الصفحة الاولىمن الاولى

نقابة المهندسين تعقد مؤتمرها الانتخابي الهلال: مواكبة كل جديد للإسهام في مرحلة إعادة الإعمار

دمشق-بسام عمار:
بدأ المؤتمر العام الانتخابي لنقابة المهندسين للدورة الحادية عشرة أعماله أمس في فندق الشام بدمشق، بحضور الرفيقين الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال الهلال ورئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي، وتحت شعار “المهندسون السوريون يعيدون بناء سورية التاريخ والحضارة والمستقبل”، الشعارالذي يختزل الصيرورة الحضارية للشعب السوري الذي بنى أبناؤه أغلبية مشاهد التاريخ منذ أبولودور الدمشقي إلى قصر الحمراء في الأندلس، حيث لا يوجد بلد عربي لم يسهم المهندسون والحرفيون السوريون في نهضته العمرانية والصناعية والزراعية، من الخليج إلى السودان، ومن لبنان إلى الجزائر.واعتبر الرفيق الهلال أن قطاع المهندسين هو أحد أهم القطاعات الفاعلة، كونهم متواجدين   في كل مناحي التنمية والبناء، وهم متميّزون، وتميّزهم يكمن في أن عملهم هو العنصر المبدع والموجّه والمنظّم لعمليات الإنتاج والتطوير بكل مرافقها وأنواعها، مضيفاً: يشرفني أن أنقل لكم تحيات الأمين القطري للحزب السيد الرئيس بشار الأسد وقيادة الحزب الحاضر بأعضائه في كل مواقع الكفاح والإعمار، مذكراً بأن المؤتمر ينعقد في مرحلة مصيرية من مراحل تاريخ وطننا الشامخ، حيث يتصدى الشعب وجيشه الباسل لأعتى حرب استخدم فيها كل ما ابتدعه العقل المريض من أدوات القتل والتدمير، تدمير البناء والأرض، وتدمير الاقتصاد، عبر آليات المقاطعة والحصار، وتدمير الإنسان باستخدام جميع وسائل الإعلام والتضليل والحرب النفسية، لكن سورية أثبتت للعالم أجمع أنها عصية على التدمير، ففيها شعب لا يعرف إلّا البناء، وفيها إنسان تحدّى كل همجيات التاريخ وفرض عليها أسس الحضارة ومبادئ التقدّم والإنسانية، مؤكداً أننا كنا وسنبقى نرفع أبجدية أوغاريت في وجه جهلهم، ومعول البناء في وجه همجيتهم، وسنرفع ثقافة المقاومة في وجه ثقافة العدوان والإرهاب.
وأشار الأمين القطري المساعد إلى أن المعركة التاريخية التي تخوضها سورية ذات شقين متكاملين، الأول: ما يقوم به بواسل جيشنا الوطني في مواجهة دعاة القتل والإرهاب، والثاني: إعادة الإعمار والتحديث والتطوير ومواكبة كل ما هو جديد في تقنيات التعمير والإنشاء وغيرها من القطاعات الهندسية، وأكد أن المهندسين، مع العمال والفلاحين والحرفيين وغيرهم من القطاعات، هم جسد الوطن، ويقع على عاتقهم الجزء الأكبر والأكثر أهمية في إعادة الإعمار، وهذه العملية ذات مضمون وطني، ولا تقتصر على النواحي الفنية، لأن الوطنية تتطلب منا جهداً نوعياً، فيه من الحماسة بقدر ما فيه من الإيمان بالمستقبل، منوّهاً إلى ضرورة الالتزام بأخلاق العمل، ودقة التخطيط والتنفيذ، والحرص على الوطن، الذي ينبغي أن يتحلى به كل منا، هذا الحرص ينتج عن طبيعة معركتنا التاريخية اليوم، وهي معركة نخوضها بقيادة الرئيس الأسد، القائد الحكيم والمقدام، الذي أثبت أنه يختزل في شخصه صفات كل سوري مخلص ووطني، وكل قومي عربي.
