تفكيك شبكات تجنيد إرهابيين في فرنسا والجزائر.. وبريطانيا تحذّر من هجمات وشيكة
الرئيس الطاجيكي: “داعش” طاعون القرن الـجـديـد.. وفـابـيـوس فـي قـفـص الاتـهام
لم يعد خطر تمدد الإرهاب وانتشاره بمنأى عن أي دولة في العالم بعدما اعتمد الغرب على مدار ما يقارب 4 سنوات سياسات متهاونة مع شبكات التجنيد التي غزت كل دول العالم وجراء الدعم المالي اللامحدود من ممالك ومشيخات الخليج لاستقدام المنحرفين من كل دول العالم إلى سورية والعراق وبات خطر تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية اليوم يهدد العالم برمته وهو طاعون القرن الجديد كما وصفه رئيس طاجيكستان.
بالأمس تقدم عدد من أهالي ضحايا الإرهاب بدعوى ضد وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس لدعمه التنظيمات التكفيرية في سورية، وفيما أعلنت باريس عن تفكيك 13 شبكة لتجنيد الإرهابيين، كشف مؤشر الإرهاب للعام الحالي عن تزايد مستوى الإرهاب على الصعيد العالمي بشكل خطير مع ارتكاب إرهابيي داعش إلى جانب ثلاث منظمات إرهابية أخرى ثلثي العمليات الإرهابية.
فقد تقدم سبعة مواطنين سوريين من أقارب ضحايا جرائم الإرهابيين في سورية بشكوى إلى المحكمة الإدارية الفرنسية في باريس ضد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الداعم الأساسي للإرهابيين في سورية على سوء السلوك الشخصي مطالبين فيها بالتعويض.
وقد رفض النائب العام الفرنسي طلب مقدم الشكوى بحجة أن القضاء الإداري ليس له اختصاص، فيما يتعلق بـ “أعمال الحكومة” بينما احتفظت المحكمة الإدارية بحق البت في النظر بالقضية وإعلان موقفها خلال أسبوعين، إلا أن أهالي الضحايا ووكيلهم الفرنسي عاودوا طرح القضية أمام محكمة العدل الجمهورية التي لها سلطة محاكمة أعضاء الحكومة، حيث واجهت الشكوى تعقيدات قضائية عديدة منذ كانون الثاني الماضي حتى وصلت للمرحلة الحالية.
وتضمنت إحدى الشكاوى المرفوعة ضد فابيوس مأساة أحد المواطنين السوريين من أبناء قرية في ريف اللاذقية وهو نوار درويش الذي اضطر وعائلته لمغادرة قريتهم بعد الجرائم التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية في القرية والحي الذي يعيش فيه، قائلاً: إنه في فجر يوم الرابع من آب 2013 هاجمتنا عصابات مسلحة تنتمي إلى تنظيمات إجرامية من “جماعة النصرة” وما يُسمى “الجيش الحر” وذبحوا أكثر من عشرة أشخاص من أفراد عائلتي من بينهم والدي وأربعة من إخوتي وأخواتي.
ودعا محامي أقارب الضحايا السوريين داميان فيغيي في جلسة الاستماع للشكوى إلى وجوب توضيح وتفسير تصريحات فابيوس التي أدلى بها في كانون الأول من العام 2012 بأن “جبهة النصرة تقوم بعمل جيد” على الرغم من أن التنظيم الإرهابي المذكور صنفته الولايات المتحدة على قائمة التنظيمات الإرهابية، واستنكر المحامي الفرنسي وكيل المواطنين السوريين من أهالي الضحايا السوريين تصريح فابيوس في آب 2012 ضد السيد الرئيس بشار الأسد، وقال: نريد أن نفهم ما إذا كانت تصريحات الوزير الفرنسي ضد رئيس دولة أجنبية هي فعل من الحكومة أو أنه خطأ شخصي” وهو ما استند إليه بالشكوى المقدمة.
في غضون ذلك أكدت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية التي يديرها الأمريكي كليفورد ماي في تقرير مفصل لها أن مشيخة قطر تواصل تمويل الإرهاب في سورية والعراق لانعدام نيتها السياسية بوقف هذا الدعم الممتد على عقدين من الزمن شارحاً بالتفصيل كيفية تورط تلك الإمارة الخليجية الصغيرة في تمويل ودعم وتأسيس الإرهاب في المنطقة والعالم وخاصة في سورية.
