استبعاد الأعلاف من الخدمات المقدّمة وغيرها من التوجّسات.. يصعب مهمة إقناع المربّين
شهر ويُحكم بالنجاح أو الفشل على “التطوير بالترقيم” لـ10 آلاف رأس من الأبقار بداية
أنهى فرع مشروع تطوير الثروة الحيوانية في منطقة الغاب التحضيرات والإجراءات اللازمة للبدء في عملية الترقيم وتسجيل الأبقار في القرى الثلاث المستهدفة، وذلك كخطوة أولى بهدف تعميم وتبيان الخدمات المقدمة للثروة الحيوانية والمربّين في آن معاً.
مدير المشروع المهندس نسيم منصور أكد لـ “البعث” أنه لم يعُد يفصلنا عن البدء بإقلاع المشروع سوى أيام لافتتاح دورة تدريبية تشمل البيطريين والمهندسين، فضلاً عن المتعاونين معنا في مجال المشروع عملياً على أرض الواقع، مشيراً إلى أن البداية ستكون بثلاث قرى هي: الخندق وشطحة والصارمية، وستشمل المرحلة الأولى توزيع سجلات الأطباء البيطريين العاملين في هذه القرى، يقابلها سجل مماثل آخر يوزع ويمنح للمربّين المستهدفين، حيث تبيّن هذه السجلات مجتمعة أي نشاط يقوم به الطبيب البيطري لدى المربّين.
قطيع مرقم مرقط
وأضاف منصور: إن الترقيم سيكون بلونين من الأرقام البلاستيكية، الزهرية للمواليد من عمر شهر وأقل، حيث سيعطى المربّي بطاقة تدلّ على الرقم وجنس المولود، وتوزع نسخة من هذه البطاقة لفرع المشروع، أما الأبقار الأكبر سناً فسترقم بأرقام بلاستيكية صفراء وهي نفسها المخصصة لتلقيح البروسيلا.
الهدف من ذلك حسب منصور هو الوصول في النهاية إلى قطيع، مرقم بالأرقام الزهرية كافة، معروف النسب والمالك والسلالة، بينما الأرقام البلاستيكية الصفراء فستكون للأبقار غير المعروفة النسب، علماً أنه في حال وصول القطيع المرقم بالأرقام الزهرية إلى الكمال، وهذا مستبعد من قرائتنا للواقع، فهذا يعني توافر قاعدة بيانات شاملة للقطيع في المنطقة المستهدفة بالمشروع كما قال المهندس منصور، مبيّناً أن ذلك سيصب في مصلحة المربّين وقطعانهم، لذلك يجب التعاون بإعلام الإدارة بتنقلات الأبقار من مربٍّ إلى آخر، سواء داخل المنطقة أو خارجها وفقاً لقاعدة البيانات الخاصة بهذا، وذلك بقصد ضبط عمليات الخدمة مثل اللقاحات البيطرية والتلقيح الاصطناعي، وفي ضوء ذلك يمكننا أن نعرف نسبة النفوق من القطيع من خلال الرقم المدوّن على البقرة.
أما حول سؤالنا عما إذا انعدم أو لم يتحقق التعاون بين المربّين والعاملين في المشروع؟ قال منصور: نحن نعوّل على الطبيب البيطري أولاً لأن كل عمليات الخدمة تنبع من عنده، وفي حال لم يكن متعاوناً فهذا يعني إرباكاً للمشروع، وقد يعرّض الطبيب البيطري نفسه للمساءلة ولاسيما أنه سيكون المعالج وسيكسب سمعة لدى المربّين في حال تعاونه والعكس صحيح.
هي تجربة
وحسب منصور هي تجربة، والخطوة الأولى زمنها شهر وهذا سيرتب تكاليف مادية كبيرة، لنبدأ بعدها بعملية المراجعة لهذه الخطوة، أين أصبنا وأين تعثرنا؟.
وأضاف قائلاً: بكل الأحوال، التوسّع بالمشروع متوقف على النجاح الذي سيحققه ليشمل بعد ذلك أغلب القرى المستهدفة، وسنبحث في السلبيات التي قد تحول دون استكماله والتوسع به أفقياً في المرحلة النهائية، وبعد نجاح المشروع والانتهاء منه سيتم نقل سجلات الثروة الحيوانية بالكامل إلى مديرية الثروة الحيوانية في هيئة تطوير الغاب، وهذا في مجال عمل مشروع منطقة الغاب.
المشروع معقد
إذا هي تجربة قد تنجح أو تفشل، مهما حاول القائمون على المشروع إقناعنا بأنه سيشكل خطوة مهمة في تطوير الثروة الحيوانية، إذ في المقابل لا يستطيع أحد أن يقنعنا بسلاسة الموضوع لكونه سيصطدم بالعديد من العثرات، وعليه من غير المعقول أن تلقى هذه التجربة كل الاستحسان لدى المربّين لجهة عدم إقناعهم ولاقتناعاتهم المسبقة بالتجربة وبطاقاتها الملونة الزهرية والصفراوية، وما يتعلق بإجراءات عملية الترقيم المعقدة برأيهم، وغير ذلك من الأمور المالية التي يتخوّفون منها.
كي يحيا..
كي ينجح المشروع عليه أن ينال ثقة المربّين وهذا لا يتم إلّا من خلال خدماته المقدّمة لهم، بعيداً عن “حسب ونسب البقرة” لأن هذه الخطوة ستكون محط تسلية وتندّر بين المربّين، ولاسيما إذا ما عرفنا أن مسألة الأعلاف وتأمينها ستكون خارج إطار الخدمات المقدّمة للمربّين، حيث ستقتصر فقط على التلقيح واللقاحات وهذا يجري العمل به منذ السبعينيات، وعلى الإرشاد الزراعي أن يركز على التوعية لأهمية المشروع إذا أريد له النجاح وحث المربّين على تبنّيه -إذا استطاع إقناعهم- فضلاً عن تعميق الثقة فيما بينهم.
بالمحصلة، شهر أو شهران ويحكم على المشروع، في الوقت الذي أخذ فيه القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني حيّزاً مهماً وبعداً آخر من الدعم والاهتمام، آملين أن يترجم على الأرض وقائع وأرقاماً إنتاجية على قدر التوقعات غير المؤكّدة بعد، ما يعني أن المشروع هو فقط ضمن إطار التجريب ولا يتعدّى عدد الأبقار التي سيشملها الترقيم البلاستيكي 10 آلاف رأس على مستوى القطر ويمكن تمديده ليشمل 100 ألف رقم، وبعدها تعود المسؤولية كاملة للثروة الحيوانية في الإدارة إلى مديرية الإنتاج الحيواني، فهل يستحق كل هذا التطبيل والتزمير؟.
حماة – محمد فرحة