التحالف كوّنته واشنطن بما يتفق وقوانينها الخاصة دون أي احترام للقانون الدولي لافروف: على الولايات المتحدة التنسيق المباشر مع الحكومة السورية لمكافحة الإرهاب
أفادت معلومات بأن نائب وزير الخارجية الروسي، وموفد الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف سيتوجه إلى دمشق، اليوم، في إطار الاتصالات التشاورية التمهيدية لترتيب حوار سوري-سوري جدي من دون شروط مسبقة، فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن على الولايات المتحدة أن تنسق الحملة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية، من خلال القنوات المباشرة مع الحكومة السورية، مضيفاً: إنه من غير الممكن مكافحة الإرهاب بنجاح على أراضي دولة ذات سيادة دون التنسيق الملائم مع السلطات الشرعية في هذا البلد.
وقال لافروف في مقابلة حصرية مع وكالة نوفوستي: لا أعتقد بوجود حاجة لوساطتنا فيما يتعلق بالاتصالات بين سورية والولايات المتحدة، لافتاً إلى وجود الكثير من الفرص لإجراء اتصالات مباشرة بين الجانبين، وأن موسكو دعت واشنطن في الكثير من المناسبات إلى التوقف عن تفادي التواصل مع الحكومة السورية في الحرب ضد تنظيم “داعش”، غير أنها رفضت ذلك!، إلى أن الولايات المتحدة لم تنظر إلى روسيا أبداً كمشارك مباشر في التحالف ضد “داعش”، والذي كوّنته واشنطن نفسها بما يتفق وقوانينها الخاصة ومقاييسها دون أي احترام للقانون الدولي، وأضاف: إن ما يفوق ذلك هو اعتبار الرئيس الأميركي باراك أوباما، وبشكل متواصل، روسيا كتهديد عالمي مماثل للتهديد الذي يشكله تنظيم “داعش” ووباء إيبولا على العالم، وعلى ضوء هذه الحقائق فإن الدعوات الدورية التي يطلقها مسؤولون أميركيون آخرون للانضمام إلى جهود القتال ضد إرهابيي “داعش” تبدو غير مقنعة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البلجيكي ديدييه رايندرز أكد لافروف أن روسيا قلقة من الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولاسيما بسبب نشاط تنظيم “داعش” في سورية والمنطقة، فيما دعا رايندرز إلى ضرورة معالجة ملف المرتزقة الأجانب الذين يقاتلون في سورية، محذّراً من أن هؤلاء الذين يتوجهون إلى سورية من مختلف الدول، بما فيها بلجيكا، يعودون بالضرر أيضاً على دولهم.
وقال رايندرز: ارتكبت عملية إرهابية مؤخراً في بلجيكا من قبل إرهابي عاد من سورية، ولذلك أشدد على ضرورة معالجة ملف المرتزقة الذين يقاتلون في النقاط الساخنة، وأكد أن من واجب الاتحاد الأوروبي وبلجيكا دعم مهمة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، وفكرته تجميد القتال في مدينة حلب، التي سوف يتسنى من خلالها التوصل إلى وقف إطلاق النار لإطلاق بوادر الهدنة والحوار السياسي.
وفي بيروت جدد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين تأييد روسيا لجهود سورية في محاربة الإرهاب، وقال في حديث إذاعي: إن المبادرة الروسية حول الأزمة في سورية تنصّ على مبدأ الحوار بين السوريين أنفسهم، مشيراً إلى أن هناك شكوكاً روسية حول أهداف “التحالف الدولي” ضد الإرهاب، ونحن نفضل أن يكون التحالف تحت مظلة الأمم المتحدة، ولفت زاسبيكين إلى أنه لا يوجد أي معلومات دقيقة عن فعالية الغارات التي يقوم بها “التحالف الدولي” ضد الإرهاب ومن هم الضحايا الذين يسقطون في الغارات.
وكان بوغدانوف أجرى سلسلة لقاءات في موسكو وبيروت واسطنبول، وقال رداً على سؤال بشأن التحرك الروسي إزاء الأزمة في سورية: نحن على اتصال مع الحكومة السورية والمعارضة في الداخل والخارج، ومهمتنا هي أن نرتب الاتصالات التشاورية التمهيدية لحوار جدي من دون شروط مسبقة، لكي يجتمع السوريون، ويبدؤوا الحديث وتقارب الأفكار حول كل الأمور المطروحة، لأن الشعب السوري المتمثّل بالحكومة والمعارضة هو صاحب القرار فيما يخص تقرير مصير ومستقبل البلد لكي تبقى سورية واحدة والشعب السوري واحداً.
يذكرأن لافروف أعلن في مؤتمر صحفي في بازل بسويسرا أنه ناقش الأزمة في سورية مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا ووزير الخارجية الأميركي جون كيري وأعضاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والجميع تحدّث بشكل إيجابي عن دعوة ممثلي الحكومة السورية والمعارضة إلى موسكو للمحادثات في هذا المجال.