حرب الموانئ النفطية تتسع وتضرب عصب الاقتصاد الليبي
تشهد ليبيا قتالاً مستمراً سعياً للاستحواذ على النفوذ السياسي ونصيب من العائدات النفطية، وقال مسؤولون: إن القتال بين الحكومتين المتنافستين في ليبيا قوات الجيش الليبي وميليشيات فجر ليبيا الإرهابية المتطرفة امتد إلى ميناء نفطي ثالث، ميناء مليتة للنفط والغاز غرب العاصمة الليبية، مما أدى إلى وقف صادرات الغاز إلى ايطاليا وخفض إنتاج النفط إلى ما دون احتياجات البلاد اللازمة لتغطية متطلباتها الداخلية.
ويخوض الجيش معارك ضارية فيما يعرف بمنطقة الهلال النفطي، أغنى مناطق البلاد بالنفط، حيث شن سلاح الجو غارات على مواقع تتحصّن بها مليشيات فجر ليبيا، التي تقود هجوماً على المنطقة منذ مطلع الأسبوع الماضي.
وتضم منطقة الهلال النفطي مجموعة من المدن بين بنغازي وسرت، وتحوي المخزون الأكبر من النفط، إضافة إلى مرافئ السدرة ورأس لانوف والبريقة الأكبر في ليبيا.
وفيما ظلت الأوضاع هادئة في طرابلس بدرجة كبيرة عدة أشهر، اندلعت الاشتباكات منذ أكثر من أسبوع قرب مرفأي السدر ورأس لانوف، أكبر مرفأين لتصدير النفط الليبي، عندما تحركت قوة متحالفة مع الحكومة، التي نصبت نفسها في طرابلس، إلى الشرق في محاولة للاستيلاء على المرفأين، وقال مسؤول عسكري: إن الحكومة المعترف بها شنت ضربات جوية على ما أسمتها أهدافاً عسكرية في سرت، وهي مدينة في وسط البلاد تقع إلى الغرب من الميناءين، وهي الضربات الأحدث ضمن غارات شبه يومية.
وتوقف حقلا النفط والغاز في المرفأين عن العمل ما أدى إلى خفض حجم الإنتاج ، وتمثّل صادرات النفط والغاز شريان الحياة الاقتصادي لليبيا.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا: إنه على جبهة جديدة استفحل القتال إلى الغرب من طرابلس قرب ميناء مليتة للنفط والغاز الذي يديره مشروع مشترك بين المؤسسة وشركة إيني الايطالية، مشيرة إلى أن إنتاج دولة ليبيا من النفط الخام قد وصل إلى مستويات متدنية جداً لا تلبي الاستهلاك المحلي.
وتتابع المؤسسة الوطنية للنفط بقلق بالغ الأحداث الجارية بمجمع مليتة للنفط والغاز، وازداد تعقيد الموقف القتالي قرب الميناءين بسبب المعركة بين قوات موالية للحكومة ومتطرفين في بنغازي ثاني كبريات مدن ليبيا.
من جهته، قال مدير مكتب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب الليبي الشرعي: إن الجماعات الإرهابية هي المستفيدة الوحيدة مما يجري حالياً في ليبيا من صراعات ومواجهات، حيث تُوظف هذه الصراعات لتنفيذ مشاريع مشبوهة تستهدف استقرار وأمن منطقة المغرب العربي ومنطقة الساحل الأفريقي، محذّراً من استمرار المواجهات والعنف بين أبناء الوطن الليبي، ما من شأنه أن يوسّع الشرخ في النسيج الاجتماعي، ودعا الليبيين بمختلف انتماءاتهم إلى إلقاء السلاح والدخول في حوار جاد وحقيقي لتسوية خلافاتهم كافة للمحافظة على سلامة النسيج الاجتماعي.
ويرى مراقبون أن ميليشيات فجر ليبيا المتشددة تسعى إلى نشر العنف والفوضى في كل المدن الليبية وتعطيل خطوات الحوار لفتح الطريق أمام المتطرفين للمكوث في الأراضي الليبية ونفث سموم الفرقة والتقسيم بين أبناء الشعب الواحد.