في مؤتمره الصحفي الذي عقده أمس مـديــر دار الأســد للثقـافـة والـفـنـون “جـوان قــره جــولــي”: لا صلاحيات جديدة لمدير الدار إنما ثقة ومسؤولية كبيرة بآن
مجموعة كثيرة ومتعددة الجوانب من الاستفسارات والأسئلة أثيرت في المؤتمر الذي دعا إليه مدير دار الأسد للثقافة والفنون بعد ما يقارب الشهرين من استلامه لمنصبه الجديد وهي نقطة ايجابية تحسب لـ “قره جولي” الذي اكد على اهمية دور الاعلام الوطني في الارتقاء بأعمال دار الاوبرا عبر مواكبة نشاطاته وتقديمها من خلال النقد البناء والهادف وتوجيه الاقتراحات التي ستساعده على تصويب بعض الاخطاء التي لا بد من وجودها في أي عمل.
الموسيقي السوري المعروف اطلع وسائل الاعلام السورية المسموعة والمقروءة والمشاهدة على مجموعة الخطط المزمع تنفيذها ضمن رحاب دار الأوبرا السورية وخارجها أيضا، وذلك لتكريس الحالة الثقافية بشكل اكثر فاعلية لتكون الثقافة الجامعة هي السلاح الذي يجب أن يترافق وانجازات جيشنا الباسل على الارض، حيث اعتبر “قره جولي” أن الثقافة اولا وأخرا هي السلاح الامضى الذي يدافع فيه كل بلد عن هويته وتاريخه وإرثه الحضاري.
من تلك النشاطات التي ستنطلق في وقت قريب، مهرجان الاغنية الوطنية الملتزمة الذي ستبدأ فعالياته اعتبارا من الأحد المقبل حيث اكد قائد اوركسترا الموسيقى العربية في وزارة الثقافة ،أن هذا المهرجان سيعمل على استقدام الاغنية الوطنية الأصيلة إن كان بإعادة احياء العديد من الاغاني الوطنية التي تركت اطيب الاثر لدى المستمعين وبحرص الدار على تقديم الفنانين الذين نذروا فنهم فقط للأغنية الوطنية الملتزمة.
أيضا تم الحديث عن مهرجان الشعر والأدب الذي ستبدأ فعالياته أيضا الاثنين المقبل حيث ستعمل دار الاسد للثقافة والفنون على تقديم المنبر لـ اكثر من ثمان وعشرين شاعرا شابا حيث اكد “قره جولي” أن هذه الخطوة من شانها أن تشجع هؤلاء الشعراء الشباب على متابعة مشاريعهم الادبية وذلك من خلال تعرف القراء عليهم في المهرجان الآنف الذكر والذي ستقام دورته الثانية في الشهر الثامن من العام القادم. وهنا لا بد من التنويه ان تقديم المنبر وحده للشعراء الشباب ليس كافيا لجعلهم يعيشون من شعرهم كما تمنى “قره جولي” الذي قال:”ان الكثير من الشعراء الشباب والمخضرمين يضطرون للاشتغال بأعمال اخرى لتامين سبل المعيشة” وإذا اردنا بحق العمل على تكريس الحالة الثقافية بتظهير كل مشاهدها والتأكيد على اهميتها ودورها، فلا بد من متابعة هؤلاء الشعراء أو على الاقل من يكن مستواه الشعري متميزا، فكما هو معروف الشاعر يحيا بأصوات الاخرين وهو بحاجة لان يقرأ الناس نتاجه مطبوعا بعد الترويج له طبعا من خلال اقامة معارض للكتاب ،وكان مدير دار الاسد قد بين ان اقامة معرض دائم للكتاب سيكون واحدا من النشاطات التي سيقيمها الدار قريبا.
اثارت “البعث” مجموعة من النقاط التي بدأتها بالاستفهام إن كان ثمة صلاحيات جديدة قد اعطيت لمدير دار الاوبرا ،على اعتبار ان البرنامج الذي ناقشه المؤتمر الصحفي ،هو بمثابة خطة تضعها وزارة الثقافة المعنية بهذا الشأن لا المكان الذي سيستضيف هذه النشاطات؟ وأجاب “قره جولي” ان لا صلاحيات جديدة كل ما في الامر انه مُنح الثقة من وزارة الثقافة متمثلة بوزير الثقافة الاستاذ المحامي عصام خليل ،وأضاف بان المسؤولية الملقاة على عاتقه الان كمشرف ايضا على العديد من النشاطات التي ستفام في اكثر من محافظة سورية ليست بالهينة ابدا.
أما عن سؤالنا حول التجاهل الكبير الذي عوملت فيه العديد من الفنون الغنائية الشعبية السورية، بعدم اتاحة أي فرصة لتواجدها في دار الأوبرا رغم انها من الفنون التي يحبها معظم السوريين كفن الزجل والعتابا مثلا ،وما إذا كنا سنرى تلافيا لهذا الامر الذي جرى مع الادارات السابقة، اكد قائد فرقة أبي خليل القباني التراثية أن هذا التجاهل سوف يكسر وسوف يشاهد الجمهور ويستمع إلى معظم الفنون الشعبية في سورية على اختلافها في مسارح دار الاوبرا وقاعاتها.
نقطة هامة ايضا اثارتها “البعث” في المؤتمر الصحفي حول تراجع مستوى الاغنية السورية عموما والأغنية الوطنية بشكل خاص خصوصا في الظروف التي تمر بها البلاد الآن حيث وجهت للأغنية الوطنية السائدة الآن العديد من الانتقادات اللاذعة والتي لم يكن اخرها فضيحة الاوبريت الغنائي السوري “سوى نعمرها” المأخوذ لحنا وشكلا من الأوبريت المصري “تسلم يا جيش بلادي”.
كما أطلع “قره جولي” الاعلاميين على خطته التي ينوي بها الاستفادة من مرفقات الدار الموجودة منذ بنائه والتي لم تستخدم ابدا ،كالمطاعم المجهزة بأفضل التجهيزات المطبخية والخدمية، حيث قرر أن الدار ستعرضها للاستثمار وستعود ارباحها إلى خزينة الدولة الأمر الذي لاقى استحسان الجميع فمن غير المعقول أن يخلو صرح حضاري بحجم دار الاسد للثقافة والفنون من مكان يرتاده زواره للاستراحة بين الحفلات.
مدير دار الاوبرا السورية الذي كان وحيدا في المؤتمر فسر عدم تواجد أي من موظفي الدار من المدراء إلى وجودهم على رأس عملهم ،كما أنه لم يخف أنه في بعض الاحيان يشعر بأنه وحيد تماما.
تمام علي بركات