2.7 مليون شجرة زيتون مثمرة في ريف دمشق غلاء تكاليف إنتاج الزيت وغياب الرقابة حرم المزارع من “زيته”
يطغى الزيتون وهموم الموسم على أحاديث أغلب المزارعين ولاسيما في ظل غياب التسويق وصعوبة النقل وغلاء الأجور، ناهيك عن استغلال بعض أصحاب المعاصر وارتفاع تكلفة العصر للكيلوغرام الواحد مع سوء العصر ولاسيما في ظل ندرة المعاصر وصعوبة التنقل، ما دفع المزارعين إلى بيع محصول الزيتون قبل عصره وشراء الزيت بثمنه بغض النظر عن مصدره.
جملة من الهموم والمعاناة المذكورة نقلها بعض الفلاحين في ريف دمشق لـ”البعث” مستعرضين معاناتهم مع المعاصر الخاصة ومتسائلين عن الدور الحكومي “الزراعة والمحافظة والجمعيات الفلاحية” وغيرها من الجهات المعنية بهذا الموضوع.
بعض المزارعين عبّر عن استيائه من تعامل أصحاب المعاصر معه وغلاء التكاليف، حيث وصل سعر العصر للكيلوغرام الواحد إلى أكثر من 14 ليرة، وهذا الرقم قابل للزيادة مع الأيام القليلة القادمة، علماً أنه كان في العام الماضي 10 ليرات، ولاسيما أن ارتفاع تكاليف العصر ينعكس على سعر الزيت ووصوله إلى أرقام كبيرة في نهاية المطاف.
أما المزارع أبو سعيد فاعتبر أن غياب الرقابة عن أصحاب المعاصر من الجهات المعنية المشرفة على أعمال المعاصر، جعل المزارعين يقطفون الثمار مبكراً من أجل بيع المحصول قبل العصر، مضيفاً: إن تأخير عملية القطاف لاستكمال نضوج الزيتون يزيد كميات الزيت عند العصر، ولكن للأسف أصبح الفلاح مضطراً إلى “أكل زيت من غير إنتاجه” حسب كلامه.
ولم يبتعد أبو إبراهيم عن الهموم المتعلقة بموسم الزيتون حيث تطرّق إلى موضوع “الجفت” الذي أصبح يستخدم للتدفئة في ظل غياب المازوت والحطب، مبيّناً أن هذه المادة التي كانت تشكل عبئاً على أصحاب المعاصر في التخلص منها، أصبحت مصدر رزق إضافياً لأصحاب المعاصر ولاسيما أن سعر طن الجفت بدأ بـ11ألف ليرة ليصل حالياً إلى 18 ألف ليرة، علماً أن بعض المعاصر لديها مستودعات ممتلئة من المادة وحالياً حانت الفرصة لاستثمارها على حساب الفلاحين.
رئيس مكتب التسويق في اتحاد فلاحي دمشق وريفها المهندس علي عثمان، أوضح أن غياب معاصر الاتحاد بسبب الأعمال التخريبية من العصابات الإرهابية أتاح المجال لبعض ضعاف النفوس من أصحاب المعاصر للتحكم واستغلال المزارعين، مؤكداً أنه في حال وصول أي شكوى من أي مزارع ستتم مخاطبة المعنيين ومتابعة المعصرة ومعالجة المخالفة أصولاً، داعياً إلى تشكيل لجنة مشتركة من جميع الجهات المعنية تقوم بالإشراف على عملية نقل الزيتون إلى المعاصر ومراقبتها حتى نهاية عملية العصر.
وبدوره الدكتور علي سعادات مدير زراعة ريف دمشق اعتبر أن مراقبة المعاصر وحسن أدائها من مهمة جهات أخرى، مؤكداً أن المديرية مستعدة للتعاون مع الجهات المعنية وتشكيل لجان إضافة إلى تلقي أي شكوى ومتابعتها مع الجهات الرقابية المعنية وتنظيم الضبط اللازم وإن اقتضى الأمر فلا مانع من إغلاقها، مطالباً بعدم منح أي ترخيص لمعصرة زيتون إلا بشروط واضحة وملزمة لأصحابها، ومنها تعليب العبوات بطريقة تسويقية مع وضع لصاقات على العبوات تتضمن المنتج والنوعية، ما يعود بالفائدة على الفلاح والمستهلك في آن معاً.
وبيّن سعادات أن مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون في المحافظة تصل إلى 19871 هكتاراً (تسعة عشر ألفاً وثمانمائة وواحد وسبعون هكتاراً) كما بلغ عدد أشجار الزيتون (3.929.000) ثلاثة ملايين وتسعمائة وتسعة وعشرين ألف شجرة المثمر منها (2.786.000) مليونان وسبعمائة وستة وثمانون ألف شجرة، كما يتوقع أن يصل إنتاج الزيتون إلى 40 ألف طن.
ريف دمشق – علي حسون