ألفا "داعشي" يستعدون للعودة إلى تونس.. واستراتيجية أستراليا لوقف التجنيد تفشل
أعلنت المحكمة العليا الروسية أن “داعش” و”النصرة” تنظيمان إرهابيان، فيما حذّر الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون أفغانستان من محاولات تنظيم “داعش” الإرهابي تجنيد أنصار له من بين السكان الأفغان.
وقال متحدث قانوني في المحكمة، أمس للصحفيين، “إن المحكمة العليا في روسيا الاتحادية بعد النظر في جلسة مغلقة في ادعاء مكتب المدعي العام، أقرت بالحكم على النحو المشار إليه في القرار”، مضيفاً: “إن المحكمة حظرت أنشطة هاتين المنظمتين على أراضي روسيا، وسوف تدرجان في سجل خاص بالمنظمات الإرهابية، وسيترتب على أي مشاركة فيهما مسؤولية جنائية مقابلة لها”، ملبية بذلك طلب المدعي العام الروسي.
ولفت المصدر إلى أن المحكمة العليا في روسيا الاتحادية كانت ذكرت في تشرين الثاني الماضي أنها تلقت ادعاء قدم من قبل مكتب المدعي العام الروسي طلب فيه اعتبار تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” من المنظمات الدولية الإرهابية، مشيراً إلى أن المدعي العام الروسي أوضح في طلبه أن تنظيم “داعش” تأسس في عام 2006 في العراق عن طريق اندماج 11 من الجماعات الإسلامية المتطرفة بقيادة الفرع المحلي لـ”تنظيم القاعدة”، وأضاف المدعي العام: “أما تنظيم جبهة النصرة فهو الفرع المحلي في سورية ولبنان للتنظيم الإرهابي العالمي “القاعدة”، وقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا أيضاً جبهة النصرة تنظيماً إرهابياً”.
يأتي ذلك فيما حذّر الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون أفغانستان، زامير كابولوف، من محاولات تنظيم “داعش” الإرهابي تجنيد أنصار له من بين السكان الأفغان، مستبعداً في الوقت ذاته قيام عناصر التنظيم بمحاولات التسلل إلى أفغانستان، وقال في تصريح للصحفيين في موسكو: “إنني لا أقول إن آلاف الداعشيين سوف يأتون الآن من سورية والعراق إلى أفغانستان، وذلك ليس بالضرورة حتماً، ولكن تحت هذا الشعار، وفي ظل هذه الأيديولوجية يمكن أن يعلن الأفغان القتال بأنفسهم”، مضيفاً: “إن داعش لا يملك قوات خاصة يمكنها أن تتسلل إلى أفغانستان وتقوم بالاستيلاء على كابول”.
وتابع الدبلوماسي الروسي: “لكن على الأغلب أنهم سيعملون وفق مبدأ الحرب هي الحرب، ويوجد في أفغانستان بما فيه الكفاية من المسلحين ولا يلزمهم سوى التسليح والتنظيم تحت راية ما، وداعش قادر على ذلك”، وأضاف: “إن عاملاً جديداً ظهر العام الحالي في أفغانستان من شأنه أن يتحوّل إلى تهديد خطير”، مشيراً بذلك إلى ظهور عملاء، “ونحن على علم أن مجموعة تقدر بمئة شخص أو أكثر جرى إرسالها إلى أفغانستان”، لافتاً إلى أن تغييراً يجري في تكتيك المسلحين في أفغانستان تحت ضغوطات من “داعش”.
وفي سياق متصل اعتبر رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران، علي لاريجاني، في كلمة له أمام الملتقى الأول للمجلس والدفاع المقدس أن “قوات إيران المسلحة وقفت بوجه الإرهابيين، وحالت دون استمرارهم في أعمالهم الإجرامية، ووفرت الأمن الداخلي وأمن المنطقة برمّتها”، وأضاف: إن “القوات المسلحة الإيرانية ساعدت الدول التي أرادت مواجهة الإرهابيين”، معتبراً “أنّ الأزمة لا تزال دون حل بسبب حماية بعض الدول للإرهابيين وتشكيل تحالف هو أقرب إلى الاستعراض السياسي”، مكرراً القول: “إن القوات المسلحة الإيرانية تمتلك قدرات كبيرة للحفاظ على الأمن الإقليمي، وقد تمكنت من إيجاد الهدوء في المنطقة خلال الأزمات”.
وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن مؤامرة تنظيم “داعش” الإرهابي والتكفيريين، والسعي إلى تقسيم وإضعاف الدول الإسلامية، وتدمير الطاقات البشرية والمادية الهائلة في سورية والعراق تهدف إلى ضمان أمن الكيان الصهيوني، وأشار في تصريح له إلى أن الهدف الأساس من مخطط تشكيل ودعم وإيجاد التنظيمات الإرهابية التكفيرية هو احتواء موجة الصحوة الإسلامية، وفرض استمرار الهيمنة على دول المنطقة وضمان أمن الكيان الصهيوني، وشدد على أن الآمال التي تعقدها الأنظمة السلطوية والصهيونية العالمية على نشر الفتنة والتفرقة في العالم الإسلامي لن تتحقق أبداً، لافتاً إلى أن ماهية الدين الإسلامي الحنيف موحدة وسمحة، والمسلمون كافة يرون من واجبهم الدفاع عن القيم الإسلامية والترويج لمفاهيمه الإنسانية.