وأكد الرفيق الهلال أن المعيار الأساسي لاختيار القيادات في كل المجالات ينبغي أن يكون مستوى الكفاءة والالتزام والحرص على هذا الوطن ومقدراته، وفي هذا الأمر  تتجلى ملامح الوطنية الحقة، ويتمظهر الإخلاص للوطن، منوّهاً إلى أنه يتوجب على المهندسين تقديم الأفضل دائماً، وأن يتابع قطاعهم الهام نشاطاته في كل أرجاء الوطن، وعبّر عن أمله بأن يحقق المؤتمر أهدافه، وأن يصل إلى نتائج تسهم في دفع مسيرة الوطن نحو الأمام، لأن جماهير المهندسين أثبتت دائماً ولاءها لهدف تطوير الوطن وتقدّمه، وستثبت أيضاً في هذا المؤتمر وبعده في المستقبل أنها قطاع وطني بامتياز.
وأشار وزير الأشغال العامة المهندس حسين عرنوس إلى الدور الكبير الذي يقوم به المهندسون من خلال تواجدهم في مختلف مجالات العمل، لافتاً إلى ضرورة اختيار ممثلين لمجلس النقابة ومجلس خزانة التقاعد ومجلسي رقابة النقابة والخزانة ممن يتمتعون بالخبرة والمقدرة والكفاءة والنزاهة والثقة، مبيناً أن الوزارة تقوم بتدقيق كل الأنظمة المتعلقة بعمل النقابة عملاً بالمرسوم التشريعي الذي أناط بها مهمة الإشراف على نقابتي المهندسين والمقاولين، حيث تقوم الآن بتدقيق النظام الداخلي والمالي ومزاولة المهنة والتدريب والتأهيل وخدمات الطاقة والهندسة البيئية، وبعد الانتهاء من تدقيقها سيتمّ إصدارها واعتبارها سارية المفعول، لافتاً إلى قيام الوزارة بإعداد دليل الإشراف على تنفيذ المشاريع الهندسية وإنجاز نظام التعاقد ودفتر الشروط العامة، وتشكيل فريق عمل من كل الجهات المعنية بإعادة تدوير الأنقاض الناجمة عن الدمار الذي ألحقه الإرهاب بالمنشآت والبنى التحتية، ليقوم هذا الفريق بإعداد الشروط الفنية والمالية والحقوقية لمثل هذه الأعمال.
وأوضح نقيب المهندسين السوريين وزير الإسكان والتنمية العمرانية محمد وليد غزال أن النقابة عملت على الإعداد لمرحلة إعادة الإعمار وإزالة الأضرار التي لحقت بالمنشآت وإعادة بنائها، وقامت بتحديث الكود العربي، وأحدثت دليلاً للكشف على المباني المتضررة، وكوداً للعزل الحراري، ودليلاً للمكاتب الاستشارية، مشيراً إلى أن 140 ألف مهندس سوري هم أعضاء بالنقابة، عاقدون العزم على القيام بدورهم الوطني والمساهمة الفاعلة في مرحلة إعادة إعمار سورية التاريخ والحضارة لتعود كما كانت.
وفي تصريح للصحفيين رأى رئيس مجلس الوزراء أن نتائج المؤتمر من شأنها رفد الجسم الانتخابي لمهندسي سورية بكفاءات جديدة يعوّل عليها كثيراً في بناء سورية المتجددة، موضحاً أن المؤتمرات الانتخابية تعكس الممارسات الديمقراطية الحقيقية وتمثل محطات تقويمية وتقييمية للأداء، ولفت إلى أن المجلس الجديد المنتخب سيتحمّل الكثير من الأعمال والأعباء في هذه المرحلة، ويعوّل عليه بإقامة تشاركية مع نقابة المقاولين لتقديم كل الرؤى والأفكار التي تسهم في بناء سورية المتجددة، فضلاً عن الدور المنوط به بتلبية متطلبات المهندسين.
وشدد الحلقي على دور المهندسين في بناء وإعمار الوطن، مؤكداً أن الحكومة بدأت بالبرنامج الإسعافي في مرحلة إعادة الإعمار، الذي سيسهم المهندسون بشكل كبير في إنجازه، وقال: المهندسون كانوا دائماً إلى جانب زملائهم في النقابات المهنية والمنظمات الشعبية الأخرى في رسم السياسة الوطنية لمختلف القطاعات ووقفوا من خلال عملهم إلى جانب الجيش والقوات المسلحة في مواجهة التنظيمات الإرهابية التكفيرية.
حضر المؤتمر عدد من الرفاق والسادة أعضاء القيادة القطرية للحزب والوزراء وأمينا فرعي دمشق وريفها للحزب ومحافظا دمشق وريفها والدكتور المهندس عادل حديثي أمين عام اتحاد المهندسين العرب وأعضاء مجلس الشعب ورؤساء النقابات المهنية والمنظمات الشعبية.