وزير الثقافة: لانريد موظفين.. نريد وطنيين مسكونين بهاجس الإبداع
طرطوس: وائل علي
انتقد وزير الثقافة الأستاذ عصام خليل بحضور الرفيق غسان أسعد أمين فرع طرطوس للحزب وصفوان أبو سعدى محافظ طرطوس التفاصيل الكثيرة التي تضمنها عرض “الداتا شو” الذي قدمته محافظة طرطوس عن واقع عمل مديرية الثقافة والمراكز التي تتبع لها ودائرة تعليم الكبار ودائرة آثار طرطوس أثناء الزيارة التي قام بها أمس إلى محافظة طرطوس وقال: إن العرض يحتاج لإعادة نظر لأنه عرض رقمي والكل يطالب كما لو أن البلاد تعيش سويسرا الثقافة والبلاد تعيش حالة حرب، وعلينا استثمار المتاح بأعلى ما لدينا وما قدم من طلبات يبدو أن أصحابها لا يعرفون أن هناك حرباً فالثقافة ليست بأي معنى من المعاني وظيفة نمارسها كدوام رسمي بل هي هاجس وهم يومي، وبغير ذلك لن ننجز شيئاً والأمر غير مرتبط بالترشيحات الحزبية لإدارة هذا المركز أو ذاك وعندما يرشحون لا يجدون أسماء..؟! وهذا العمل غير إيجابي والمفاهيم الإدارية السائدة التي تتيح الركون والاطمئنان لا يمكن أن تستمر.
نحن لا نريد موظفين نريد وطنيين مسكونين بهاجس الإبداع وحريصين على التحريض الثقافي، ونخب تتعامل مع الثقافة كحاجة عليا للبشرية. وبين خليل حجم الضغوط التي مورست عندما طلبنا إعادة المندبين لأماكن عملهم الأساسية لأنهم لا يعملون فكانت هناك فجيعة حقيقية لكنه قرار محسوم ولا رجعة عنه، ولن نستجيب للضغوط وقبل أن نمحو الأمية الرقمية يجب العمل على محو الأمية الإدارية والمعلوماتية في بنية العاملين وهناك انجازات ثقافية وهمية!
وحول المهرجانات الثقافية قال الوزير: لدينا بند مستقل واليوم لدينا أكثر من مهرجان في طرطوس واللاذقية والسويداء وحمص لنقدم للعالم رسالة أن السوريين مصممون على الحياة ويستحقونها لكن ماهي الريعية التي نحققها من هذه المهرجانات منتقداً مهرجان الشيخ صالح العلي الذي بدأ خطه البياني بالانحدار، وهذا العام سيكون المهرجان مختلفاً وهناك مقترح من محافظ طرطوس لإقامة ملتقى للنحت لتخليد نصب تذكاري يخلد شهداء طرطوس يقام في مكان معين، وفي كل مرة يجب أن نخترع طريقة مختلفة في أدائنا الثقافي.
ونوه إلى ضرورة التركيز على ثقافة الطفل والاهتمام بالنوع بدل الكم فحضور عشرين طفلاً لعمل ثقافي مميز أهم من حضور مئتي طفل بلا فاعلية. وأكد على أهمية التنسيق مع القيادتين السياسية والتنفيذية في المحافظة وأي مدير غير متعاون سيكون عاطلاً عن العمل في اليوم الثاني. والنشاط الثقافي أنتم من تقررونه، لكننا نريدها نشاطات نوعية يمكن تحويلها إلى كتاب نناقش فيها عناوين كبيرة.
وأضاف: سنحاول إطلاق اسم الشاعر الكبير الراحل حامد حسن على دورة مهرجان الشيخ صالح العلي لهذا العام والراحل المسرحي الكبير سعد الله ونوس على مهرجان عمريت وغيرهم من الكبار لنحيي ذكراهم وهكذا.
كما شدد على ضرورة استقطاب الشباب إلى المراكز الثقافية بتفعيل أدواتنا وعلى رأسها الانترنت، وسنزود الصالات بكافة المستلزمات وعلينا تحقيق أعلى ريعية وطنية، وطرطوس تتحمل مسؤولية خاصة لأن من ينتج كل هذه الأرض الخصبة لا بد أنه قادر على أن يقدم ويعطي الكثير وسنوافق على مضمون المذكرة التي أعدت رغم عدم اطلاعي عليها لكن نريد منجزاً معرفياً نوعياً ونحن نثق بقدرتكم على تحقيقه. نعلم أن المطلوب كبير لكن الإمكانيات قليلة ومعركتنا ثقافية ونواجه فكراً ظلامياً منكفئاً على الماضي، ويهدد الإنسانية وليس سورية وحسب، والمشروع الثقافي مستمر وعلينا إعطاءه الحيوية وبعض الطلبات محقة ومنطقية وستلبى. وأوضح أن الوزارة تعكف الآن على إعادة تكوين المنظومة القانونية لتكون كل مديرية ثقافة وزارة ثقافة بحد ذاتها ومعالجة التداخل السلبي بين عدد من الوزارات وطلبنا مذكرة سنعمل على حلها وسنحول مبلغاً للسيد المحافظ وستزور لجنة هندسية من الوزارة للاطلاع على المسرح القومي ونريد في جلسة قريبة أن نطلع خلالها على كيفية إعادة توزيع العمالة من جديد وماذا أنجزنا؟
وحضر اللقاء الرفيق رئيس مكتب الإعداد في فرع طرطوس للحزب ورئيس مجلس المحافظة ونائب المحافظ وعضو المكتب التنفيذي المختص ومدير المسارح والموسيقا في القطر ومدراء المراكز والمؤسسات الثقافية في المحافظة.
وكان وزير الثقافة يرافقه الرفيق أمين فرع طرطوس للحزب ومحافظ طرطوس افتتح مساء أول أمس مهرجان مسرح الهواة الأول على خشبة مسرح سعد الله ونوس في المسرح القومي بطرطوس بعرض موسيقي لفرقة عمريت الموسيقية بقيادة مهدي إبراهيم. ومعرض للنحت على الخشب للفنان علي معلا ويشار إلى أن المهرجان سيشهد تقديم سبعة عروض مسرحية للهواة عند السادسة من مساء كل يوم وأربع ندوات مسرحية تستمر لغاية الأربعاء القادم.