وأبرز التقرير البحثي الأمريكي دعم حكام قطر لتنظيمات إرهابية في سورية خصوصاً وفي العراق أيضاً مثل داعش وخراسان والنصرة والقاعدة، مشيراً إلى أن سبب رفض حكام مشيخة قطر وقف تمويل الإرهاب هو انغماسهم وتورطهم بدعم وتمويل وتأسيس هذا الإرهاب.
وفي سياق آخر أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازينوف عن تفكيك 13 شبكة إرهابية في فرنسا كانت تقوم بتجنيد متطرفين للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية في سورية منذ خريف العام الماضي، وقال كازينوف: إن فرنسا تعمل على كبح هذه الشبكات، إلّا أن نحو 1200 مواطن فرنسي غادروا بالفعل إلى سورية بينهم 400 لا يزالون فيها و200 في طريقهم إلى هناك.
من جهة ثانية كشف مؤشر الإرهاب للعام الحالي عن تزايد مستوى الإرهاب على الصعيد العالمي بشكل خطير مع ارتكاب إرهابيي داعش إلى جانب ثلاث منظمات إرهابية أخرى ثلثي العمليات الإرهابية في العام الماضي.
من جهته حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من أن بريطانيا مهددة في أي لحظة بمواجهة هجوم على غرار هجوم سيدني الذي نفذه مسلح باحتجاز عدد من الرهائن في مقهى وسط المدينة الأسترالية على مدى 16 ساعة، وقال: إن التهديد الذي نواجهه يتضمن بالتأكيد هذا النوع من الهجمات التي ينفذها شخص متطرف ومحاولة منعها يعتبر أكثر صعوبة من أي هجوم آخر وأحياناً تكون عشوائية إلى حد بعيد ويمكن أن تحدث في أي لحظة في بريطانيا.
إلى ذلك اعتبر الرئيس الطاجيكي اماموالى رحمون أن تنظيم داعش الإرهابي يعتبر خطراً على العالم كافة ويجب أن يحارب في طاجكستان أيضاً، وقال: إن تنظيم داعش هو وباء الطاعون في القرن الجديد والخطر الذي يهدد العالم بأسره، مذكراً بأن أكثر من 200 مواطن طاجيكي التحقوا في صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق، معتبراً أن الهدف لدى طالبان وتنظيم القاعدة ولدى داعش هو الهدف ذاته المنحصر في تدمير الدول ونشر الفوضى في النظام العالمي المتشكل، داعياً مواطني بلاده ألّا يكونوا غير مكترثين لهذا الخطر وينبغي عليهم أن يضعوا حداً له.
بدورها كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن السلطات البلغارية اعتقلت ثلاثة أشخاص بينما كانوا يحاولون السفر للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي في سورية، ونقلت الصحيفة عن وكالة الأمن القومي البلغارية سانز قولها: إن الأشخاص الثلاثة، اثنان منهما يحملان الجنسية المغربية والثالث برازيلي، مطلوبون من قبل السلطات الإسبانية بتهم متعلقة بالإرهاب وإن السلطات البلغارية اعتقلتهم بينما كانوا عند معبر حدودي مع تركيا. وأضافت الوكالة: إن الانتربول أصدر مذكرات اعتقال بحق المشتبه بهم وسيتم البدء باتخاذ إجراءات تسليمهم.
إلى ذلك أوقف الجيش اللبناني في البقاع الشمالي الإرهابي السوري صلاح محمد الديك لانتمائه لتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي، واعترف الديك بالتحقيق معه بأنه ينتمي إلى “جبهة النصرة” وشارك في القتال في عرسال ضد الجيش اللبناني.
وفككت السلطات الأمنية الجزائرية المختصة شبكة إرهابية في ولاية الطارف تقوم بتجنيد الشبان للانضمام إلى صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية وعلى رأسهم تنظيم داعش الارهابي، وقالت صحيفة النصر الجزائرية: إنه خلال العملية الأمنية عثر بحوزة أفراد هذه الشبكة المكونة من ستة أشخاص على فتاو جهادية وقوائم اسمية لأشخاص مؤهلين للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي بينهم 5 تونسيين إلى جانب عناوين وأرقام هاتفية تتعلق بأشخاص ينتمون لجهات وتنظيمات أجنبية مشبوهة.