نظراً لما يمر به الوطن من أحداث.. الاحتفالات بعيد الميلاد تقتصر على الصلوات والقداديس عظة العيد: الشعب السوري يملك فكراً نيراً ويستطيع محاربة الجهل والتكفير
اقتصرت الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد عيد ميلاد السيد المسيح رسول المحبة والسلام على الصلوات والقداديس فى الكنائس وأماكن العبادة نظراً لما يمر به الوطن من أحداث وإكراماً لشهداء سورية الأبرار الذين رووا ثراها الطاهر بدمائهم الزكية.
ففى كاتدرائية مارجرجس للسريان الأرثوذكس فى باب توما بدمشق أقيم قداس إلهي ترأسه المطران جوان قواق المعاون البطريركي في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس عاونه لفيف من الكهنة والشمامسة الأجلاء فيما قام بخدمة الاحتفال طلاب كلية مار أفرام السريان بمعرة صيدنايا وجوقة مار أفرام السرياني البطريركية بدمشق.
وألقى المطران قواق عظة العيد تحدث فيها عن المعاني السامية لميلاد السيد المسيح وما تحمله هذه المناسبة من قيم نبيلة حيث تتوق قلوب الجميع في عيد السلام والمحبة والتضحية ونكران الذات إلى السلام والأمان داعيا السوريين إلى التشبث بالأرض ووجودهم ودورهم الوطني والحضاري وإبقاء المغتربين الوطن الأم في قلوبهم وعقلهم لأنه اليوم بحاجة لهم أكثر من أي وقت مضى لأنه لا بديل عن الوطن.
وتوجه إلى السوريين من مسلمين ومسيحيين بالقول: تعالوا لنجتمع إخوة معاً تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم لنشعل في نهاية النفق المظلم الذي وصلنا إليه منارة تهدينا إلى ما هو خير لنا جميعاً لنضمن لأبنائنا مستقبلاً جميلاً، مؤكداً أن من راهن على الوحدة الوطنية في سورية أخطأ لأنها سر صمودها وقوتها وضمان تقدمها.
وناشد المطران أصحاب القرار وذوي النوايا الطيبة وقف العنف بكل أشكاله وحقن الدم السوري الثمين والجلوس إلى طاولة الحوار الحل الوحيد الذي يوقف الخسائر البشرية والمادية ويضمن للجميع حقوقهم المشروعة ويجسد المعنى الحقيقي للديمقراطية شريطة أن تكون سورية للسوريين وحدهم فقط ،مؤكداً رفض كل حل جزئي يضرب وحدة سورية أرضاً وشعبا ويزرع بذور الفتنة والنزاعات والصراعات.
وتوجه المطران قواق بالتهنئة إلى السيد الرئيس بشار الأسد والمخلصين معه سائلاً الله أن يوفقه ويلهمه الحكمة ليجمع شمل جميع أبناء البلد الواحد ويحقق آمال السوريين في بناء سورية الجديدة كما يريدها السوريون. ودعا المطران قواق الله تعالى أن يرحم شهداء سورية ويمنح العزاء للأسر الحزينة والمنكوبة وحيا الجيش العربي السوري المقدام وأثنى على همة كل شريف ومخلص يبذل قصارى جهده من أجل بناء بلده.
وفي الكنيسة الإنجيلية الوطنية بدمشق أقيم قداس إلهي ترأسه القس بطرس زاعور الرئيس الروحي للكنيسة الإنجيلية الوطنية بدمشق.
ولفت القس زاعور إلى معاني عيد الميلاد عيد ولادة طفل مغارة بيت لحم الفقير الذي جاء ليغني الكثيرين بحبه وخدمته ورسالته وليعطي الحياة طعماً جديداً وليزيل التفرقة بين بني البشر ويحقق المساواة بين الجميع ويعيد للمرأة كرامتها وللطفل حقوقه وللمعاق إنسانيته، داعياً إلى أن يكون الاحتفال بعيد الميلاد احتفالاً يتناسب مع رفعة وكرامة ومكانة الطفل الذي لم يعرف التاريخ أعظم منه بحياته وتعاليمه ومحبته والذي طال انتظار البشرية له بعد أن اكتنفها الظلام الفكري والأدبي والروحي وقال لقد طال انتظارنا لنعيش كما كنا في الماضي في هدوء واستقرار وأمان وطال انتظارنا لوقف نزيف الدم السوري على الأرض المباركة الطيبة، وأضاف طال انتظارنا وما زلنا نصلي كي يستجيب الله في هذه المناسبة المباركة لنداء تضرعات المؤمنين في كل زاوية من بقاع سورية الحبيبة ويعم الأمن والسلام ويزيل الخصام ويدب المحبة والوئام.
ودعا أبناء سورية للثبات أمام المؤامرة التي حيكت ضدهم مشدداً على أن المتآمرين على سورية مهما حاولوا في ضخ الإرهاب والهمجية على أرضها الطاهرة لن يستطيعوا الوصول لغاياتهم التي تقف خلفها دول داعمة للإرهاب الممول من أنظمة لم يعرف التاريخ أسوأ من سجلاتها في انتهاك حقوق الإنسان والطغيان.
وخاطب زاعور أبناء سورية قائلاً: إن سورية مستهدفة من قبل الظلاميين والجهلاء وهذا الجهل هو الذي أوصلنا لما نحن عليه من قتل وخراب وتدمير وتنكيل حيث نعاني من أزمة فكر وعقل قادت ذوي النفوس الضعيفة إلى إقصاء الآخرين وتكفيرهم، مؤكداً أن الشعب السوري يملك فكراً نيراً يستطيع من خلاله محاربة الجهل والتكفير. ودعا زاعور الله تعالى أن يمن على وطننا وجيشنا الصامد وقيادتنا الحكيمة بالسلام والأمن والرخاء وأن يتوج صبرنا وجلدنا بشفاء الجرحى وعودة المخطوفين والمهجرين والمفقودين إلى ديارهم وأهلهم.