بحث مع لاريجاني تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات المعلم: أطراف المؤامرة على سورية في خندق واحد مع "إسرائيل"
ظريف: المكافحة الشاملة السبيل الوحيد للتصدي للإرهاب
بحث نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم في طهران، أمس، مع علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني العلاقات الثنائية بين البلدين، وضرورة استمرار الدعم والمساعدة لسورية في وجه المؤامرة الدولية التي تتعرض لها.
وشرح الوزير المعلم خلال لقائه لاريجاني العدوان الإسرائيلي على موقعين آمنين بريف دمشق، والذي جاء لرفع معنويات الإرهابيين الذين كبدهم الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني خسائر فادحة، وشكر القيادة الإيرانية والشعب الإيراني على دعمهم لسورية في صمودها في وجه المؤامرة التي تتعرض لها، كما استعرض زيارته إلى روسيا الاتحادية ومحادثاته مع الأصدقاء الروس.
وأكد رئيس مجلس الشورى الإيراني استمرار الدعم الإيراني ووقوف الشعب الإيراني إلى جانب الشعب السوري في مواجهة الإرهاب الذي يتعرض له، وقال: إن صمود الشعب السوري ومقاومته أعطيا الآخرين دروساً في الدفاع.
حضر اللقاء السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود وأحمد عرنوس مستشار وزير الخارجية وعدد من أعضاء مجلس الشورى الإيراني ومدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الإيرانية.
وكان المعلم وصل طهران للمشاركة في أعمال المؤتمر الدولي لنبذ العنف والتطرف، الذي تستضيفه إيران خلال اليومين القادمين بمشاركة وزراء خارجية خمس دول: سورية والعراق وباكستان وأفغانستان ونيكاراغوا، بالإضافة إلى رؤساء حكومات ووزراء خارجية سابقين من مختلف دول العالم، والتقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وأكدا في مؤتمر صحفي مشترك أن العدوان الإسرائيلي على موقعين سوريين، الأحد، هدفه رفع معنويات التنظيمات المتطرفة بعد الهزائم التي لحقت بها، وشددا على استمرار المساعي مع الأصدقاء لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية يقوم على الحوار بين السوريين دون أي تدخل خارجي.
وقال المعلم: إننا في سورية نتعرض لمؤامرة ما زال أطرافها يواصلون بكل وقاحة تآمرهم، تقودهم كالنعاج الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، ودول معروفة في المنطقة، مثل تركيا والسعودية وقطر.. هؤلاء لم يدركوا أنهم في الحقيقة بتآمرهم على سورية يدفعون الإرهاب إلى بلدانهم، وهم سواء أدركوا أو لم يدركوا يقفون في خندق واحد مع إسرائيل، التي أغارت على موقعين سوريين لرفع معنويات الإرهابيين، مؤكداً أن عدد قتلى “داعش” و”النصرة” خلال اليومين الماضيين فاق عدد قتلى الألف غارة جوية التي قام بها التحالف ضد داعش.
وشدد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين على أن سورية ستواصل صمودها، فلا خيار لنا إلا الانتصار على الإرهاب، وقال: سورية تعمل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والأصدقاء في روسيا وآخرين من أجل إيجاد حل سياسي يقوم على الحوار بين السوريين دون أي تدخل خارجي، وسنواصل هذا المسعى حتى يتحقق.
ظريف: العدوان الصهيوني أتى لرفع معنويات الإرهابيين
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدين اعتداء الكيان الصهيوني على سورية، وقال: نعتقد أنه أتى لرفع معنويات الجماعات المتطرفة، بعد الهزائم التي لحقت في الأسابيع الأخيرة بداعش في مواجهة الشعبين السوري والعراقي، ومن أجل مساعدة هذه الجماعات المتطرفة، التي ينسق الكيان الصهيوني معها، وشدد على أنه في نهاية المطاف فإن الأهمية تكمن في مقاومة الشعب السوري ودفاعه عن بلده ورصيده الوطني، وأكد أن الازدواجية والسياسات غير العقلانية لا يمكنها أن تحل مشكلة الإرهاب في المنطقة، وهي في الحقيقة تساعد التطرف والإرهاب، والسبيل الوحيد العملي لحل مشكلة الإرهاب ليس الإجراءات العسكرية الأجنبية بل إيجاد طرق جادة وعقلانية من خلال مقاومة ومواجهة هذه الجماعات والتيارات، مشيراً إلى أن هذه المشكلة لا تهدد سورية والعراق فقط بل المنطقة برمتها وكل العالم.
وأعرب وزير الخارجية الإيراني عن أمله بالتوصل إلى حل سياسي في سورية، قائلاً: نحن سعداء بأن الحكومة السورية لديها نفس هذا التوجه وتبذل جهودها بجدية، ونأمل بأن نصل إلى النتيجة المنشودة من خلال مساعدة بعضنا والتعاون مع الدول الأخرى التي تنشد السلام والاستقرار.
المعلم: سورية والعراق في خندق واحد بمواجهة الإرهاب
ورداً على أسئلة الصحفيين، قال المعلم حول نتائج زيارته إلى موسكو: اتفقت مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على إجراء مشاورات في سبيل إنجاح فكرة الحوار السوري-السوري في موسكو.
وبشأن العمل المشترك بين إيران وسورية والعراق لمواجهة الإرهاب قال المعلم: جئت للتعبير عن امتناني للقيادة في الجمهورية الإسلامية وللشعب الإيراني، الذي يدعم صمود الشعب السوري في مكافحة الإرهاب، وكذلك يفعل الأصدقاء في روسيا، وأكد أن الشعب السوري يقدّر عالياً ما يقدّمه الشعب الإيراني الشقيق، وهذا ليس مستغرباً بين شعبين شقيقين لديهما رؤية مشتركة للأوضاع في المنطقة ولديهما قرار سياسي مستقل يخدم مصالحهما، وأضاف: نحن والعراق تمّ تبادل الآراء بيننا، وهناك اتصالات مستمرة. نحن والعراق نتطلع إلى تنسيق كامل، لأننا نجلس في خندق واحد في مواجهة الإرهاب، وتابع: سيشترك مع وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري في حوار مشترك بضيافة ظريف ومن الطبيعي أن نتفق على فعل شيء.
ظريف: المكافحة الشاملة السبيل الوحيد للتصدي للإرهاب
وشدد ظريف على أن السبيل الوحيد للتصدي للإرهاب هو المكافحة الشاملة للفكر والرؤى الإرهابية في المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية، وعلى أصدقائنا في المنطقة أن يدركوا واقعية أن تمدد هذه المجموعات يأتي من وراء الدعم المادي، وأنه لا يوجد حل سوى بتجفيف مصادر الإرهاب، وأن خطر هذه المجموعات الإرهابية سيرتد على داعميها قبل غيرهم.
ويرافق المعلم في هذه الزيارة أحمد عرنوس مستشار وزير الخارجية والمغتربين، وكان في استقبال المعلم لدى وصوله إلى طهران السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود وعدد من المسؤولين الإيرانيين.