عبرة.. الأهم؟!
تعطّل محرك سفينة عملاق، فاستعان أصحابها بجميع الخبراء الموجودين، لكن لم يستطع أحد منهم معرفة مكمن الخلل أو كيف يصلح المحرك، ثم أحضروا رجلاً عجوزاً يعمل في إصلاح السفن منذ أن كان شاباً.
كان يحمل حقيبة أدوات كبيرة معه، وعندما وصل باشر العمل؛ فحص المحرك بشكل دقيق، من القمة إلى القاع، وكان هناك اثنان من أصحاب السفينة معه يراقبانه بإمعان، راجيين أن يعرفا ماذا يفعل لإصلاح المحرك، لكنه لم ينبس ببنت شفة، بل راح يتابع عمله بكل إتقان وهدوء.
بعد الانتهاء من الفحص، ذهب الرجل العجوز إلى حقيبته وأخرج مطرقة صغيرة، وبهدوء طرق على جزء من المحرك، وفوراً عاد المحرك للحياة، وبعناية أعاد المطرقة إلى مكانها.. المحرك أُصلح!!.
بعد أسبوع استلم أصحاب السفينة فاتورة الإصلاح من الرجل العجوز وكانت قيمتها عشرة آلاف دولار!!، ما دفعهم للاستنكار والاحتجاج بالقول: “هو بالكاد فعل شيئاً”، لذلك كتبوا للرجل العجوز ملاحظة تقول: “رجاءً أرسل لنا فاتورة مفصّلة”.
أرسل الرجل الفاتورة الآتية تتضمن بندين اثنين لا غير: الطرق بالمطرقة: 1.00 $ فقط؛ معرفة أين تطرق: 9999 $.
العبرة.. تقول: الجهد مهم، لكن معرفة أين تبذل الجهد في حياتك هو الفرق والأهم.
عبرة نسوقها، رغم أننا لسنا ممن يهوون الوعظ، لكن واقع الحال فيما نشهده يؤكد أن هناك كثيراً من الجهد يُبذل في مختلف قطاعاتنا الحكومية وخاصة تلك الأنشطة الاقتصادية التي تتصل مباشرة بتوفير وتأمين المتطلبات اليومية للمواطن، إلاَّ أن النتائج دائماً لا تقارن بكم الجهد، ولعلّ في بعض ما تحتويه هذه الصفحة شاهداً على ما نقوله.
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com