مواجهات عنيفة بين المدافعين عن الأقصى وقطعان المستوطنين .. و"الفصائل" تدعو إلى جبهة موحدة لمقاومة الاحتلال
مقهى إسرائيلي على أنقاض مقبرة “مأمن الله” في القدس
لم يتأخر رد فصائل المقاومة الفلسطينية على الخروقات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة ، معتبرة أن ما حصل يعطيها الحق في الرد في الوقت والمكان المناسبين مطالبة الدول الراعية لاتفاق التهدئة التدخل لكبح جماح الاعتداءات الصهيونية.
فقد شهدت مدينة القدس أمس مواجهات عنيفة بين قطعان المستوطنين والمدافعين عن الأقصى، حيث دنس 50 مستوطناً باحات المسجد إضافة إلى اعتقال عشرات المصلين، والعمل المستمر للسلطات الصهيونية لتهويد المدينة، حيث تم تسليم أكثر من أربع عشرة مذكرة هدم وإخلاء من أحيائها القديمة، أما الأخطر ما تم تداوله من نية سلطات الاحتلال إقامة مقهى من سلسلة مقاهي إسرائيلية معروفة على أنقاض مقبرة “مأمن الله” غربي القدس.
وعلى وقع الخروقات الإسرائيلية المستمرة لقطاع غزة والتي كان آخرها على خان يونس أمس الأول أكدت الفصائل والقوى الوطنية في قطاع غزة أمس، أن خروقات الاحتلال الأخيرة تعطيها حق الرد، محمّلة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التصعيد الأخير، وأكدت قيادة الفصائل خلال اجتماعها الطارئ رفضها القاطع لأن يكون الدم الفلسطيني فاتورة للانتخابات الداخلية الإسرائيلية، ومطالبة مصر بالدعوة سريعاً لاستئناف جولات المفاوضات غير المباشرة، وإلزام سلطات الاحتلال بالتهدئة.
ودعت الفصائل لتشكيل جبهة مقاومة موحدة وتفعيل الإطار القيادي لمنظمة التحرير، وسرعة إنجاز ملفات المصالحة الداخلية، وأن تأخذ حكومة التوافق دورها في معالجة قضايا وإشكاليات القطاع، وطالبت المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته والضغط على الاحتلال لوقف عدوانه المتكرر ضد غزة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
إلى ذلك، أكدت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في بيان لها، أن ( 307 مستوطنين) وعناصر احتلالية اقتحموا الأقصى خلال هذا الأسبوع، فيما اعتقل الاحتلال نحو (20 مصلياً) من داخل المسجد وعند بواباته، وأخضع أغلبهم للتحقيق والمحاكمات، ثم أفرج عنهم بعد إصدار قرارات بمنعهم من دخول الأقصى لفترات تراوحت بين الأسبوعين والشهر، كما فرض على بعضهم غرامات مالية.
وفي القدس أيضاً اعتقلت قوات الاحتلال أربعة فتيان، كما سلمت 10 أوامر هدم إدارية لمنازل في حي الصوان في المدينة، وذكرت مصادر محلية أن طواقم بلدية الاحتلال معززة بالمخابرات وشرطة الاحتلال اقتحمت حي الصوان شرق أسوار القدس القديمة، ووزعت أوامر هدم إدارية لـ (10 منازل) قائمة منذ (7 – 12) عاماً، وأضافت: إن طواقم الاحتلال صادرت الأعلام الفلسطينية المعلقة على الجدران وعلى أعمدة الكهرباء والأسلاك، كما أجبرت السكان على إزالة الأعلام المعلقة على أشجار ونوافذ منازلهم بعد تهديدهم بفرض غرامات مالية عليهم، كما اعتقلت قوات الاحتلال 11 فتى من مدينة نابلس بزعم نيتهم تنفيذ عملية، فيما هدمت جرافات الاحتلال صباحاً منشأة زراعية في الخليل.
من جهة ثانية أكد غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أن بلاده ستؤيد مشروع القرار الفلسطيني في مجلس الأمن الدولي حول تحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وكذلك اهتمامها بحصول المشروع على موافقة جميع أعضاء المجلس لتفادي اصطدامه بحق النقض “الفيتو”، وقال: كما فهمنا من الفلسطينيين فإن التصويت قد يجري في أقرب وقت، لكنهم لم يحددوا بعد موعداً له إلا أننا أكدنا أكثر من مرة أننا سنصوّت لصالح هذا القرار.
وأوضح غاتيلوف أن روسيا تريد أن ترى نص قرار يرضي جميع الأعضاء الـ 15 في مجلس الأمن ويهدف بالفعل إلى تحقيق نتائج عملية في تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وإطلاق عملية المفاوضات وحل كافة القضايا، وأضاف: إن مشروع القرار الفلسطيني سلم إلى مجلس الأمن الدولي رسمياً وإن ذلك يعني أن التصويت عليه يمكن أن يجري بعد انتهاء مدة 24 ساعة”، مشيراً إلى حق الفلسطينيين في المطالبة بإجراء التصويت في أي وقت.