خبراء يؤكدون: "داعش" دمية بيد أمريكا و"إسرائيل" إيران: النظام السعودي تحوّل إلى حاضنة لتدريب الإرهابيين وتمويلهم
تحدث خبيران دوليان في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سابقاً، في معرض التعليقات على التقرير الذي أعدته مؤسسة “الدفاع عن الديمقراطية” البحثية الأمريكية الشهر الجاري وفضحت فيه دور مشيخة قطر في تمويل التنظيمات الإرهابية المتطرفة في الشرق الأوسط، على أن السعودية وقطر تتشارك في دعم مجموعة واسعة ومتنوعة من التنظيمات الإرهابية على اختلاف انتماءاتها ومسمياتها في سورية والعراق.
وفي ذات السياق قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني حسين نقوي حسيني: “إن النظام السعودي يمارس دوره الإجرامي في دعم الإرهابيين بمنطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك المجازر التي تشهدها سورية والعراق والبحرين”، وأضاف، في تصريح له أمس، إن السعودية تحوّلت إلى حاضنة لتدريب الإرهابيين وتمويلهم، لارتكاب المجازر ضد المسلمين في كل مكان بما في ذلك البحرين.
وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني: إن “إرساء الأمن والاستقرار في العراق ودول المنطقة يشكل رغبة ومطلباً للجمهورية الإسلامية الإيرانية وفقاً لمبادئها وخطابها”، واعتبر خلال استقباله في طهران وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي “أن تنظيم داعش الإرهابي اليوم في موقع الضعف، وفيما لو تمّ قطع الدعم المالي والتسليحي الخفي عنه من جانب بعض الدول من خارج المنطقة وداخلها، فإننا سنشهد قريباً تحرير جميع المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين”.
إلى ذلك، جدد وزير الخارجية النمساوية سيباستيان كورتس تحذيره من تنظيم “داعش” الإرهابي، واصفاً إياه بالخطر الأكبر، وقال في حديث لوكالة الأنباء النمساوية: “إن تنظيم داعش يشكل تهديداً وخطراً أكبر من تبعات الأزمة الأوكرانية وخاصة على أوروبا”.
وتحدّثت صحيفتان نمساويتان عن التقارير الإعلامية التي تؤكد إيجاد الولايات المتحدة والدول الغربية تنظيم “داعش” الإرهابي، بهدف إبقاء الأسباب والحجج قائمة لعودة وتقوية الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، وتساءلت صحيفة “ديرستاندارد” النمساوية حول صحة التقارير الأمنية والإعلامية والاستنتاجات التي تنشر في الشرق الأوسط عما إذا كان تنظيم “داعش” الإرهابي صناعة أمريكية أم لا، موضحة أن التنظيم يعتبر عصابة قتل متعصبة داست بأقدامها كل المبادئ والقيم الإنسانية، حيث يحتاج كل من وقع تحت سيطرته من مدنيين إلى المساعدة والخلاص، لكونهم يذوقون المعاناة القاسية ويعيشون صورة غامضة مشوّهة وساخرة في ظل أعماله.
وشددت الصحيفة على أن الاعتقاد السائد بأن التنظيم الإرهابي صناعة إسرائيلية أو أمريكية هو الأكثر شيوعاً، باعتبار أن إرهابيي التنظيم دمية في يد أمريكا وإسرائيل في المنطقة.
من جهتها وصفت مجلة “البروفيل” النمساوية تنظيم “داعش” الإرهابي بإمبراطورية الشر في الشرق الأوسط، التي ترهب السكان والأقليات وتهدد وتقطع الرؤوس علناً، لتصل إلى كل أرجاء العالم، وحذّرت من تنامي قوة التنظيم الإرهابي رغم أن مئات الملايين من المسلمين لا يمتّون بصلة إليه، ويرفضون أعماله، داعية إلى ضرورة اعتماد استراتيجية مشتركة فعالة لمحاربته، فالتنظيم أصبح واقعاً موجوداً على الأرض.
وأثبتت تطورات الأحداث في المنطقة ضلوع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين في إيجاد تنظيم “داعش” عبر مدهم لمن يسمونهم “المعارضة المعتدلة” بالسلاح والمال وفتح الحدود لتطويع إرهابيين من كل دول العالم، والزج بأخطر السجناء في سورية، وإغراقهم بأنواع الأسلحة المختلفة وتقديم العلاج المجاني للمصابين من الإرهابيين، لتحقيق هدفهم في تدمير سورية، العثرة الأكبر في وجه مخططاتهم في المنطقة.
وفي وقت تكثر فيه الأنباء والتقارير المتضاربة حول جدية الولايات المتحدة في حديثها وتحذيراتها من الإرهاب المتمثل بتنظيم “داعش”، يجد الرأي العام الأميركي والعالمي صعوبة في تصديق الرئيس أوباما واستراتيجيته لمكافحة الإرهاب في المنطقة، ولاسيما أن هذه الاستراتيجية ترتكز إلى تسليح وتدريب إرهابيين تحت ستار ما يسمى “معارضة معتدلة” بحجة التصدي لتنظيم “داعش” الإرهابي.
الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إيرك شميت، أن الإدارة الأمريكية برئاسة أوباما غارقة في حالة من “التخبط والحيرة” إزاء الطريقة التي يتوجب عليها إتباعها للتعامل مع تنظيم “داعش” الإرهابي والتهديدات التي يشكلها، وسط شعور المسؤولين الأمريكيين المتزايد بـ “الإحباط” من عدم تحقيق أي تقدم ملموس في مواجهة التنظيم، رغم استمرار الحملة الجوية التي تشنها الولايات المتحدة بمشاركة حلفاء لها ضده.
وفي تقرير نشرته الصحيفة، أشار الكاتب شميت إلى اعتراف قائد قوات العمليات الأمريكية الخاصة في الشرق الأوسط الجنرال مايكل ناغاتا في مناسبتين مختلفتين هذا الصيف بعدم قدرة الإدارة الأمريكية على سبر أغوار تنظيم “داعش” الإرهابي، وعدم تمكنها من فهم هذا التنظيم بحيث تتمكن من هزيمته، وأوضح أن محاضر الاجتماعات التي عقدها ناغاتا مع مجموعة من الخبراء تكشف عن حدوث اختلافات في الرأي بخصوص الهدف الرئيس لتنظيم “داعش” الإرهابي، وما إذا كان “أيديولوجياً أم إقليمياً”.
من ناحيته قال مايكل تي فلين، الجنرال الأميركي المتقاعد والمدير السابق لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، “إن شخصاً بخبرة ناغاتا بمجال مكافحة الإرهاب ويطرح هذا النمط من التساؤلات، يكشف مدى صعوبة المشكلة”.
ومن المقرر أن تصدر مجموعة الخبراء الأمريكيين الذين تمت الاستعانة بهم، ومنهم أكاديميون وآخرون يعملون في منظمات بحثية تقريراً خاصاً الشهر المقبل، وكان أوباما اختار في وقت سابق من العام الجاري ناغاتا وكلفه تشكيل “قوة جديدة” بحجة “القضاء” على تنظيم “داعش” الإرهابي، وذلك في مهمة رأى الكثير من النواب الأمريكيين أنها “مهمة مستحيلة”.