اتفاق سوري إيراني عراقي على مواصلة التنسيق لمكافحة الإرهاب وحل المشكلات الإقليمية
بمشاركة سورية و40 دولة عربية وأجنبية.. انطلاق أعمال مؤتمر “عالم بلا عنف ولا تطرف”
الرئيس روحاني للمعلم: إيران ستواصل دعم سورية في مختلف المجالات
على هامش مؤتمر “عالم بلا عنف ولا تطرف” الذي بدأ أعماله، أمس، التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، حيث جرى الحديث عمّا تتعرض له المنطقة من إرهاب، وجرى اجتماع ثلاثي ضم المعلم ووزيري الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والعراقي إبراهيم الجعفري، وتمّ الاتفاق في ختام الاجتماع على مواصلة التنسيق والتشاور بين الدول الثلاث في مجال مكافحة إرهاب تنظيمي “داعش” و”النصرة” وبقية أذرع تنظيم القاعدة الإرهابي.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن إيران وسورية والعراق مهتمة بشكل جاد في معالجة مشاكل المنطقة عن طريق التشاور والتنسيق، وقالت: إن أزمة الإرهاب تعتبر إحدى مشكلات المنطقة، والجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم بدور فاعل في معالجة هذه المشكلة، ونوّهت بإمكانية أن يتحرّك الاجتماع الثلاثي نحو إيجاد آلية لحل الأزمة، التي تمر بها المنطقة، والمشكلات الإقليمية.
وكان الرئيس روحاني التقى المعلم، وأكد خلال اللقاء أن من قام بإنشاء التنظيمات الإرهابية ودعمها عليه أن يوقف ذلك، لافتاً إلى أن سورية بصمود شعبها وجيشها قادرة على مواجهة الإرهاب، وأن إيران وقفت إلى جانب سورية، وستواصل دعمها لها.
وعرض المعلم أبعاد المؤامرة التي تتعرض لها سورية ودور بعض الدول الإقليمية والغربية المعروفة بدعمها للتنظيمات الإرهابية، وضرورة ممارسة الضغوط عليها لإيقاف هذا الدعم، مؤكداً أن سورية مستمرة بصمودها، شعباً وجيشاً وقيادة، لدحر الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار، كما قدّم شكر سورية لإيران على الدعم الذي تقدّمه لسورية في مختلف المجالات.
حضر اللقاء سفير سورية في إيران الدكتور عدنان محمود وأحمد عرنوس مستشار وزير الخارجية ومن الجانب الإيراني وزير الخارجية محمد جواد ظريف وكبار المسؤولين الإيرانيين.
على الدول التي تسببت بظهور الإرهاب تمويل معالجة تداعياته
وبدأت، أمس، في طهران أعمال المؤتمر الدولي لنبذ العنف والتطرف تحت عنوان “عالم خال من العنف والتطرف”، بمشاركة المعلم وممثلين من 40 دولة، وأكد روحاني أن العالم يحتاج إلى خطوات أساسية كبرى لمحاربة التطرف، وأن على الدول التي تسببت بظهور الإرهاب تمويل ومعالجة تداعياته، وشدد على ضرورة أن تقوم الدول التي ساعدت على تنامي الإرهاب في المنطقة ودعمته مالياً أن تصرح علنياً بتخليها وبراءتها من الإرهاب والإرهابيين، وتقطع مساعداتها المباشرة وغير المباشرة، المادية والعينية، وتعمل على مكافحة الإرهاب بالتعاون مع دول المنطقة وتساعدها مالياً ومعلوماتياً وعسكرياً، مبيناً أن هناك دولاً، كالعراق وسورية، تحمّلت أكثر أنواع الدمار الشامل من قبل هذه التنظيمات التكفيرية، وعلى الدول التي تسببت بهذه المضار أن تقوم بواجبها الإنساني وتوفّر المصادر المادية لسد هذه الخسارات.
وأضاف روحاني: يجب تقديم المساعدات الدولية لإعادة بناء البيوت المهدّمة، والأماكن الدينية والتاريخية التي دمّرتها التنظيمات الإرهابية، وتأسيس صندوق دولي يعمل على تأمين فرص العمل لمساعدة الاستثمار في البلدان التي أصبحت ضحية للإرهاب الدولي، ليكون خطوة على طريق التنمية الاقتصادية لهذه البلدان، ورأى أنه على كل الأطراف المشاركة في مكافحة الإرهاب أن تأخذ بعين الاعتبار التعاون في كل المجالات، بما فيها المعلوماتي، وعلى وسائل الإعلام الوطنية والدولية تنوير الرأي العام فيما يخص التهديدات التي يشكلها الإرهاب، وتعاون العالم بأسره للتصدي لهذه الظاهرة من خلال الفضاءات المجازية والمواقع الالكترونية، وأوضح أن الإرهابيين يتنقلون بين عدة دول، وعلى الدول التي تقع على مسير هذه المجموعات الإرهابية أن تملك الإرادة السياسية وآليات عملية ضرورية للقيام بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها في إعادة الأمن والسلام للمنطقة من خلال توقيف هؤلاء الإرهابيين.
واقترح روحاني أن يكون الثامن عشر من كانون الأول يوماً عالمياً لمكافحة التطرف، صوناً للدماء البريئة التي يريقها الإرهاب، ودعا دول المنطقة إلى العمل على إيجاد تحالف وبرمجة سياسة منطقية للوصول إلى شرق أوسط يعيش بسلام وأمن، مبيناً أنه متى كانت دول المنطقة متطابقة ومتناسقة فستكون التيارات المتطرفة على الهامش وتجف جذورها، مبيناً أنه ما من ضرورة للحضور الأجنبي الأرستقراطي في المنطقة في هذه الظروف، وشدد على أنه ما من ضرورة لأن يقرر أولئك الذين يأتون من خارج المنطقة ويسعون لتحقيق مصالحهم الخاصة مصير شعوبها، ولا سيما أن التعاون بين الاستكبار والتيارات المتطرفة مشهود، وعلى ضرورة المشاركة الجدية لكل الدول والتيارات، التي تدعي وتدعم السلام، في مكافحة العنف والتطرف.