مشروع القرار المقدّم لمجلس الأمن يتعارض مع الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني "الصاعقة": حق العودة مقدّس لا يحق لأحد التفريط أو التنازل عنه
قررت القيادة الفلسطينية إدخال تعديلات على مشروع القرار الفلسطيني المقدّم إلى مجلس الأمن الأسبوع الماضي، تأخذ بالاعتبار جميع التحفظات التي أبدتها الفصائل الفلسطينية على المشروع، فيما أعلنت منظمة طلائع حرب التحرير الشعبية الفلسطينية “قوات الصاعقة” رفضها الكامل لمشروع القرار بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية بحلول عام 2017 وإقامة دولتين على الأراضي الفلسطينية، وأكدت في بيان لها أن بنود المشروع وتعديلاته تتعارض مع الحقوق الوطنية والثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني، وخاصة ما يتعلق بإسقاط حق عودة اللاجئين إلى ديارهم، وإنهاء حالة الاحتلال الشامل عن الأراضي الفلسطينية، والتفريط بمدينة القدس كعاصمة أبدية لدولة فلسطين المنشودة، واعتبرت أن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين مقدّس، ولا يحق لأحد التفريط أو التنازل عنه.
إلى ذلك، حذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أنه ما لم يمر المشروع العربي الفلسطيني سنوقف التعامل مع الحكومة الإسرائيلية، ونطلب منها تحمّل كل مسؤولياتها لأنها سلطة احتلال، وقال في ندوة صحفية نظمت بمقر وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية: “إننا مصممون على استرجاع حقوق شعبنا ومنها حق العودة وإطلاق سراح كافة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ولن نستسلم لسياسة الهيمنة وطغيان الاحتلال”، وشدد على أنه لا بد أن يبزغ فجر الحرية وتقام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، مؤكداً أن القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام والحرب في وقت معاً في الشرق الأوسط وأساس لحفظ الأمن والسلام.
وهددت واشنطن باستخدام الفيتو ضد مشروع قرار عربي طلبت فلسطين تقديمه للاعتراف بالدولة الفلسطينية وتحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال، رغم أن أكثر من 135 دولة اعترفت بفلسطين داخل الجمعية العامة، كما أن برلمانات الدول الأوروبية أصدرت توصيات غير ملزمة تعترف فيها بدولة فلسطين.
ميدانياً، جددت عصابات المستوطنين اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة بمرافقة وحراسة قوات الاحتلال، فيما اعتقلت قوات الاحتلال خمسة فلسطينيين خلال اقتحام أحياء في القدس المحتلة، وهم الطفل وليد الجعبري البالغ من العمر 14 عاماً، والشاب لؤي سلايمة البالغ من العمر 24 عاماً والشاب مهدي عطون من قرية صور باهر، ومحمد أحمد سمير الجولاني من حي الثوري ببلدة سلوان، والشاب داوود ريان من حي العباسية، ومددت أيضاً اعتقال 8 مقدسيين بحجة التحريض عن طريق الفيسبوك، فيما سلمت طواقم بلدية الاحتلال أمر هدم إدارياً للفلسطيني المبعد عن القدس المحتلة أكرم الشرفا، بحجة خطورته على أمن كيان الاحتلال، وأوضح الشرفا أن المنزل الذي أبلغته سلطات الاحتلال بهدمه يعيش فيه مع زوجته ووالدته وطفليه.
وفي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال ثمانية فلسطينيين في مداهمات عدة، شملت بلدة سعير ومخيم الفوار وقرية الريحية ومدينة الخليل وقرية دورا القرع شمال شرق مدينة رام الله.
وقامت قوات الاحتلال بهدم عدة محال تجارية في ضاحية البالوع شمال مدينة البيرة، بحجة وجود دواع أمنية، وسط غياب ردود الأفعال الدولية المنددة بهذه الجرائم والانتهاكات.