قريباً مرسوم تشريعي للتمثيل الخارجي بمؤسسة الطيران السورية
خير بك لـ”البعث”: الدراسة الجديدة للتمثيل الخارجي تلغي السلطوية الممنوحة لكل الجهات
كشف وزير النقل الدكتور غزوان خير بك أنه تمّ الطلب من المؤسسة العامة للطيران السورية إعادة دراسة مشروع قانون إحداث نظام داخلي جديد لتمثيل المؤسسة خارجياً، على أن يكون بمرسوم تشريعي أو قانون يصدر من رئاسة مجلس الوزراء، إذ لا يمكن التلاعب به ولن يكون مفصلاً على مقاس أحد، أو كما يُقال ويُشاع في أروقة المؤسسة ووزارة النقل “حفر وتنزيل”على قياس ناس دون غيرهم.
وأشار خير بك في تصريح لـ”البعث”إلى أن النظام الجديد سيكون وفق معايير وأسس واضحة لا لبس فيها، موضحاً أنه يمكن طرح بند خاص يلغي دخول المدراء في التمثيل الخارجي، رافضاً في الوقت نفسه التدخل العلني لمجلس إدارة المؤسسة في فقرات النظام وبتر السلطوية التي يمارسها على فقرات النظام من خلال الأحقية بعدم التقيّد بفقرات ومواد النظام.
اعتراضات
في السياق ذاته اشتكى الكثير من العاملين في المؤسسة العامة للطيران السورية من مشروع النظام الداخلي والمعدّ دون أدنى مشاركة لهم فيه، معتبرين الفقرات والمواد المنصوص عليها ظالمة ومجحفة بحقهم.
جملة من الاعتراضات على مشروع النظام الجديد والمعدّ من قبل الإدارة تتمحور حول نقاط في غاية من الأهمية، إذا ما تمّ الأخذ بها من قبل المؤسسة فسيؤدي ذلك إلى تمثيل خارجي حقيقي وفاعل وعادل يمكّن الأحق والأكفأ من ذلك؛ فبالنسبة لوظيفة المدير الإقليمي نسأل: كيف يمكن زج مديرية التخطيط والدراسات والإحصاء في العمل التجاري وهي بعيدة كل البعد عنه، كما يتساءل الموظفون: هل تكفي سنة واحدة لشغل وظيفة مدير مديرية ومعاون المدير سنتين حتى يستطيعا التمثيل الخارجي، في حين أن رئيس الشُعبة ورئيس مكتب المبيعات يحتاج من الخدمة لأكثر من أربعة أعوام؟!.
امتياز
واعتبر بعض الموظفين الامتياز الممنوح للمرشحين لوظيفة ناظر المحطة، والمتمثل (بأنه في حال عدم تحقيقه لشرط مدة الخدمة في الوظيفة بمديرية العمليات الأرضية يمكنه جمع الخدمات المتفرقة منها، وتؤخذ مدة الوظيفة الأعلى كأساس)، امتيازاً في غير محله، والسؤال الذي يطرحه الموظفون هنا هو: لماذا لم تُذكر هذه العبارة في كل من وظيفة المدير الإقليمي أو المندوب المالي أو الممثل التجاري؟!.
وفي المادة الثالثة من مشروع النظام والذي يحدّد الترشح مجدداً لشغل وظائف التمثيل الخارجي، تم اشتراط أن يكون من العاملين بالفئة الأولى، وهذا برأي الموظفين أن الإيفاد للفئة الثانية، وإن تم يكون لمرة واحدة حصراً، وهو غير محفز لأي عامل من هذه الفئة للعمل بعد انتهاء إيفاده الأول. أما بالنسبة للعائد من التمثيل الخارجي فعليه أن يشغل 3 سنوات في إحدى المناصب التالية: «معاون المدير العام أو مدير مديرية أو عضو مجلس الإدارة أو معاون مدير مديرية أو رئيس دائرة في إحدى المديرية الاختصاصية»، وهذا التوصيف برأي الموظفين إزاحة للموجودين عند كل عودة لمدير أو ممثل تجاري أو مندوب مالي؟!.
وبحسب المشروع الذي حدّد شرط ألا يتجاوز عمر المرشح الـ 58 سنة، فمن الإنصاف هنا وجوب إضافة نقطة الأفضلية لمن لم يوفد سابقاً، بعد أن يحقق الشروط كونها الفرصة الأخيرة له.
مفحمة
أما فيما يتعلق بالمادة السادسة من المشروع والتي تخوّل المدير العام إصدار قرار بأسماء الناجحين حسب تسلسل نجاحهم بعد موافقة مجلس الإدارة، فالسؤال هنا هو: لماذا لا يكون هناك إعلان فوري للنتائج لكل مادة على حده ومباشرة حسب تسلسل النجاح دون أي تدخل من أي سلطة أخرى. في حين أن المادة السابعة من المشروع والتي حدّدت المدة الزمنية للتمثيل بثلاث سنوات، اعتبرها الكثيرون من الموظفين لا تخدم مطلقاً ماهية التمثيل ودور الممثل والهدف من وجوده خارجاً، لأن السنة الثالثة من التمثيل برأيهم هي سنة الذروة في العطاء، إذ يكون الموفد قد أقام العديد من العلاقات مع الأوساط المهنية سواء كان ذلك في المطار أو في الطيران المدني أو مع مكاتب شركات الطيران الأخرى.
وبالانتقال إلى المادة الأخيرة من المشروع والتي اعتُبرت بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على أي أمل للموظفين، حيث اعتبرها الكثيرون منهم بمثابة الامتياز الحصري للمدراء دون غيرهم والتي تنصّ على خضوع أعضاء مجلس الإدارة ومدراء المديريات القائمين على رأس عملهم الذين تتوفر فيهم الشروط المحددة في هذا القرار، لدورات التمثيل الخارجي، ويُعفى المذكورون من التقدم لإجراء الامتحانات المتعلقة بتلك الدورات، وهنا السؤال الذي يطرحه موظفو المؤسسة: لماذا هذا الإعفاء.. أليسوا أقدر من غيرهم في هذا الامتحان، أم إن هذا تكريم لهذه الشريحة نظراً لوقوعها في رأس هرم المؤسسة؟!.
ضرورة
ومن خلال القراءة السريعة لمشروع النظام الذي أعدّته المؤسسة -والتي حصلت “البعث”على نسخة منه- يتضح أن الأولوية والأحقية لمدراء المديريات ومعاونيهم وأعضاء مجلس الإدارة دون غيرهم، ولاسيما في ظل إعفائهم من امتحانات الدورات التدريبية، إضافة إلى بقائهم عاماً واحداً فقط في وظيفة المدير، بمعنى لم يعد بمقدور الموظفين بمختلف تسمياتهم وخبراتهم، أن يمثلوا المؤسسة نتيجة وجود أكثر من 14 مديراً، ولكل مدير له معاونان، مع وجود 14 محطة في الخارج؟!.
بكلمة
مما سبق لابد من الإشارة إلى ضرورة العناية بالتمثيل الخارجي لمؤسسة الطيران السورية والذي يساوي ببعض الدول المتقدمة في مجال الطيران التمثيل الدبلوماسي، وهنا لابد من الابتعاد عن العلاقات الشخصية والمحسوبيات لكي يكون التمثيل وفق معايير وأسس لا يمكن لأحد أن يخترقها، وأن يكون التمثيل الخارجي ضمن الاختصاص المطلوب لكل مديرية من المديريات المعنية في التمثيل.
دمشق- محمد زكريا