بعد ارتداد الإرهاب إليها.. ألمانيا واستراليا وفرنسا ترفع من مستوى التحذير بوتين يدعو إلى اتخاذ تدابير استباقية للحيلولة دون امتداد خطر "داعش"
صدق قادة الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي في ختام قمتهم في موسكو، أمس، على 22 وثيقة وبيان مشترك عن القمة و19 قراراً وبروتوكولين، وقال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي: إن القادة أعربوا في بيانهم الختامي عن القلق إزاء تنامي خطر الإرهاب وانتشار التطرف في آسيا الوسطى، مع أخذ العامل الأفغاني بالحسبان.
وكانت قمة منظمة الأمن الجماعي بدأت أعمالها بمشاركة رؤساء الدول الأعضاء في معاهدة الأمن الجماعي وهي روسيا وبيلاروس وأرمينيا وكازاخستان وقرغيزيا وطاجكستان، ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القمة إلى اتخاذ تدابير استباقية للحيلولة دون امتداد خطر تنظيم “داعش” الإرهابي إلى أفغانستان، وقال: يجب الانتباه إلى أن بعض مجموعات تنظيم “داعش” تحاول زج بعض الولايات الأفغانية فيما يسمى “دولة الخلافة”، مشدداً في هذا الصدد على أهمية أن تقوم دول المنظمة بإيلاء أهمية للحدود الأفغانية مع طاجكستان ومنح مساعدات مادية للأخيرة لرفع مستوى تأهيل القوى العسكرية.
وأكد بوتين أن الأوضاع المعقدة الحالية في العالم تتطلب من دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي اتخاذ خطوات منسقة ترمي إلى ضمان أمن الدول والمنطقة بأكملها فيما يخص التصدي للإرهاب وتجارة المخدرات والجريمة العابرة للحدود والحيلولة دون وقوع الكوارث الطبيعية والصناعية.
يذكر أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي هي تحالف عسكري سياسي شكله عدد من الجمهوريات السوفييتية السابقة على أساس معاهدة الأمن الجماعي الموقعة في 17 أيار عام 1992.
إلى ذلك، أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن الحل لمكافحة الإرهاب يكمن في تعاون جميع الدول الإسلامية لاجتثاث جذور هذه الظاهرة في أسرع وقت ممكن، وقال في تصريحات صحفية أدلى بها لدى وصوله إلى مدينة النجف العراقية: إن الكثير من الدول باتت اليوم متفهمة لحساسيات المنطقة وخطر الإرهاب وهذا يعد بحد ذاته خطوة إلى الأمام في الحرب على الإرهاب.
وفي براغ، أكد نائب وزير الدفاع التشيكي السابق يارومير نوفوتني أن ما يجري الآن في سورية هو استهداف لآخر نظام علماني في الشرق الأوسط، ولذلك تقف إلى جانبه للدفاع عنه مختلف مكونات وشرائح المجتمع السوري، وأشار إلى أن الدعم الغربي ساهم في إنشاء التنظيمات المتطرفة على شكل تنظيم داعش، محذّراً من أن القوى المتطرفة تسعى الآن وبدعم من بعض القوى إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.
في الأثناء، أقر رئيس وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية هانز جورج ماسن بمقتل 60 إرهابياً ألمانياً بعد انضمامهم إلى التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية والعراق، وقال: إن نحو 60 شخصاً من أصل 550 اتجهوا إلى سورية والعراق للانضمام إلى مجموعات متطرقة قتلوا هناك، وإن تسعة منهم على الأقل قتلوا في عمليات انتحارية قاموا بتنفيذها.
وكان تقرير سري لأجهزة الاستخبارات الألمانية حذّر من أن مستوى “التهديات الإرهابية” في ألمانيا مرتفع للغاية بعد إعلان برلين المشاركة في التحالف الذي تقوده واشنطن تحت مسمى “محاربة داعش” في سورية والعراق، وقال أحد عناصر الاستخبارات الألمانية: إن التهديدات الإرهابية كبيرة جداً، ووفق الهيئة الفيدرالية الألمانية للشؤون الجنائية فإن نحو ألف شخص في البلاد يعتبرون مؤيدين للتنظيم، ونحو 230 منهم يمكن أن يرتكبوا عملاً إرهابياً في المستقبل في أراضي البلاد.
وتعتبر الاستخبارات الألمانية هؤلاء الأشخاص خطراً داهماً، وذلك لأنهم يمكن أن يسهموا في تطرف مسلمين آخرين أو يساهموا في التحضير لعمليات إرهابية.
وفي باريس، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن الجيش سينشر في فرنسا خلال الساعات المقبلة ما بين 200 و300 عسكري إضافي لتعزيز الأمن في الأماكن العامة وزيادة عدد الدوريات خلال فترة أعياد نهاية السنة، بعد ما كشفت الهجمات الثلاث الأخيرة ضعف الإجراءات المتخذة لمواجهة الخطر الإرهابي.
وحاول فالس في ختام اجتماع أزمة خصص للهجمات التي وقعت أيام السبت والأحد والاثنين الماضية في ثلاث مدن في فرنسا طمأنة الفرنسيين مع إعلانه أن “كل أجهزة الدولة في حالة تعبئة وأنه يجب تعبئة كل أجهزة الأمن والقضاء”.
وسادت إثر الهجمات الثلاث حالة من القلق في فرنسا رد عليها فالس بقوله: “إننا نتصرف بقدر كبير جداً من الحزم.. عندما يكون1200 شخص يعيشون في بلادنا معنيين بـ “الجهاد” وعندما يسقط 60 شخصاً من الفرنسيين عموماً قتلى في صفوف “الجهاديين” فهذا يعني أن هناك خطراً منقطع النظير”.
وكان رجل هاجم السبت الماضي عناصر شرطة بسكين في مدينة جويه ليه تور وسط غرب فرنسا، وفي اليوم التالي قام مختل بصدم مارة بسيارته في ديغون وسط شرق فرنسا، كما اندفع شخص بسيارته لصدم مارة في سوق لعيد الميلاد في نانت غرب فرنسا.
وفي سيدني، حذّر رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت من أن مستوى التهديد الارهابي لا يزال عالياً في استراليا مع زيادة وتيرة ما سماه بـ “الثرثرات الإرهابية”، إثر عملية احتجاز الرهائن في مقهى لينت للشوكولا الأسبوع الماضي، والذي أسفر عن مقتل شخصين إضافة إلى المسلح الذي نفذ عملية الاحتجاز، وأشار إلى أن أجهزة الأمن الاسترالية رصدت زيادة في مستوى “الثرثرات الإرهابية” في أعقاب هذا الحادث، فيما أعلنت الشرطة عزمها تعزيز تواجدها في المواقع الرئيسية للاحتفالات خلال فترة عيد الميلاد.