمل على بلورة أفكار عملية تكفل تحقيق آما+ل وتطلعات الشعب السوري الشقيق بعيداً عن أوهام الحل العسكري على النحو الذي لا يدفع ثمنه سوى المواطنين السوريين الأبرياء.
وحذّر شكري من أن الإرهاب بات اليوم خطراً محدقاً يتهدد الجميع، وهو ما يستدعي تنسيقاً وتعاوناً مشتركاً بين بلداننا بهدف العمل على مواجهة تلك الظاهرة بمختلف أبعادها، سياسية كانت أو فكرية، وما يتصل بذلك من ضرورة السعي نحو تجفيف مصادر تمويل الإرهاب، وأكد ضرورة تبادل المعلومات ذات الصلة بتنقل الإرهابيين وأماكن تواجدهم، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وكذلك الاتفاقيات الدولية والإقليمية والثنائية المعنية بمكافحة الإرهاب، فضلاً عن اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تجنيد الشباب والتغرير بهم، أو انتقال المقاتلين للانضمام إلى تلك التنظيمات الإرهابية.
وفي بروكسل، رأى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الغارات التي تشنها بلاده والدول المتحالفة معها على تنظيم “داعش” ألحقت الضرر بالقدرات اللوجستية له في العراق ومكّنت القوات العراقية من توسيع سيطرتها شمال البلاد، وزعم في كلمة أمام اجتماع لوزراء خارجية الدول المشاركة في “تحالف واشنطن” المنعقد في بروكسل أن الغارات على “داعش” في سورية “ألحقت الضرر بالبنية التحتية النفطية للتنظيم ومنشآته وجمّدت حصاره لمدينة عين العرب”، مشيراً إلى أن التحالف نفذ ألف غارة على مواقع التنظيم الارهابي، واعتبر أن خطر تنظيم “داعش” يشكل تهديداً للجميع، وهو ما يتطلب المزيد من العمل وزيادة فاعلية التحالف.