تفجير إرهابي يستهدف مقر النواب في طبرق “إخوان" ليبيا يدخلون البلاد في نفق مظلم
تشهد ليبيا الغارقة في الفوضى والتناحر على السلطة مزيداً من العنف، بدءاً بالنيران التي ما تزال مشتعلة في خزانات مرفأ السدرة النفطي، مروراً بتفجير سيارة مفخخة أمام مقر مجلس النواب، وانتهاء بإسقاط مروحية، ويرى مراقبون أن إخوان ليبيا يسعون إلى تعطيل مسار الانتقال الديمقراطي في البلاد، بعد أن خسروا في الانتخابات الأخيرة، فقد أعلنوا مقاطعتهم لجلسات البرلمان الشرعي في طبرق وطالبوا بإعادة إحياء المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته ممّا تسبب في خلق أزمة سياسية تحاول الأمم المتحدة حلّها.
وأعلن المتحدث باسم مجلس النواب فرج بوهاشم انفجار سيارة مفخخة قرب البوابة الخلفية لفندق دار السلام في طبرق، حيث مقر مجلس النواب، بينما كان النواب في الطابق الأرضي يعقدون اجتماعاً، وقال النائب طارق الجروشي: إن النتائج الأولية للتحقيقات أظهرت أن الهجوم كان انتحارياً.
ويثير الوضع الليبي المتأزم الكثير من المخاوف في ظل تصاعد أعمال العنف التي تقودها ميليشيات متطرفة ضدّ مجلس النواب الشرعي وقوات الجيش الوطني المناهضة للتشدد والإرهاب.
وأعلن نواب موالون لإخوان ليبيا، مقاطعتهم لـجهود الحوار الأممية، ووصفوها بأنها باتت “عبثية ومحرجة”.
واعتبر مراقبون أن إخوان ليبيا يهددون بإشاعة الفوضى في حال عدم الاستجابة لمطالبهم والمتمثلة أساساً في الاعتراف بالمؤتمر الوطني العام، وذلك من أجل فرض سيطرتهم على مؤسسات الدولة وتمرير القوانين وفق نهجهم السياسي المرتبط بأجندات إقليمية ساهمت في تأزيم الأوضاع في ليبيا.
وحذّر النواب المقاطعون في بيان لهم من “موجة تصعيد قادمة لا تحمد عقباها ستلتهم الكثير من الضحايا والأبرياء، وتصيب الليبيين في قوتهم وثرواتهم”..
ورجّح مراقبون فشل حوار “غدامس 2” نظراً إلى تعنّت الأطراف المعنية وإطلاقها شروطا تعجيزية، حيث اعتبر الشقّ الموالي للقوى الديمقراطية أن تمسك ميليشيا “فجر ليبيا” بشرعية المؤتمر العام سيساهم بشكل كبير في عرقلة المشاورات من أجل بلورة حلول عاجلة للأزمة، فيما اعتبر الشقّ الموالي للإخوان أن مجلس النواب قد انتهت شرعيته بحكم المحكمة الدستورية، وهو ما فنّده محللون سياسيون بالقول: إن حكم المحكمة كان نتيجة لضغوط المتشددين.
وأمام تصاعد الأزمة وتغوّل المجموعات الإرهابية، كشف الأمين العام لتحالف القوى الوطنية في ليبيا عبد المجيد مليقيطة أن أميركا وبريطانيا تحاولان فرض “الإخوان المسلمين” ضاربتين عرض الحائط بنتائج الانتخابات التي انبثق عنها مجلس النواب الليبي، ورفض في تصريح لوسائل إعلام محلية الموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية بأسلوب الإملاء والفرض، مبيناً أن المبعوث البريطاني والسفيرين البريطاني والأميركي دعوا إلى اجتماع طارئ يوم 21 حزيران الماضي قبل أربعة أيام من انتخابات مجلس النواب وطرحوا فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية يكون على رأسها أحد أعضاء الإخوان المسلمين وهو ما رفضه التحالف.
ورأى مليقيطة أن التطورات السريعة على الأرض في ليبيا بدأت تتجاوز الدعوات إلى الحوار، مؤكداً أن أي حوار لا بد أن يكون أساسه التمسك بالشرعية ممثلة في مجلس النواب المنتخب والحكومة المؤقتة المنبثقة منه.
وكان عضو مجلس النواب الليبي يونس فنوش أكد، في وقت سابق، أن مجلس النواب لا يرفض الحوار الوطني من حيث المبدأ لكنه حسم ملف مشاركة أي من أعضاء المؤتمر الوطني المهيمنة عليه جماعة الإخوان المسلمين والمنتهية ولايته في الحوار حيث رفض مشاركتهم سواء بصفتهم أعضاء سابقين أو بصفتهم الشخصية.
وتشرف بعثة الأمم المتحدة في ليبيا “يونسميل” على حوار يجمع الفرقاء الليبيين المدعوين لجولة جديدة مقررة في الخامس من كانون الثاني المقبل.
ويتعلق الحوار بين الأطراف الليبية المتنازعة بخارطة طريق تتمحور حول ثلاث نقاط بينها تشكيل حكومة وحدة وطنية.