من جهة أخرى حمل الكاتب الألماني وعضو البرلمان السابق يورغن تودنهوفر الولايات المتحدة دون أن يسمّها المسؤولية عن وجود تنظيم “داعش” وباقي التنظيمات الإرهابية في المنطقة العربية، من خلال احتلالها للعراق وحلّ الجيش العراقي وتهميش شرائح واسعة من الشعب العراقي، وقال خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة دي فيلت الألمانية مؤخراً بعد عودته وابنه من زيارة إلى مناطق سيطرة تنظيم “داعش” في العراق وسورية: “إن عمليات القصف الجوي التي تقوم بها واشنطن وحلفاؤها ضد مواقع داعش غير مجدية ولن تؤثر في التنظيم”، معتبراً أن الحل يكون “بمعالجة أسباب نشوئه، التي تحددت بالحرب على العراق وحل الجيش العراقي وتهميش دور الشعب العراقي، ولذلك يجب حل المشاكل الناتجة عن هذه الأخطاء لإقناع الناس بالانفضاض من حول تنظيم داعش”.
وأضاف الكاتب: “إن الفكر الذي يعتنقه إرهابيو التنظيم يقوم على قتل كل مسلم يؤمن بالديمقراطية، وهم يعلمون أن هذا يعني قتل عشرات الملايين من المسلمين، فالديمقراطية حسب اعتقادهم وضعها بشر وتطبيقها يؤدي إلى عدم تطبيق شرع الله”.
تجدر الإشارة إلى أن تودنهوفر أكد خلال المقابلة أنه التقى في زيارته بعشرات الإرهابيين الأوروبيين والأمريكيين الذين انضموا إلى صفوف التنظيم الإرهابي، وأن بعضهم جاء مصطحباً عائلته معه، وقد أبلغوه بأنهم سعيدون لخوض التجربة.
إلى ذلك كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن انضمام امرأة وعارض أزياء من مدينة ملبورن الاسترالية إلى تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق، رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي أعلنت الحكومة الاسترالية عن اتخاذها مؤخراً، في محاولة لمواجهة التهديد الذي يشكله التنظيم الإرهابي والمتواطئون معه.
وأفادت الصحيفة بأن امرأة من مدينة ملبورن تدعى زهرة دومان تسللت إلى سورية وتزوجت من أحد إرهابيي تنظيم “داعش” في وقت سابق من كانون الأول الجاري، في الوقت الذي تؤكد فيه عائلة دومان بأن ابنتهم تعرضت لعملية غسيل دماغ دفعتها إلى الانضمام للتنظيم الإرهابي، وأشارت إلى أن دومان تزوجت بالإرهابي المدعو محمود عبد اللطيف، حيث أعلنا عن ذلك على شبكة الانترنت يوم 11 كانون الأول الجاري، ويعتقد أنهما يقيمان في مدينة الرقة السورية.
وأوضحت الصحيفة أن عارض أزياء استرالياً من أصل صومالي، يدعى شاركي جاما، سافر من مدينة ملبورن وانضم هو الآخر إلى تنظيم “داعش” الإرهابي، وهو يعيش حالياً في مدينة الفلوجة في العراق.
ووفقاً للباحثة في شؤون مكافحة الإرهاب “آن ألاي” من جامعة كيرتين الاسترالية، فإن جامان يمثل نموذجاً للاستراليين الذين ينضمون إلى تنظيم “داعش” الإرهابي بعد تحوّل ميولهم باتجاه التطرف.
وتقدّر الحكومة الاسترالية عدد الأشخاص الذين انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق بنحو 70 استرالياً، فيما تشير التقارير الاستخباراتية إلى وجود مئة شخص يتواطؤون مع التنظيم الإرهابي داخل استراليا.
وفي تونس، كشفت تقارير أمنية تونسية عن وجود نحو عشرة آلاف إرهابي تونسي في سورية ضمن صفوف التنظيمات الإرهابية فيها، حيث تأتي تونس في مقدّمة البلدان المصدرة للإرهابيين إلى سورية، الذين سافروا إلى سورية انطلاقاً من ليبيا مروراً بتركيا بين عامي 2012 و2013، محذّرة من أن خطراً كبيراً يحدق بتونس جراء استعداد ألفي إرهابي منهم، ومعظمهم تمرّسوا على القتال في صفوف التنظيمات الإرهابية، للعودة إلى البلاد مطلع العام المقبل، وينتظر اتخاذ منهجية أكثر صرامة مع هذه العودة المنتظرة، لاسيما أن جل هؤلاء الإرهابيين انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي، الذي كان أصدر مؤخراً تحذيرات إلى السلطات التونسية بأن تونس ستصبح ساحته في الفترة القادمة.
وكان وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو كشف الشهر الماضي عن معلومات استخباراتية تفيد بقيام أثرياء خليجيين يحملون الفكر التكفيري بتمويل التنظيمات الإرهابية في عدد من دول المنطقة، كاشفاً عن هاجس عودة الإرهابيين التونسيين الذين التحقوا بالتنظيمات الإرهابية في سورية، وقال: منذ شهر آذار 2013 نجحنا في منع ما يقارب تسعة آلاف شخص من التوجه إلى سورية بعضهم أودعوا السجن وبعضهم أطلق سراحه، وكل الذين تمّ منعهم من السفر موجودون تحت الرقابة الأمنية.
“سانا-وكالات”